كتبت ريما نجيم بعد لقاء رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري لإعلاميين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي
“ليست من عادات الرئيس أن يفعلها ! ولكنّه فعلَها !
لقاؤه للمرة الأولى فيه شيء من علامات الاستفهام وكمّ كبير من الاستنتاجات الشخصية حول شخصيته التي كوّنتها عنه ، فهو نادراً ما يُطلّ في حوارات إعلامية، وتلك الجلسات النيابية التي كان تُنقل مباشرة على الهواء تروي الكثير لكنها لا تكفي وما قيل عن الرجل أمامي لا يؤخذ بالحسبان فما سمعته هو على الأغلب من معارضين له ولخطّه السياسي وهنا لا مجال لبناء رأي موضوعي ولا أن أكون فكرة عن الرجل الذي سأقابل باستثناء ما يُجمع عليه الكل أن الرجل يملأ المكان الذي يحلّ فيه ويأسرك بسعة معرفته وثقافته وبعض ما يرويه الزملاء عن أن : “الرئيس برّي ما في أهضم منّو “
تضيف ريما نجيم”وهكذا كان… في الثانية عشر إلا ربعاً حَضَر بكثير من الاحترام والتحبّب ،صافح الجميع وجلس ليتحدَّث عن الدول الأوروبية المتقدّمة علينا بأشواط وسنين في مشاركة المرأة في الحياة السياسية وكذلك تونس والمثال الأوّل والأهم في الدول العربية “تونس ” حيث يحفظ الدستور حقّها في المشاركة في الحكم مناصفة مع الرجل معتبراً أن الكوتا النسائية طريقاً وليست حلّا” وتنقل عن الأستاذ قوله “انظروا فقط الى نتائج الامتحانات الرسمية فمعظم الذين فازوا بالدرجات الأولى على مستوى كل لبنان هم “إناث ” وبالتالي ماذا ينقص المرأة اذا لتترشّح وتفوز وتشارك في الحياة العامة ؟ لكن عندنا في “لبنان” حتى عندما أردنا أن نخصص وزارة لشؤون المرأة عيَّنا لها وزيراً رجلاً !”
وتسرد ريما عن تفاصيل اللقاء مع الأستاذ وما صدر عنه : “وروى لنا قصة “نوبل” الذي كان مُغرماً بامرأة رفضته لانها كانت بدورها مغرمة برجل رياضيات فحجب جائزة “نوبل للسلام” عن فئة الرياضيات كي لا يفوز بها غريمه يوماً ما لكنه عندما تم تعديل الجائزة لاحقاً لتشمل الرياضيات التي هي أساس كل علم فازت بها “امرأة ” …
تضيف ريما :”من المرأة ، الى سلسلة الرتب والرواتب، الى السلاح المتفلّت، سوريا ، النازحين السوريين ، الوضع الإقليمي ،الفساد في كل القطاعات والإعلام اللبناني …
تنقّل الرئيس برّي بين أسئلة وتعليقات الإعلاميين بحذر وحنكة و”هضمنة” ذكية كلّما أراد أن يحجب رأيه ببعض الوزراء والأشخاص اللذين لا تجمعه بهم ما يُعرف “بالكيمياء” السياسية والشخصية و محافظاً على ورقة وقلم أمامه أخذ الرئيس برّي ملاحظات ودوّن معلومات وأرقام قائلاً “أنا ابن الورق وأنتم أبناء الشاشة “
والإعلام الجديد الْيَوْمَ قال : ” لا يخضع للسلطة السياسية ولا يخضع حتى كما في المؤسسات الإعلامية للخط الذي تمثّله المحطة وصاحبها” !
هذا ما يجعل الناشط او الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي اكثر قوّة وتأثيراً وحرية وقادر على قيادة الثورات !
واعطى مثالاً “دونالد ترامب” الذي هاجمته وقاطعته معظم وسائل الاعلام الاميريكي ولَم يتأثر واستعمل وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لحملته وافكاره ونجح !
واعترف انّه متابع لوسائل التواصل الاجتماعي ولكنّه مقصّر بالتواصل اجتماعياً وابتسم عندما بادرناه “أَلَم تشجّعك تجربة النائب وليد جنبلاط “
ساعة ونصف الساعة مع الرئيس برّي
جعلتني أتعرّف نسبيّا. عن قرب !
على دولة الرئيس الذي لا تمرّ تسوية من دونه ولا تؤخد القرارات الكُبرى من دون مشاورته وموافقته والذي يُجمع الحلفاء والإخصام انّه شخصية من طراز سياسي نادر…
فعلاً أبهرتني تلك الشخصية التي لا تستهويها الإطلالات الإعلامية فيكفي ويكتفي “بأن يُنقل عنه قولاً أو موقفاً ” ليوصل الرسائل في كل الاتجاهات، فاجأتني ثقافته غير المتفلسِفة والتي تتجلَّى بحضور قويّ ومُحبّب في آن وسلاسة سرده للتاريخ والتوقّف عنده واتخاذ العبر منه بدون إضافات تسويقية لنفسه أو لآخرين !
وأردفت ريما بالقول :”كان بإمكان الجلسة أن تطول دون أن نشعر بالملَل أو نتمَلمل من أداء المُضيف !
بعض من لا نعرفهم نظلمهم حقاً والإعلام غير الحديث لم يستطع تقريب السياسي من الناس لا بل أمعَن بتصويره كأنّه “الآتي من كوكب آخر” والساكن “خلف الباب العالي”. إنه زمن آخر نعيشه اليوم والرئيس برّي شخصية لم أعد أجهل أسرار استمراريته طوال تلك السنين بنفس الحضور السياسي القويّ ،فالرجل موسوعة في المعرفة
ويُتقن فن السياسة والسير بين الألغام بثبات وحذر !”
تضيف ريما :”فكرة اللقاء مع الرئيس برّي أكثر من جيّدة فهي تجاري العصر وتكسر الحواجز وممارسة حضارية في كيفية نزع الأفكار المُسبقة عن الآخر الذي لا نُدركه
وتكوين رأي عام جديد لا يُبنى على ما سُمع او قيل
بل على ما رأى وسَمِع واستنتج …
طالما كنت وما زلت أمقت تلك الثقافة العربية التي شهدت دهوراً وسوّقت لِما يُعرف ب “صحافيّ البلاط”
فكل علاقة أو معرفة أو قرب بين صحافي وسياسي تخضع حكما في عالمنا الى مُسائلة أو اتّهام بخيانة حرية التعبير لصالح شخص الزعيم !
وتختم ربما حديثها بالقول :”مبادرة ودودة وذكية دعوة الرئيس نبيه بري لنا للقائه في مقرّ مجلس النواب اللبناني
لو تكرّرت وتعمّمت لأضافت الكثير الى المشهد السياسي الإعلامي الذي يعيش على مصادر المصادر المُقرّبة
والتسريبات والشائعات !
التي تزيد في توسيع الهوة ما بين الرأي العام والرأي الخاص !”
المصدر : NBN