يشهدالجنوبإستنفاراً إسرائيلياً برياً وبحرياً وجوياً، يدخل في إطار الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل على لبنان، في حين تمرّ الأيام ويتحدث فيه جنرالاتها عن التحضير لحرب ثالثة.
في المقابل، يمارس “حزب الله” أيضاً حرباً نفسية على المستعمرات ظهرت من خلال الجولة الإعلامية التي نظمها، فيما تؤكد مصادره أنه “جاهز للرد على أي حماقةاسرائيلية، وأن تل أبيب غير قادرة على تغيير توازن الردع والرعب، وأن ما يثيره القادة الإسرائيليون من تصريحات وتهديدات تغطيها القنابل الدخانية لم تصل بعد إلى الدرجة البنفسجية فوق الحمراء”، وهو ما أكد عليه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، في حديث لـ”النشرة”، موضحاً أن إسرائيل غير مؤهّلة بعد لكي تشن حرباً على لبنان، قائلاً: “العدو أعجز وأضعف من أن يضمن نتائج حرب يمكن أن ينزلق اليها، كما أن اسرائيل ليس بمقدورها اتخاذ قرار بشن عدوان في المنطقة من دون إذن الادارة الاميركية”.
من جانبه، أوضح عضو هيئة الرئاسة في “حركة أمل” خليل حمدان، في حديث لـ”النشرة”، أن “إمعان اسرائيل بتهديداتها باعادة لبنان الى العصور الوسطى يجعلنا نؤكد على ثالوث الجيش والشعب والمقاومة، لا سيما أن الأخيرة ما زالت حاضرة في الميدان جنباً الى جنب مع الجيش، وهي في أعلى جهوزية واستنفار”، قائلاً: “بحال حاول العدو تجربة أرض الجنوب فانه سيلقى الهزيمة وسيتجرع الكأس المرة”.
وشدد حمدان على أن “المقاومة معنيّة بالرد على أي عدوان اسرائيلي، كما كانت من قبل، والميدان هو الذي يرجح كفة الانتصار للبنان والهزيمة لاسرائيل لانه لم تعد ارضنا مختبر لتجربة السلاح الاسرائيلي الفتاك، بل ان الاخلاص للشهداء والتمسك بالمقاومة وسلاحها هو مهمة وطنية”، معتبراً أن “من يدعو لنزع سلاح المقاومة ينفذ مهمة اسرائيلية بامتياز، والاستقرار الذي ينعم به لبنان والجنوب انما هو بفضل معادلة الردع وبفضل حضور وجاهزية المقاومة الى جانب الجيش”.
بدوره، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، في حديث لـ”النشرة”، أن “المقاومة في حالة تموضع دفاعي وهي تسعى للحفاظ على معادلة الردع مع الاسرائيلي وتكريس حالة الاستقرار في الجنوب”، مشدداً على أنها “تهدف الى صيانة معادلة الردع وعدم السماح للعدو بالغاء هذه المعادلة”.
بالتزامن، غاب المزارعون الإسرائيليون عن بساتين الحمضيات في المستعمرات الحدودية، واقتصر الأمر على تمركز دوريات مؤللة في تلك البساتين بعيدة نسبياً عن الطريق الدولية، وفي المواقع الاسرائيلية المطلة على كفركلا غاب الجنود عن الظهور، حيث يكتفون بالمراقبة من داخل الأبراج وتسجيل كل الملاحظات، فيما يسيرالجيش اللبنانيواليونيفل دوريات مؤللة على تلك الحدود ليلاً نهاراً.
على صعيد متصل، وضع الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية في حالة تأهب تحسباً لأي تطور، وهو أجرى للمرة الثالثة مع اليونيفل تدريبات عسكرية مشتركة على حماية شخصية قيادية، بهدف رفع مستوى الخبرة وتبادل المهارات القتالية، وبحسب مصدر أمني شارك في هذه التدريبات، هي تهدف أيضاً إلى تحسين مستوى التفاهم ومكافحة الشغب والقاء القبض على مثيريه والتعامل مع حالات وقوع الاصابات، بالإضافة رفع الجهوزية للقوات العسكرية اللبنانية المنتشرة في جنوب الليطاني والتدخل السريع في مختلف الظروف القتالية تحاكي القضاء على مجموعات ارهابية محصنة.