وُلد الإمام الرضا (ع) في الحادي عشر من ذي القعدة سنة 148هـ ، واستُشهد في شهر صفر سنة 203هـ ، عن عمرٍ ناهز الخمس وخمسين سنة ، تسلّم الإمامة بعد شهادة أبيه الإمام موسى بن جعفر (ع) الذي قضى مسموماً في سجن هارون اللا رشيد سنة 183هـ ، ولم يُعلن إمامته إلاّ بعد أربع سنوات بأمرٍ من أبيه الإمام الكاظم (ع) ، وهذا ما سبّب حيرةً لدى بعض الشيعة بعد شهادة الإمام الكاظم (ع) ، عانى الإمام الرضا (ع) الكثير من أذى هارون ، خاصةً في زمن أبيه الإمام الكاظم (ع) ، الذي لم يعلن ثورةً – أو معارضةً – ضد هارون ، لكنّ هارون العارف بأن الحق في الإمامة الإلهية لموسى بن جعفر (ع) وليست له ، كان وجود الإمام الكاظم (ع) يرعب هارون ، لأن الكثير من المسلمين يقول بإمامة موسى ابن جعفر (ع) ، لأنّ ثقافة أهل البيت (ع) استطاعت أن تنتشر أكثر خلال فترة احتضار الدولة الأموية ونشوء الدولة العباسية ، ولذلك كان أذى وظلم بني العباس أشد وطأةً على أهل البيت (ع) وعلى أتباعهم من ظلم بني أمية ، أمر المنصور الدوانيقي بدس السم للإمام الصادق (ع) ، ومثله فعل هارون اتجاه الإمام الكاظم (ع) ، من هنا ندرك لماذا أمر الإمام الكاظم (ع) ابنه الرضا (ع) بعدم إعلان إمامته إلاّ بعد أربع سنوات من شهادة الإمام الكاظم (ع) ، وبالفعل لم يمارس الإمام الرضا (ع) الإمامة بشكلٍ علني ويعلن للناس أنه الإمام الثامن بعد أبيه الإمام الكاظم (ع) إلا بعد أربع سنوات ، وعندما تصدّى الإمام الرضا (ع) علناً لمنصب الإمامة قال له أحد أصحابه – وهو محمد بن سنان – : لقد شهرت بهذا الأمر الإمامة وجلست مجلس أبيك بينما سيف هارون يقطر دماً ؟ فقال له الإمام (ع) : إنّ الذي جرّأني على هذا الفعل قول الرسول (ص) : لو استطاع أبو جهل أن ينقص شعرة من رأسي فاشهدوا بأني لست نبيّاً . وانا أقول : لو استطاع هارون أن يُنقص شعرة من رأسي فاشهدوا بأني لستُ إماماً . حيث أنّ الرشيد كان يُنكّل بالعلويين ، ودفن كثيراً منهم أحياءً في اسطوانات الأعمدة .
في سنة 187هـ تصدّى الإمام الرضا (ع) للإمامة ، ولم ينل منه الرشيد سوءاً ، إلى أن توفّي هارون سنة 193هـ ، إذ كان هارون في تلك الفترة منشغلاً بالفتوحات في خراسان وبلاد فارس ، حيث توفي فيها ودُفن فيها في المكان الذي دَفنَ فيه المأمون فيما بعد الإمام الرضا (ع) .
جعل هارون الرشيد الخلافة من بعده لابنه الأمين على أن يكون المأمون وليّاً للعهد ، وأعطاه امتيازات ، إذ قسّم هارون الخلافة الدولة بين أولاده الثلاثة ، الأمين والمأمون والمعتصم ، فولّى الأمين العراق والشام ، وولّى المأمون بلاد فارس ، وولّى المعتصم الجزيرة العربية ، وأعطى المأمون امتيازات استطاع من خلالها أن يناويء أخاه الأمين المعروف بجهله بالسياسة ، إذ عمد إلى عزل المأمون عن ولاية العهد ، وجعلها لابنه – وقد كان صغيراً – ، وقرّر اسقاط المأمون ووجّه جيشاً لقتاله ، لكنّ المأمون ينتصر على جيش أخيه الأمين ، ويوجّه جيشاً إلى بغداد كانت نتيجته اسقاط الأمين وقتله ، وأخذت البيعة للمأمون ، وكان ذلك سنة 198هـ ، وعمّت الفوضى في بغداد ، وصار فيها حكم الأيام والشهور إلى أن انتقل المأمون إلى بغداد سنة 204هـ بعد أن دسّ السم للإمام الرضا (ع) .
في فترة صراع المأمون ضد أخيه الأمين كان المأمون يتودّد للشيعة ولأهل البيت (ع) ، وقرّر سنة 201هـ أن يكون الإمام الرضا (ع) إلى جانبه في طوس ، فوجّه دعوة للإمام الذي استجاب لها مكرهاً ، إذ كان المأمون يتصوّر أنّ المخرج له من أزمته السياسية التي أحاطت به بعد تخلّصه من أخيه الأمين ، فطلب من الإمام الرضا (ع) القبول بولاية العهد ليُسكت المعارضة من العلويين ، وحتى يستطيع أن يستقطب القوى المعارضة ، وكان المأمون عندما طلب احضار الإمام إلى طوس أن يكون طريقه من المدينة إلى طوس عن طريق البصرة ولا تكون عن طريق الكوفة ، لأنه لا يريد أن يكون مسير الإمام في بلاد فيها شيعة لآل محمد (ع) ، عن أبي الصلت الهروي – وكان من أصحاب الإمام الرضا (ع) ومرافقيه – قال : قال المأمون للرضا علي بن موسى (ع) : يا بن رسول الله !.. قد عرفتُ فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك ، وأراك أحق بالخلافة مني ، فقال الرضا (ع) : بالعبودية لله عزّ وجلّ أفتخر ، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا ، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزّ وجلّ .. فقال له المأمون : فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة ، وأجعلها لك وأبايعك .. فقال له الرضا (ع) : إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك ، فلا يجوز أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك ، فقال له المأمون : يا بن رسول الله !.. لا بدّ لك من قبول هذا الأمر . فقال : لست أفعل ذلك طائعاً أبداً .. فما زال يجهد به أياماً حتى يئس من قبوله ، فقال له : فإن لم تقبل الخلافة ، ولم تحبّ مبايعتي لك ، فكن وليّ عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.. فقال الرضا (ع) : والله لقد حدّثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله (ص) : أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً ، تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض ، وأُدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد .. فبكى المأمون ثم قال له : يا بن رسول الله !.. ومَن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حيّ ؟.. فقال الرضا (ع) : أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلتُ ، فقال المأمون : يا بن رسول الله !.. إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ، ودفع هذا الأمر عنك ، ليقول الناس : إنك زاهدٌ في الدنيا ، فقال الرضا (ع) : والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزّ وجلّ ، وما زهدت في الدنيا للدنيا ، وإني لأعلم ما تريد ، فقال المأمون : وما أريد ؟.. قال : الأمان على الصدق ؟.. قال : لك الأمان !.. قال : تريد بذلك أن يقول الناس : إنّ علي بن موسى لم يزهد في الدنيا ، بل زهدت الدنيا فيه ، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة .. فغضب المأمون ثم قال : إنك تتلقاني أبداً بما أكرهه ، وقد آمنت سطوتي ، فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك ، فإن فعلت وإلا ضربت عنقك. فقال الرضا (ع) : قد نهاني الله عزّ وجلّ أن أُلقي بيدي إلى التهلكة ، فإن كان الأمر على هذا ، فافعل ما بدا لك ، وأنا أقبل ذلك على أني لا أولّي أحداً ولا أعزل أحداً ، ولا أنقض رسماً ولا سنّةً ، وأكون في الأمر من بعيد مشيراً ، فرضي منه بذلك ، وجعله ولي عهده كراهةً منه (ع) لذلك .فعقد المأمون مجلساً للبيعة وأخذ البيعة للإمام . وإنّ أحد خواص الإمام الرضا (ع) كان حاضراً مجلس البيعة فجاءً مستبشراً فأومأ إليه الإمام (ع) أن ادنُ مني ، فلمّا دنا منه همس الإمام في أذنه قائلاً : لا تشغل قلبك بهذا الأمر ولا يستبشر له ، فإنه شيء لا يتم .
لقد قبل الإمام (ع) ولاية العهد ولم يقبل الخلافة ، لأنه يُدرك عدم جدّيّة المأمون بالأمر ، لأنّ من يرتكب الجرائم والأفعال الشنيعة ؛ من قتل أقاربه وأخيه – من أجل الملك ، لن يسلّم الملك للإمام ، إنّ من يثقل عليه أن يصلّي الإمام صلاة العيد ، بعد أن رأى ابتهاج الناس به وسيّرهم خلفه ، خشي المأمون أنه إن أكمل الإمام وصلّى صلاة العيد أن يسقط من الحكم ، فلا يمكن أن يتنازل للإمام عن الخلافة ، بل أراد من تقريب الإمام (ع) كسب ود العلويين ، واعتراف الشيعة به ، وهذا كل ما يريده من جعل ولاية العهد للإمام (ع) ، والإمام (ع) قبل ولاية العهد للحفاظ على حياته وعلى الوجود الشيعي ، لأنّ الإمام يعلم أنّه إن رفض ذلك فلن يتراجع المأمون عن قتله ، عدا ما سيلحق بالشيعة والعلويين من بعده ، فاحتفظ الإمام (ع) بحياته وحياة شيعته ومُحبّيه ، لأنّ الأمة بحاجة لمن يرعاها ويرعى دينها ، فلمّا استتبّ للمأمون الحكم وقضى على معارضيه في بغداد ، وقبل أن ينتقل إليها عام 204هـ ؛ دسّ السمّ للإمام الرضا (ع) سنة 203هـ في شهر صفر .
إنّ قبول الإمام الرضا (ع) لولاية العهد كان له نتائج إيجابية ؛ منها حقن دماء المسلمين ، ومنها اضطرار المأمون للاعتراف بأحقية أهل البيت (ع) بالإمامة ، وقد أجاب بعض من لامه من بني العباس على ذلك ، بأنه تعلّم التشيّع من والده هارون الذي أسرّ له يوماً أنّ إمام الناس هو موسى بن جعفر ، وإنما هو إمام بالسيف والغلبة . فكانت حجّته قوله للمأمون : الملك عقيم ، ولو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عيناك . وفي فترة ولاية العهد للإمام الرضا (ع) كانت حريّة المناظرات للإمام (ع) لأرباب الملل والأفكار والنظريات والمذاهب ، فكان (ع) يبطلها ويتغلّب عليها ، فنشر من خلالها فضائل أهل البيت (ع) .
مما تحدّث به الرواة عن زهده (ع) ؛ قال محمد بن عباد : كان جلوس الرضا عليه السلام في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح ولبسه الغليظ من الثياب حتى اذا برز للناس تزين لهم . ولقيه سفيان الثوري في ثوب خز ، فقال : يا ابن رسول الله لو لبست ثوباً أدنى من هذا! فقال: هات يدك، فأخذ بيده وادخل كمه فإذا تحت ذلك مسح فقال: يا سفيان، الخز للخلق والمسح للحق . وكان ابراهيم بن العباس يقول : مَا رَأَيْتُ الرِّضَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَهُ، وَلَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ بِمَا كَانَ فِي الزَّمَانِ إِلَى وَقْتِهِ وَعَصْرِهِ، وَكَانَ الْمَأْمُونُ يَمْتَحِنُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ بِالسُّؤَالِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَيُجِيبُ فِيهِ وَكَانَ كَلَامُهُ وَجَوَابُهُ وَتَمْثِيلُهُ بِآيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَكَانَ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَيَقُولُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَخَتَمْتُ، وَلَكِنْ مَا مَرَرْتُ بِآيَةٍ قَطُّ إِلَّا فَكَّرْتُ فِيهَا وَفِي أَيِّ شَيْءٍ نَزَلَتْ وَفِي أَيِّ وَقْتٍ فَلِذَلِكَ صِرْتُ أَخْتِمُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ .
يقول أبو الصلت الهروي : كان الرضا (ع) يُكلّم النّاس بلغاتهم، فقلت له في ذلك، فقال: يا أبا الصّلت، أنا حجّة الله على خلقه، وما كان الله ليتّخذ حُجّة على قوم وهو لا يعرف لُغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين(ع) : أُوتينا الخطاب، وهل هو إلاّ معرفته اللُّغات.
من أقواله (ع) : الايمان فوق الاسلام بدرجة والتقوى فوق الايمان بدرجةٍ واليقين فوق التقوى بدرجة ولم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين . وقال (ع) : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه صلى الله عليه واله وسنة من وليه عليه السلام. فأما السنة من ربه فكتمان السر. وأما السنة من نبيه صلى الله عليه واله فمداراة الناس. وأما السنة من وليه عليه السلام فالصبر في البأساء والضراء. وقال (ع) : لا يتم عقل امرء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول. والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره. ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه. ولا يمل من طلب العلم طول دهره. الفقر في الله أحب إليه من الغنى. والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه. والخمول أشهى إليه من الشهرة، ثم قال عليه السلام: العاشرة وما العاشرة. قيل له: ما هي؟ قال عليه السلام لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى.
استشهد الإمام الرضا (ع) بالسم على يد المأمون ابن هارون ، هارون الذي عبد الدنيا ومات عليلاً مريضاً ، وترك أبناءه يتصارعون من أجل دنيا تركها لهم ، وملكاً قسّمه بينهم ، صرعهم الملك ولم يبقَ لهم أثر ، بينما حضرة الإمام الرضا (ع) تسطع بنوره الرباني ، والوفود تتقاطر لزيارته من كل حدب وصوب ، فأين ملكك يا هارون الذي كنت مزهوّاً به لدرجة أنّك تخاطب الغيمة أن اذهبي أنّى شئتِ سيأتيني خراجك ؟ وأين ملك المأمون الذي صارع أخوته من أجله ؟ إنّها الدنيا التي لا تُخلص لأحدٍ وإن أخلص لها ، بينما ها هو السلطان علي بن موسى الرضا الراضي بالقدر والقضاء هامةً قدسية في علياء خراسان ، ومشعلاً من مشاعل الأئمة الأطهار الذين يجب علينا أن نتخذهم قدوة في نبذ هذه الدنيا الزائفة ، نرضى بما قسم الله لنا ، ونطمع بما عنده سبحانه ، نثبت على الحق والطاعة له سبحانه دون سواه ، لا تأخذنا فيه لومة لائم ، حينها نقضي دنيانا أعزاء ، ونمضي إليه سبحانه كرماء ، لقد كانوا خائفين على دنياهم التي سفكوا من أجلها الدماء وارتكبوا المجازر ، وهاهم قد تركوها وسقطوا في سقر وبئس المصير ، لأنهم اعتزوا بغير الله سبحانه فذُلّوا ، أما من يعتز بالله جل وعلا وثبت على طاعته ولم يلتفت إلى دنيا زائلة ، وإنما أخذ منها بقدر ما يكون ذخراً له لآخرة باقية ؛ فإنّه يعيش عيشة الدنيا الكريمة والآخرة النعيمة .
هاهم رجال الله الذين وتدوا في الأرض أقدامهم يحقّقون النصر تلو النصر ، ويحرزون ما عجزت عنه تحالفات دولية ، فقهروا جيش العدو الصهيوني ، وقضوا على حلم إسرائيل الكبرى ، وأسقطوا مشروع شرق أوسطٍ جديد لتقسيم المنطقة ، فالعدو الصهيوني – الذي كان يحلم بالتوسع – أصبح خائفاً على وجوده ووجود كيانه ، وما الحروب المستعرة والمفتعلة في المنطقة إلاّ من أجل إطالة عمر هذا الكيان الغاصب.
إنّ النصر الذي حقّقه رجال الله في جرود فليطا وجرود عرسال – بالأمس – قد دقّ المسمار الأخير في نعش دويلة التكفير التي أريد لها أن تمتد إلى البحر لضمان إسقاط النظام السوري ، وتقسيم لبنان للقضاء على المقاومة ، وهذا يؤكّد أن المقاومة أصبحت من أهم القوى الإقليمية ، وأنها قادرة على إفشال الخطط والمشاريع الاستكبارية ، فستبقى سوريا موحّدة ، وستبقى المقاومة التي حقّقت حزاماً آمناً للوطن يدفع خطر التكفيريين ، ودرعاً حامياً ضد الأطماع الصهيونية ، وهي الأمل القريب في تحرير ما تبقى من دنس الاحتلال الصهيوني ، وهي السند للجيش في تحرير جرود رأس بعلبك من دنس الدواعش ، فلبنان بثلاثيته الماسية [جيش-شعب-مقاومة] هو الحامي والمدافع عن لبنان واللبنانيين ، وهذه الثلاثية هي التي تمدّ لبنان بقوّته واستقلاله ليبقى وطناً نهائياً لجميع أبنائه وطوائفه ، هذه الثلاثية التي صارت بعد تحرير جرود عرسال أقوى عوامل الاطمئنان للبنانيين ، فهي الحافظة لوحدة وقوة ومنعة لبنان ، وكانت خاتمة هذه المرحلة الحريّة للأسرى ، لتؤكّد أن ما يريده قائد المقاومة والمقاومة يتحقّق ويكون ، لأنهم صدقوا مع الله والتزموا بالنهج المحمدي الأصيل ، الذي يؤكد على حرمة الإنسان وكرامته ، تأكيداً لمدرسة وتعاليم أمير المؤمنين (ع) الذي أوصى مالك الأشتر بالمصريين خيراً ، حينما ولاّه مصر ، قائلاً : ولا تكوننّ عليهم سبُعاً ضارياً ، تغتنم أكُلهم ، فإنهم صنفان ؛ إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق . إنّها عدالة الإسلام التي تقاتل من أجل الإنسان والإسلام ، لا من أجل الدنيا ، أوالقتل للقتل .
وأخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين
في سنة 187هـ تصدّى الإمام الرضا (ع) للإمامة ، ولم ينل منه الرشيد سوءاً ، إلى أن توفّي هارون سنة 193هـ ، إذ كان هارون في تلك الفترة منشغلاً بالفتوحات في خراسان وبلاد فارس ، حيث توفي فيها ودُفن فيها في المكان الذي دَفنَ فيه المأمون فيما بعد الإمام الرضا (ع) .
جعل هارون الرشيد الخلافة من بعده لابنه الأمين على أن يكون المأمون وليّاً للعهد ، وأعطاه امتيازات ، إذ قسّم هارون الخلافة الدولة بين أولاده الثلاثة ، الأمين والمأمون والمعتصم ، فولّى الأمين العراق والشام ، وولّى المأمون بلاد فارس ، وولّى المعتصم الجزيرة العربية ، وأعطى المأمون امتيازات استطاع من خلالها أن يناويء أخاه الأمين المعروف بجهله بالسياسة ، إذ عمد إلى عزل المأمون عن ولاية العهد ، وجعلها لابنه – وقد كان صغيراً – ، وقرّر اسقاط المأمون ووجّه جيشاً لقتاله ، لكنّ المأمون ينتصر على جيش أخيه الأمين ، ويوجّه جيشاً إلى بغداد كانت نتيجته اسقاط الأمين وقتله ، وأخذت البيعة للمأمون ، وكان ذلك سنة 198هـ ، وعمّت الفوضى في بغداد ، وصار فيها حكم الأيام والشهور إلى أن انتقل المأمون إلى بغداد سنة 204هـ بعد أن دسّ السم للإمام الرضا (ع) .
في فترة صراع المأمون ضد أخيه الأمين كان المأمون يتودّد للشيعة ولأهل البيت (ع) ، وقرّر سنة 201هـ أن يكون الإمام الرضا (ع) إلى جانبه في طوس ، فوجّه دعوة للإمام الذي استجاب لها مكرهاً ، إذ كان المأمون يتصوّر أنّ المخرج له من أزمته السياسية التي أحاطت به بعد تخلّصه من أخيه الأمين ، فطلب من الإمام الرضا (ع) القبول بولاية العهد ليُسكت المعارضة من العلويين ، وحتى يستطيع أن يستقطب القوى المعارضة ، وكان المأمون عندما طلب احضار الإمام إلى طوس أن يكون طريقه من المدينة إلى طوس عن طريق البصرة ولا تكون عن طريق الكوفة ، لأنه لا يريد أن يكون مسير الإمام في بلاد فيها شيعة لآل محمد (ع) ، عن أبي الصلت الهروي – وكان من أصحاب الإمام الرضا (ع) ومرافقيه – قال : قال المأمون للرضا علي بن موسى (ع) : يا بن رسول الله !.. قد عرفتُ فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك ، وأراك أحق بالخلافة مني ، فقال الرضا (ع) : بالعبودية لله عزّ وجلّ أفتخر ، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا ، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزّ وجلّ .. فقال له المأمون : فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة ، وأجعلها لك وأبايعك .. فقال له الرضا (ع) : إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك ، فلا يجوز أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك ، فقال له المأمون : يا بن رسول الله !.. لا بدّ لك من قبول هذا الأمر . فقال : لست أفعل ذلك طائعاً أبداً .. فما زال يجهد به أياماً حتى يئس من قبوله ، فقال له : فإن لم تقبل الخلافة ، ولم تحبّ مبايعتي لك ، فكن وليّ عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.. فقال الرضا (ع) : والله لقد حدّثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله (ص) : أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً ، تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض ، وأُدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد .. فبكى المأمون ثم قال له : يا بن رسول الله !.. ومَن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حيّ ؟.. فقال الرضا (ع) : أما إني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلتُ ، فقال المأمون : يا بن رسول الله !.. إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ، ودفع هذا الأمر عنك ، ليقول الناس : إنك زاهدٌ في الدنيا ، فقال الرضا (ع) : والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزّ وجلّ ، وما زهدت في الدنيا للدنيا ، وإني لأعلم ما تريد ، فقال المأمون : وما أريد ؟.. قال : الأمان على الصدق ؟.. قال : لك الأمان !.. قال : تريد بذلك أن يقول الناس : إنّ علي بن موسى لم يزهد في الدنيا ، بل زهدت الدنيا فيه ، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة .. فغضب المأمون ثم قال : إنك تتلقاني أبداً بما أكرهه ، وقد آمنت سطوتي ، فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك ، فإن فعلت وإلا ضربت عنقك. فقال الرضا (ع) : قد نهاني الله عزّ وجلّ أن أُلقي بيدي إلى التهلكة ، فإن كان الأمر على هذا ، فافعل ما بدا لك ، وأنا أقبل ذلك على أني لا أولّي أحداً ولا أعزل أحداً ، ولا أنقض رسماً ولا سنّةً ، وأكون في الأمر من بعيد مشيراً ، فرضي منه بذلك ، وجعله ولي عهده كراهةً منه (ع) لذلك .فعقد المأمون مجلساً للبيعة وأخذ البيعة للإمام . وإنّ أحد خواص الإمام الرضا (ع) كان حاضراً مجلس البيعة فجاءً مستبشراً فأومأ إليه الإمام (ع) أن ادنُ مني ، فلمّا دنا منه همس الإمام في أذنه قائلاً : لا تشغل قلبك بهذا الأمر ولا يستبشر له ، فإنه شيء لا يتم .
لقد قبل الإمام (ع) ولاية العهد ولم يقبل الخلافة ، لأنه يُدرك عدم جدّيّة المأمون بالأمر ، لأنّ من يرتكب الجرائم والأفعال الشنيعة ؛ من قتل أقاربه وأخيه – من أجل الملك ، لن يسلّم الملك للإمام ، إنّ من يثقل عليه أن يصلّي الإمام صلاة العيد ، بعد أن رأى ابتهاج الناس به وسيّرهم خلفه ، خشي المأمون أنه إن أكمل الإمام وصلّى صلاة العيد أن يسقط من الحكم ، فلا يمكن أن يتنازل للإمام عن الخلافة ، بل أراد من تقريب الإمام (ع) كسب ود العلويين ، واعتراف الشيعة به ، وهذا كل ما يريده من جعل ولاية العهد للإمام (ع) ، والإمام (ع) قبل ولاية العهد للحفاظ على حياته وعلى الوجود الشيعي ، لأنّ الإمام يعلم أنّه إن رفض ذلك فلن يتراجع المأمون عن قتله ، عدا ما سيلحق بالشيعة والعلويين من بعده ، فاحتفظ الإمام (ع) بحياته وحياة شيعته ومُحبّيه ، لأنّ الأمة بحاجة لمن يرعاها ويرعى دينها ، فلمّا استتبّ للمأمون الحكم وقضى على معارضيه في بغداد ، وقبل أن ينتقل إليها عام 204هـ ؛ دسّ السمّ للإمام الرضا (ع) سنة 203هـ في شهر صفر .
إنّ قبول الإمام الرضا (ع) لولاية العهد كان له نتائج إيجابية ؛ منها حقن دماء المسلمين ، ومنها اضطرار المأمون للاعتراف بأحقية أهل البيت (ع) بالإمامة ، وقد أجاب بعض من لامه من بني العباس على ذلك ، بأنه تعلّم التشيّع من والده هارون الذي أسرّ له يوماً أنّ إمام الناس هو موسى بن جعفر ، وإنما هو إمام بالسيف والغلبة . فكانت حجّته قوله للمأمون : الملك عقيم ، ولو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عيناك . وفي فترة ولاية العهد للإمام الرضا (ع) كانت حريّة المناظرات للإمام (ع) لأرباب الملل والأفكار والنظريات والمذاهب ، فكان (ع) يبطلها ويتغلّب عليها ، فنشر من خلالها فضائل أهل البيت (ع) .
مما تحدّث به الرواة عن زهده (ع) ؛ قال محمد بن عباد : كان جلوس الرضا عليه السلام في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح ولبسه الغليظ من الثياب حتى اذا برز للناس تزين لهم . ولقيه سفيان الثوري في ثوب خز ، فقال : يا ابن رسول الله لو لبست ثوباً أدنى من هذا! فقال: هات يدك، فأخذ بيده وادخل كمه فإذا تحت ذلك مسح فقال: يا سفيان، الخز للخلق والمسح للحق . وكان ابراهيم بن العباس يقول : مَا رَأَيْتُ الرِّضَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَهُ، وَلَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ بِمَا كَانَ فِي الزَّمَانِ إِلَى وَقْتِهِ وَعَصْرِهِ، وَكَانَ الْمَأْمُونُ يَمْتَحِنُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ بِالسُّؤَالِ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَيُجِيبُ فِيهِ وَكَانَ كَلَامُهُ وَجَوَابُهُ وَتَمْثِيلُهُ بِآيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَكَانَ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَيَقُولُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَخَتَمْتُ، وَلَكِنْ مَا مَرَرْتُ بِآيَةٍ قَطُّ إِلَّا فَكَّرْتُ فِيهَا وَفِي أَيِّ شَيْءٍ نَزَلَتْ وَفِي أَيِّ وَقْتٍ فَلِذَلِكَ صِرْتُ أَخْتِمُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ .
يقول أبو الصلت الهروي : كان الرضا (ع) يُكلّم النّاس بلغاتهم، فقلت له في ذلك، فقال: يا أبا الصّلت، أنا حجّة الله على خلقه، وما كان الله ليتّخذ حُجّة على قوم وهو لا يعرف لُغاتهم، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين(ع) : أُوتينا الخطاب، وهل هو إلاّ معرفته اللُّغات.
من أقواله (ع) : الايمان فوق الاسلام بدرجة والتقوى فوق الايمان بدرجةٍ واليقين فوق التقوى بدرجة ولم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين . وقال (ع) : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه صلى الله عليه واله وسنة من وليه عليه السلام. فأما السنة من ربه فكتمان السر. وأما السنة من نبيه صلى الله عليه واله فمداراة الناس. وأما السنة من وليه عليه السلام فالصبر في البأساء والضراء. وقال (ع) : لا يتم عقل امرء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول. والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره. ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه. ولا يمل من طلب العلم طول دهره. الفقر في الله أحب إليه من الغنى. والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه. والخمول أشهى إليه من الشهرة، ثم قال عليه السلام: العاشرة وما العاشرة. قيل له: ما هي؟ قال عليه السلام لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى.
استشهد الإمام الرضا (ع) بالسم على يد المأمون ابن هارون ، هارون الذي عبد الدنيا ومات عليلاً مريضاً ، وترك أبناءه يتصارعون من أجل دنيا تركها لهم ، وملكاً قسّمه بينهم ، صرعهم الملك ولم يبقَ لهم أثر ، بينما حضرة الإمام الرضا (ع) تسطع بنوره الرباني ، والوفود تتقاطر لزيارته من كل حدب وصوب ، فأين ملكك يا هارون الذي كنت مزهوّاً به لدرجة أنّك تخاطب الغيمة أن اذهبي أنّى شئتِ سيأتيني خراجك ؟ وأين ملك المأمون الذي صارع أخوته من أجله ؟ إنّها الدنيا التي لا تُخلص لأحدٍ وإن أخلص لها ، بينما ها هو السلطان علي بن موسى الرضا الراضي بالقدر والقضاء هامةً قدسية في علياء خراسان ، ومشعلاً من مشاعل الأئمة الأطهار الذين يجب علينا أن نتخذهم قدوة في نبذ هذه الدنيا الزائفة ، نرضى بما قسم الله لنا ، ونطمع بما عنده سبحانه ، نثبت على الحق والطاعة له سبحانه دون سواه ، لا تأخذنا فيه لومة لائم ، حينها نقضي دنيانا أعزاء ، ونمضي إليه سبحانه كرماء ، لقد كانوا خائفين على دنياهم التي سفكوا من أجلها الدماء وارتكبوا المجازر ، وهاهم قد تركوها وسقطوا في سقر وبئس المصير ، لأنهم اعتزوا بغير الله سبحانه فذُلّوا ، أما من يعتز بالله جل وعلا وثبت على طاعته ولم يلتفت إلى دنيا زائلة ، وإنما أخذ منها بقدر ما يكون ذخراً له لآخرة باقية ؛ فإنّه يعيش عيشة الدنيا الكريمة والآخرة النعيمة .
هاهم رجال الله الذين وتدوا في الأرض أقدامهم يحقّقون النصر تلو النصر ، ويحرزون ما عجزت عنه تحالفات دولية ، فقهروا جيش العدو الصهيوني ، وقضوا على حلم إسرائيل الكبرى ، وأسقطوا مشروع شرق أوسطٍ جديد لتقسيم المنطقة ، فالعدو الصهيوني – الذي كان يحلم بالتوسع – أصبح خائفاً على وجوده ووجود كيانه ، وما الحروب المستعرة والمفتعلة في المنطقة إلاّ من أجل إطالة عمر هذا الكيان الغاصب.
إنّ النصر الذي حقّقه رجال الله في جرود فليطا وجرود عرسال – بالأمس – قد دقّ المسمار الأخير في نعش دويلة التكفير التي أريد لها أن تمتد إلى البحر لضمان إسقاط النظام السوري ، وتقسيم لبنان للقضاء على المقاومة ، وهذا يؤكّد أن المقاومة أصبحت من أهم القوى الإقليمية ، وأنها قادرة على إفشال الخطط والمشاريع الاستكبارية ، فستبقى سوريا موحّدة ، وستبقى المقاومة التي حقّقت حزاماً آمناً للوطن يدفع خطر التكفيريين ، ودرعاً حامياً ضد الأطماع الصهيونية ، وهي الأمل القريب في تحرير ما تبقى من دنس الاحتلال الصهيوني ، وهي السند للجيش في تحرير جرود رأس بعلبك من دنس الدواعش ، فلبنان بثلاثيته الماسية [جيش-شعب-مقاومة] هو الحامي والمدافع عن لبنان واللبنانيين ، وهذه الثلاثية هي التي تمدّ لبنان بقوّته واستقلاله ليبقى وطناً نهائياً لجميع أبنائه وطوائفه ، هذه الثلاثية التي صارت بعد تحرير جرود عرسال أقوى عوامل الاطمئنان للبنانيين ، فهي الحافظة لوحدة وقوة ومنعة لبنان ، وكانت خاتمة هذه المرحلة الحريّة للأسرى ، لتؤكّد أن ما يريده قائد المقاومة والمقاومة يتحقّق ويكون ، لأنهم صدقوا مع الله والتزموا بالنهج المحمدي الأصيل ، الذي يؤكد على حرمة الإنسان وكرامته ، تأكيداً لمدرسة وتعاليم أمير المؤمنين (ع) الذي أوصى مالك الأشتر بالمصريين خيراً ، حينما ولاّه مصر ، قائلاً : ولا تكوننّ عليهم سبُعاً ضارياً ، تغتنم أكُلهم ، فإنهم صنفان ؛ إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق . إنّها عدالة الإسلام التي تقاتل من أجل الإنسان والإسلام ، لا من أجل الدنيا ، أوالقتل للقتل .
وأخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين
تصوير:رامي أمين