انتقلت إسرائيل من تقديم المساعدات الإنسانية البسيطة لضحايا الحرب في سوريا إلى حملة لكسب الود وصفت بأنها “محاولة لتكوين أصدقاء جدد على الجانب الآخر من الحدود التي يسودها العداء منذ عقود”.
وفي تقرير أعده موقع “ميدل إيست أونلاين” أنه في إطار مشروع إغاثة امتد على مدى عام ولم تكشف وسائل الإعلام النقاب عنه سوى هذا الأسبوع تستقبل إسرائيل سوريين لتلقي العلاج في حين ترسل إمدادات الغذاء والوقود ومواد البناء بانتظام إلى الجانب الآخر من الحدود الإسرائيلية السورية في منطقة هضبة الجولان.
وأشار الموقع إلى حجم المساعدات يتضاءل بالمقارنة مثلا بأعداد اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا والأردن، لكنه يمثل تحولا كبيرا بالنسبة لإسرائيل التي كانت في بادئ الأمر تفضل إغلاق الحدود مع سوريا في حين لم تقدم الرعاية الطبية سوى لجرحى الحرب الذين شقوا طريقهم بأنفسهم إلى خط الهدنة في هضبة الجولان.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه سعى إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية في مواجهة “الموقف المحايد” الذي أعلنته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الحرب الدائرة منذ ست سنوات في سوريا الخصم القديم لإسرائيل.
وينقل الوقع عن بعض القادة، من دون أن يسميهم، إنهم شعروا بالإحباط من عدم قيامهم بدور في مواجهة الأعمال الوحشية مثل عمليات قطع الرؤوس العلنية التي نفذها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في بلدات سورية على بعد خمسة كيلومترات فقط.
وفي تسجيل فيديو دعائي عن المشروع يحمل اسم “حسن الجوار” قال اللفتنانت جنرال جادي ايزنكوت قائد القوات المسلحة “أعتقد أن هذا واجبنا الأساسي كجيران وكيهود”.
ولكن هناك حسابات أكثر عملية من ذلك، فتحقيق الاستقرار على الحدود السورية التي تمتد لمسافة 70 كيلومترا، والتي تقول إسرائيل إن ثلث المقيمين فيها من النازحين من الداخل، يساعد في تفادي أي محاولة لتدفق النازحين عبر سياج الجولان. ومع تشرذم سوريا يأمل الجيش الإسرائيلي أن يكون من يتلقون المساعدات أقل ميلا لعداء اسرائيل في المستقبل.
وأدى وقف جزئي للأعمال القتالية يوم السابع من تموز توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة والأردن إلى تهدئة الجزء الذي تسيطر عليه سوريا من الجولان.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن القتال تراجع هناك منذ العام الماضي في ظل احتفاظ الأطراف المتحاربة بما تسيطر عليه من أراض.
وأعطى ذلك إسرائيل، التي احتلت هضبة الجولان في حرب عام 1967 ثم ضمتها في خطوة غير معترف بها دوليا فرصة لتحديد أي من الأطراف السورية هناك يمكنها التواصل معها لفتح قنوات اتصال وبناء علاقات حسن الجوار.
وفي خطوة ربما تسلط الضوء على هذا الهدف طويل الأجل جري نقل نحو 600 طفل يعانون من الإعاقة أو الأمراض مثل السرطان والسكري للعلاج ضمن البرنامج إلى جانب نحو ثلاثة آلاف من جرحى الحرب السوريين منذ آذار عام 2013.
ورد قائد إسرائيلي كبير على سؤال عن موازنة برنامج “حسن الجوار” قائلا إنها كبيرة من دون أن يفصح عن التفاصيل. ورد العاملون في المشروع على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تقدم كذلك السلاح والتمويل لمعارضين تعتبرهم أصدقاء بأن المشروع “إنساني بحت”.
وسرت شائعات عن مساعدة إسرائيل لـ”جهاديين” سوريين مثل الجماعة التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة “النصرة”. ونفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجود أي صلة من هذا النوع.
وقال قادة قاعدة الجولان العسكرية إنهم لا يقدمون أي مساعدة بما في ذلك المساعدات الطبية لأعضاء جبهة “النصرة” سابقا أو تنظيم الدولة الإسلامية.
(ميدل ايست أونلاين)