في مشاركة لبنانية هي الأولى من نوعها في رالي داكار، يستعد اللبنانيان انطوان اسكندر وجاد قمير لرفع اسم بلاد الأرز عالياً من خلال مشاركتهما التي تحمل هدفاً انسانياً بالدرجة الأولى، في النسخة الـ40 من الرالي الدولي الذي يقام مطلع العام القادم 2018.
بين الفكرة والطموح
بدأت فكرة السائقين الهاويَين بالمشاركة سويّاً في أشهر رالي عالمي بعدما قضيا وقتًا طويلاً سويّاً في فرنسا حيث يجمعهما العمل، واختارا داكار على وجه الخصوص لأنه الرالي الأصعب والأهم في العالم، ما مثّل لهما تحدّياً كبيراً لخوضه. بعد ذلك اجتمع السائقان مع منظمي الرالي للتعرف على تاريخ المشاركات اللبنانية في السباق إلّا أنّهما لم يجدا أيّ مشاركةٍ لبنانية سابقة في أيٍّ من فئات المركبات ( دراجات – شاحنات – سيارات)، وهو ما مثّل لهم تحدّياً كبيراً لترسيخ اسم لبنان في تاريخ هذه المسابقة من خلال المشاركة عن فئة السيارات.
هدف أبعد من الفوز
الهدف الأساسيّ الذي دفعهما للاشتراك في هذا السباق، كما يقول انطوان اسكندر في حديث لـ “لبنان 24″، إنسانيّ بحت، فقد بادر الشابان اللبنانيان إلى تأمين تمويلٍ ذاتيٍّ كامِلٍ للتحضير لهذا السباق، باحثين عن إحدى الجمعيات ذات الهدف الانساني حتى وصلوا إلى جمعية “أنت أخي” التي تهتم بتقديم خدمة وحياة كريمة للاشخاص المعوقين. وبعدما لمسا الهدف الأساسي للجمعية، أُعجب كل من اسكندر وقمير بما تقوم به وبسمعتها الطيّبة فقرّرا التبرع بما سيحصّلونه من السباق لـ”أنت أخي”، خصوصاً بعدما علموا بمرورها بأزمة مالية إثر وفاة أحد كبار مموليها.
تحضيرات شاقة
ويكشف اسكندر لـ “لبنان 24” أنه وقمير باشرا التحضير للرالي المنتظر منذ ما يقارب الشهر، وهما يتابعان تدريباً في اسبانيا وينتظرهما العديد من التدريبات القادمة، أبرزها في المغرب لأنّ أرضها مشابهة للأراضي التي ستستقبل الرالي في أميركا اللاتينية، حيث كان الرالي يقام سابقاً في أفريقيا لكنّ مكانه هذا العام تغير بسبب صعوبة المرور ببعض البلاد مثل موريتانيا.
تفاصيل السباق
وفيما يخص تفاصيل السباق، يتشارك السائقان في ذات السيارة خلال السباق المنتظر، على خلاف العادة، فمن المعتاد أن يشارك السائقَ شخصٌ ذو خبرةٍ سابقة قادرٌ على معالجة أيّ عطلٍ أو ضررٍ يطرأ أثناء السّباق.
يبدأ السباق في بداية كانون الثاني ويمتدّ لأسبوعين متواصلَين، حيث يقودُ السائق كل يومٍ من 6 إلى 10 ساعات مسافةَ 1000 كم، فينطلق من البيرو مروراً ببوليفيا وصولاً إلى الأرجنتين حيث يخوض كل أنواع الطرقات ( صحراء – جبال..) وغير ذلك من الحلبات والارتفاعات التي تبدأ من سطح البحر حتى 4000 متر كما في بوليفيا.
ويشارك السائقان في مجموعة T1.S وهي مجموعة خاصة وصعبة، فإضافة للترتيب العام النهائي الذي يشمل الجميع من كل المجموعات، هنالك ترتيب لكل مجموعة على حدى.
ويرى السائقان أنّ هذا الرالي صعبٌ حتى على المحترفين لأن مكانه يتغير من عام لعام وهو ما يدفع الكثير من المحترفين إلى الخطأ، كما يعتبران أنّ أصعب مراحل السباق تلك التي تكون في الصحراء، لأنّ الدواليب تغرز في رمالها فتصعّب المهمّة على السائق.
ويشارك السائقان في سيارة ميتسوبيتشي Mitsubishi معدّلة كي تستطيع الاستمرار وتحمّل عقبات السباق، ويشارك معهما فريق اسباني تابع للشركة الصانعة للسيارة دعماً لهما وتحسّبا لأيّ خللٍ يطرأ خلال السباق. وإضافةً لسيارتهما، تتواجد سيارتان إحداهما يقودها بطل رالي اسبانيا، أحد أصعب الراليات في العالم، ووصيفته التي كانت أول امرأة تُنهي سباق رالي داكار.
أمّا سبب اختيارهما المشاركة تحت سقف الميتسوبيتشي فيعود إلى بحثٍ معمّق قاما به حول أنواع السيارات المشاركة لمدة 3-4 أشهر، حتى وجدا أنّ “ميتسوبيتشي” دوماً تصل إلى نهاية السباق وتجهز السيارات تجهيزاً مدروساً، وهو ما يصبو اليه السائقان ويعزّز حظوظهما.
ويؤكّد السائقان أنّ الأهمية في السباق ليست في الوصول أولاً فقط، بل ينبغي الالتزام بالملاحة، أي المرور بنقاط معينة بتدريج معيّن، وأي سلوكٍ لطريق خاطئ يضيع على السائق الكثير من الوقت، وهو ما يجعل الأمر في غاية الصعوبة.
التمويل
وشرح السائقان الحملتين اللتين سيسلكهما التمويل، ففي البداية هنالك الشركات الداعمة والتي سيقومان بالاعلان لها على سيارتهم ووسائل التواصل الاجتماعي والموقع الخاص بهم إضافة إلى الثياب التي يلبسونها، وثانياً سيتمّ الحديث مع الناس وشرح الهدف الأساسي للحملة وهو التعاضد من أجل لبنان الذي يعاني من مشاكل اقتصادية خصوصاً بعد تأثير الأزمة السورية عليه طالبين المساعدة والتضامن مع الجمعيات التي تحتاج ملاييناً، من أجل لبنان.
وفي ختام الحوار وعد اسكندر باسمه واسم قمير اللبنانيّين بأنّ الحملة ستكون فريدةً من نوعها ولا سابقَ لها في لبنان، كما أنّها تستهدف لبنانيي أميركا الجنوبية المعروفون بكثرتهم لتذكيرهم بوطنهم الأم ومحاولة تقديم الدعم للبنان قدر المستطاع.
يمكن متابعة مسيرة اسكندر وقمير في رالي داكار على انستغرام وفيسبوك.
(رامي التريكي)
لبنان ٢٤