Home / ثقافة عامة / لقد رأيتُ السيد !!

لقد رأيتُ السيد !!

هل جربت دموع الفرح؟

الحرب أمر مقيت.. إن مجرد ذكرها يكره الإعادة..

أذكر أن صوت المنبه كان قوياً يومها ات من مطار بيروت

“المواطنون الكرام يتم إغلاق كل منافذ لبنان إلا إلى الجنة..”

كنت اخاف صوت هدير ال F16 ربما لا زال يوقع في قلبي بعض التوتر..

قبل الحرب بأيام زرت وصديقي مكتب الأمانة العامة لحزب الله في حارة حريك، كان يريد مقابلة السيد، قال لي: اذهب واسأل عن ابو فلان وقل له شفت السيد بالمجمع وقال لي احكيك حتى نحدد موعد، ووعدني أن أكون معه فهو بطبيعة الحال يحتاج الى من يرافقه.. فوعدنا الحاج بالرد القريب..

أنا اعتدت أن أكتم ما اسعى اليه منذ ان كنت طفلاً.. لم اخبر أحدا لم اظهر أي علامات حماسة او “إنه يعني رح شوف السيد” ثمة أمر ما كنت دائما ما أوبخ عليه “تفاءل يا رجل ليش بتضل عابس”.

عدت بعد الحرب الى شارع الشورى، الأمانة العامة كانت هنا.. يمكنك اليوم عند الوقوف امام مدخلها ان ترى المباني في منطقة حي ماضي..

“حسن الحمد على السلامة الأهل بخير؟ ”

“الله يسلمك الكل بخير الحمد لله وانتو؟ هون كان بيتكم؟!”

“اي والله عم نحاول نلاقي شي من الاغراض تحت الردم..”

هكذا كان حال الناس.. يحاولون لملمة بعض الذكريات او مجوهرات او أوراق، أما صناديق الصور فكانت الأغلى ثمنا بالنسبة لهم

هناك بدأت رحلتي مع الكاميرا. كنت اخذها في جولة كل يوم وما عادت تفارقني، أدمنت رائحة الركام ممزوجة بالدموع والدعاء

زميلتي التي ألقت السلام أمس، وجدت اليوم شيئا بين الركام، بكت وضحكت كثيرا

“ماما لقيت القرآن اللي مضالي عليه السيد بكتب كتابي”

كان ذلك يوم 11 تموز ربما اخر عقد قران في الأمانة العامة

اغبطها على دموع الفرح تلك وعلى ما اختزنته عيناها من لقاء السيد

يوم الثاني و العشرين من ايلول لم استطع ان أرى المنبر، لكن ليس ذلك مهما..

حين أطل تحول نبض الحضور فجأة إلى ايقاع متناسق لا فراغ بين نبضة ونبضة لا فرق بين طبقات الصوت ولا شيء أثمن يومها من قطرة دمعة من نصرٍ وفرح

بكى صديقي الكفيفُ كثيرا، “لقد رأيته، رأيتُه!!”

حسن شحادي

Check Also

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم