كتب أحمد شعيتو:
“كما أثبتت تطورات امنية سابقة متعلقة بمخيمات النازحين في عرسال وجرودها اتخاذ هذه المخيمات مقرا ومنطلقا للمسلحين ولتنفيذ عملياتهم واعتداءاتهم، جاءت عملية جرود عرسال وما بعدها من احداث لتؤكد هذا الواقع عبر اضافة حقائق ووقائع جديدة اليه.
وقد كان الجيش اللبناني سواء في استهدافه المسلحين في المناطق الحدودية او المداهمات ومنها المداهمات الاخيرة في هذه المخيمات ضد العناصر الارهابية التي تتلطى فيها حريصا على عدم الحاق الاذى بالمدنيين رغم هذا التداخل. وجاءت عملية المقاومة في جرود عرسال لتثبت حرص المقاومين وقيادتهم على تجنب اي مس بالمدنيين النازحين حتى لو ادى ذلك الى نتائج ميدانية سلبية او اعاقة الحركة العسكرية، وهذا ما اكده مضمون كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اعلن فيه الانتصار المنجز على جبهة النصرة.
في ما خص الوقائع الاضافية فإنها تتعلق باعتماد الارهابيين على العديد من مخيمات النازحين ومحيط هذه المخيمات كمقرات بل مقرات اساسية اضافة الى استغلال المساعدات التي تصل الى النازحين.. هذه الحقائق الجديدة اشارت الى مدى استغلال الارهابيين للمخيمات وللنازحين في نواح عديدة ، ويمكن نشير الى ما يلي:
قيام عناصر جبهة النصرة بإحراق مقراتها في محيط عرسال قبل خروجهم ويتبين ان هذه المقرات تقع في وادي حميد والملاهي ، اضافة الى وجود المبنى الاركاني الاساسي في مخيم الباطون على طريق الملاهي.
الاستيلاء على المساعدات التي تاتي للنازحين السوريين في مخيمات عرسال وجرودها من جهات دولية وقد تم كشف مخازن مواد غذائية ومساعدات في مقرات لجبهة النصرة مكتوب عليها اشارة الصليب الاحمر الدولي مما يدل على الاستيلاء عليها والاعتماد على وجود النازحين للحصول على الغذاء والتموين اللازم لاستمرار وتثبيت كيانهم الارهابي.
بعض من المساعدات التي عثر عليها:
  
طلب اعداد غير قليلة من النازحين الخروج من المخيمات اثناء عملية التبادل. وان كان يدل على منحى التأييد والارتباط لجزء من طالبي الخروج فيمكن ان يدل من جهة ثانية على الهروب من الوضع غير المستقر داخل المخيمات.
ومن المعروف ان اتخاذ المخيمات منطلقا ونقاطا خلفية للتحرك او التمترس داخل المخيمات يضع القوى الامنية في واقع محرج ولكنه ايضا دليل على ضعف وضع المسلحين واضطرارهم للتلطي داخل المخيمات و في محيطاها لتأمين سلامتهم في ما يمكن وصفه باتخاذ النازحين دروعا بشرية فيما ينفذون داخلها او في محيطها خططهم الامنية، واثبتت المعلومات الامنية او وجود الخلايا النائمة اوعمليات الجيش ومداهماته الكثير من هذه الحقائق.
وليس مستغربا على الجماعات الارهابية اتخاذ المدنيين كدروع بشرية وهو ما اظهرته الكثير من الاحداث في مختلف المناطق السورية الساخنة حاليا وسابقا من الرقة الى الباب الى حلب واليرموك وغيرها بل ظهر جليا في الموصل في العراق، وتكرر في جرود عرسال لدرجة لم يعد من السهولة بمكان الفصل بين النازحين والمسلحين.
وبالاضافة الى هذا الامر تشكل مخيمات عرسال منطلقا للدخول الى بلدة عرسال نفسها بما يشكله ذلك من مكسب امني لمن يستطيع الاعتماد عليه. ولعل كل ذلك مما يفسر التنازع المحموم بين النصرة وداعش للسيطرة على المخيمات ونشوب معارك حامية في فترات متعددة بينهما لتحقيق هذا الامر وبالتالي تحقيق هذه المكاسب التي ذكرناها”.
المصدر: موقع المنار