مسمكة آل مقيض من المسامك المعروفة والمشهورة في صور ، والتي تعتبر من أقدم مسامك المدينة وأعرقها وأشهرها. مسمكة مقيض حالياً بإستلام وإدارة السيدين نقولا وطوني مقيض اللذين ورثا هذه المصلحة عن والدهم المرحوم الياس مقيض، الذي ورثها بدوره عن والده، وبالتالي فإن هذه المسمكة تعتبر إرثاً عائلياً عريقاً بإمتياز، لعائلة إحترفت تجارة بيع الأسماك منذ ماضٍ بعيد.
سبق السيد نقولا مقيض شقيقه طوني في العمل بالمسمكة، إذ بدأ العمل فيها منذ العام 1975، مساعداً لوالده المرحوم الياس مقيض، وفي العام 1982 تبعه طوني ملتحقاً بالعمل في المسمكة للمرة الاولى.
قديماً يقول السيدان مقيض أن بحر صور كان زاخر بالخيرات، وكان الصيادون يرجعون من رحلات الصيد الطويلة والمرهقة وشباكهم مليئة بالغلال الوفيرة، فحينها كانت الثروة السمكية تعيش أياماً ذهبية جراء الإلتزام بالأنظمة والقوانين فلم يكن هناك شباك ضيقة ولا ديناميت، وعلى الرغم من معاناة الصيادين الذين كانت أعدادهم وقتها قليلة مقارنة باليوم، بسبب منعهم من دخول الأعماق نتيجة المضايقات الإسرائيلية، إلا أن أرزاقهم من السمك كانت كبيرة ووفيرة.
قديماً لم تكن مسامك صور تعرف الاسماك المبردة وكانت كل مبيعاتها من السمك البلدي الطازج، وفي أيام العواصف والنو وإضطرار بحارة المدينة لالتزام بيوتهم بسبب حالة البحر السيئة، كانت هذه المسامك تقفل أبوابها لعدم وجود السمك، وكان بحر صور حينها يجود خلال المواسم بكافة أنواع السمك الصوري المعروفة كالزرزور والتريخون والغزال والبلميدا والمليقة والسرغوس واللقز والسلطان إبراهيم والفريدي وغيرها.
في الأيام الحالية إختلف الوضع يقول السيدين مقيض، فالأسماك البلدية باتت قليلة نتيجة الصيد الجائر والفوضى القائمة في البحر وإرتفاع أعداد الصيادين بشكل كبير، هذا النقص في كميات الأسماك بات يتم تعويضه حالياً من خلال إستيراد الأسماك المبردة والتي لايتعدى عمرها حين عرضها للبيع ال48 ساعة، وأهم أنواع الأسماك المبردة في السوق المحلية هي الآجاج والبراق والغزال وغيرها من الاسماك المشهورة
تصوير:رامي أمين