أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون أنه “لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته”، مشيراً الى أن “الجيش ومؤسساتنا الأمنية على جهوزية دائمة لمواجهته”. وفي كلمة له خلال الاحتفال بعيد الجيش اللبناني في ثكنة الفياضية، توجه عون الى الضباط المتخرجين حديثاً من المدرسة الحربية، قائلاً “أنتم درع الوطن، فتذكروا دوماً أنكم أصحاب قسمٍ، وحملة رسالة شرف وتضحية ووفاء، والأمانة التي تتسلمونها اليوم هي أمانة شعب ووطن، فحافظوا عليها”. وقال عون “أيها العسكريون، ليست المرة الأولى الـتي أخاطبكم فيها، بل لطالما كنتم أسرتي ورفاقي حين كنت في مواقع القيادة والقرار. ولكن للمرة الأولى أتوجه إليكم قائداً أعلى للقوات المسلحة. وتشاء الظروف أن يتزامن تخرجكم اليوم مع تحديات كبيرة ملقاة على عاتق المؤسسات العسكرية والأمنية لمواجهة أخطار الإرهاب والاعتداءات على لبنان. وقد نجحتم في تفكيك الكثير من الشبكات والخلايا الإرهابية، وتحقيق ضربات استباقية للإرهابيين، واعتقال العشرات منهم. وآخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها”، مضيفاً أنه “نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أراض استباحها الإرهاب لسنوات، وكلنا أمل بأن تسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وفي تبريد قلوب أهلهم ومؤسستهم واللبنانيين أجمعين”.
وفي السياق، لفت عون الى أن “الجيش واجه الارهابيين في محطات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وعلينا أن نستثمر هذا الاستقرار، كمسؤولين سياسيين، في تحقيق نهضة اقتصادية يتوق إليها اللبنانيون”. وفي السياق، أضاف عون أن “الوفاء بقسم الجيش يكلّفنا الكثير من التضحيات ولكنه يمنحنا راحة الضمير الحر”، موضحاً أن “الجندية ليست وظيفة إنما رسالة؛ فعندما يواجه الجندي الخطر بصدره، لا يفعل ذلك طمعاً براتب أو برتبة، بل حماية لأرضه وأهله حتى ولو كلفه ذلك حياته”. كما تابع الرئيس عون قائلاً “في العام 1958، وقفت وقفتكم هذه، تسلمت سيف البطولة وأقسمت يمين القيام بالواجب حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان، هذا القسم أصبح منذ ذاك اليوم جزءاً من ضميري ووجداني ورسم مسيرة حياتي. والوفاء به كلفني الكثير الكثير من التعب والتضحيات، ولكنه منحني أغلى ما في الحياة، منحني راحة الضمير الحر”.
هذا وأكد عون أن “الأخطار التي تتهدد الوطن كثيرة، على الحدود وفي الداخل، وقد علمتنا تجربة السبعينيات أن الوطن لا يبقى موحداً إذا شل جيشه، فشل الجيش هو شل للوطن، شل للأمن والاستقرار، شل للكرامة الوطنية، فلا تسمحوا لحملات التشكيك بالنيل من معنوياتكم، وكونوا على قدر المسؤولية، ومناقبيتكم العسكرية كفيلة بحمايتكم من الخطأ”. وختم عون متوجهاً للعسكريين “أنتم درع الوطن، والتحديات التي تواجه وطننا ومجتمعنا تفرض أكثر من أي وقت مضى أن تكونوا يدا واحدة، أنتم وكل إخوة السلاح في سائر القوى الامنية، وأن تعملوا معا للهدف نفسه: حماية لبنان، حماية حدوده، أمن داخله، وسيادة القانون فيه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام