خطبة الجمعة ” العمل ؛ وحقوق العامل في الإسلام ”
لفضيلة الشيخ علي ياسين العاملي
5-5-2017م
قال تعالى ” هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ”
خلق الله سبحانه آدم (ع) ليستخلفه في الأرض ، وبعد أن صارت الأرض موطئاً لآدم وزوجته ألهمه الله السعي لتأمين متطلبات الحياة الدنيا ، من مسكنٍ ومأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ ، عمل فلاحاً يزرع الزرع ، وتعاونُه زوجته حواء ، وكذلك كان لكلّ نبي من الأنبياء صنعة ووسيلة عيش ؛ ادريس (ع) كان خياطاً ، وهو أول من خاط الثياب ، إذ كان الناس يرتدون جلود الأنعام ، قال تعالى ” وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ” ونوح (ع) كان نجّاراً ” فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ” والنبي داوود (ع) كان حدّاداً ، في السيرة أنّ الله سبحانه أمر ملكاً فجاء إلى داوود (ع) فقال له : إنك نعم العبد لولا أنك تأكل من بيت المال . فعلمه الحدادة ” وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ” ، والنبي سليمان (ع) كان يشتغل بالخوص ؛ فيصنع من ورق النخيل زنبيلاً ويبيعه ، فيجعل من الثلث طعاماً ويتصدق بالثلث الثاني ويضع الثلث الباقي في بيت المال ، الأنبياء ؛ يعقوب وشعيب وموسى عملوا في الرعي ، المسيح (ع) كان يعمل في الطب ، وخاتم الأنبياء محمد (ص) عمل بالرعي وبالتجارة ، وبعد البعثة كان يساعد المسلمين في بناء المسجد وحفر الخندق ، حتى أنه خرج يوماً مع أصحابه ومعهن شاة ، فقال أحدهم : أنا عليّ ذبحها . والآخر قال : عليّ سلخ جلدها . والثالث : عليّ أن أهيّئها للطبخ . فقال النبي (ص) : وأنا أجمع الحطب .
من هنا جاء اهتمام الشريعة الإسلامية بالعمل والحث عليه ولزوم اتقانه ، لما للعمل من دورٍ في حياة الفرد والمجتمع ، عن النبي (ص) : ما أكل أحدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ، وأن نبي الله داوود (ع) كان يأكل من عمل يده .
الله سبحانه أمر عباده بالسعي في مناكب الأرض بحثاً عن الرزق ، ونهى عن التقاعس والقعود عن العمل ، وحذّر الإسلام من الإتكالية على الغير في تأمين القوت ، واعتبر القعود عن العمل والتواكل بمثابة المهانة والمذلة للإنسان ، خاصة إذا كان قادراً على العمل . لقد أولى الإسلام العمل اهتماماً كبيراً ، وحث عليه كثيراً وجعله عبادة ،إذ به تقوم الحياة وتعمر الديار وتزدهر الأوطان ، ويسود الأمن والاستقرار ، قال تعالى ” فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” حتى أنّ الإسلام اعتبر العمل نوعاً من الجهاد في سبيل الله ، في السيرة ؛ أنّ بعض صحابة النبي (ص) شاهدوا شاباً قوياً يبذل الجهد في عمله ، ويسرع الخطى إلى ذلك العمل ، فقالوا : لو كان هذا في سبيل الله ؟ فردّ عليهم النبي (ص) بقوله : إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفّها فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان . وفي حديث آخر : الكاد على عياله كالمتشحط بدمه في سبيل الله .
لأن الإسلام يريد العزة للإنسان ، فالهدف تحقيق الأمن الإجتماعي للبشرية ، والوصول إلى التوازن النفسي بين الفرد والمجتمع . إنّ كل المخلوقات تسعى بجد ونشاط ، مما يؤكّد أن السعي هو من صميم سنة الله في خلقه ” هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ” فالرزق يأتي بالسعي ، في النبوي الشريف : إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ؛ فإن استطاع ألاّ يقوم حتى يغرسها ؛ فليفعل .
للعامل مكانة كبيرة في الإسلام ، في الحديث ؛ أنّ النبي (ص) أخذ يد عامل فقبّلها ، وقال (ص) : إنّ هذه يدٌ يحبّها الله . إنّ الإسلام أعزّ العامل وكرّمه وبيّن حقوقه ودعا أصحاب العمل إلى معاملة العامل معاملة إنسانية ، وأن يوفّيه حقّه ، وأن لا يكلّفنّه فوق طاقته ، ونهى الإسلام عن عمل السخرة ، فعلى صاحب العمل أن يدفع الأجرة الكاملة للعامل ؛ حتى ولو لم يطلبها العامل ؛ لقدسيّة العمل وأهميته ، وقد ورد في القرآن كثير من الآيات ذكر الأجر بمعناه المتداول في الحياة العملية ، كما ورد في قصّة النبي موسى (ع) حينما سقى لابنتي النبي شُعيب (ع) ” قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ” ، وفي كثير من المواضع في القرآن ورد العمل مقروناً بالأجر ، قال تعالى ” وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۖ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ” ويقول تعالى ” إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ” .
كان العامل قبل الإسلام يُعامل معاملة الرق والتبعية ، ويُعامل بإهانة وبقسوة ، وغالباً ما يُجبرهم الحكّام والمُتسلّطون على العمل سُخرة لهم في البناء والزراعة وغير ذلك ، ولا يكادون يعطونهم قوت يومهم ، لكن الإسلام أوصى بهم خيراً ، وورد الكثير من الروايات عن النبي (ص) والأئمة (ع) ، ما يؤكّد على كرامة العمّال والحفاظ على حقوقهم ، فقال فيهم رسول الله (ص) : إن إخوانكم خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده ؛ فليطعمه مما يأكل و ليلبسه مما يلبس و لا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم . وورد في النبوي الشريف : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره .
وكونُ امرئٍ صاحبَ عملٍ ؛ لايجعل منه أفضل من العامل ، لأنّ الله سبحانه قسّم معايش الناس ، وتفاوتت مداركهم وقدراتهم وأعمالهم ؛ ليستقيم أمر الناس ، قال تعالى ” أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ” عن أمير المؤمنين (ع) في قوله تعالى ” نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ ” … أخبرنا سبحانه أنّ الإجارة أحد معايش الخلق ، إذ خالف بحكمته بين هممهم وإرادتهم وسائر حالاتهم ، وجعل ذلك قواماً لمعايش الخلق ، وهو الرجل يستأجر الرجل في ضيعته وأعماله وأحكامه وتصرّفاته وأملاكه. ولو كان الرجل منّا يضطرّ إلى أن يكوّن بنّاء لنفسه ، أو نجّاراً ، أو صانعاً في شيء من جميع أنواع الصنائع لنفسه ، ويتولّى جميع ما يحتاج إليه … ؛ ما استقامت أحوال العالم بتلك ، ولا اتّسعوا له ولعجزوا عنه ، ولكنّه أتقن تدبيره لمخالفته بين هممهم وكلّ ما يطلب مما تنصرف إليه همّته ممّا يقوم به بعضهم لبعض ، وليستغني بعضهم ببعض في أبواب المعايش الّتي بها صلاح أحوالهم .
حق الأجير مقدّس ، عن رسول الله (ص) : من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله ، وحرّم عليه ريح الجنّة ، وأن ريحها لتوجد من مسيرة خمسماية سنة . روى الأصبغ بن نباتة قال : كنت جالساً عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في مسجد الكوفة ، فأتاه رجل من بجيلة يُكنّى أبا خديجة ، قال : يا أمير المؤمنين ؛ أعندك سرٌّ من سرِّ رسول الله (ص) تُحدِّثنا به ؟ قال : نعم ؛ يا قنبر ائتني بالكتابة … مكتوب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم … إنّ لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من ظلم أجيراً أجره .
وأكّدت الروايات عن أئمة أهل البيت (ع) على ضرورة أن يعرف الأجير أجره قبل العمل ، عن الإمام علي (ع) : نهى رسول الله (ص) أن يُستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته . عن الإمام الصادق (ع) : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يستعملن أجيراً حتى يعلم ما أجرته . قال الإمام الرضا (ع) : اعلم أنّه ما من أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة ، ثمّ زدته لذلك الشيء ثلاثة أضعاف على أجرته إلا ظنّ أنّك قد نقّصته أجرته ، وإذا قاطعته ثمّ أعطيته أجرته حمدك على الوفاء ، فإن زدته حبّة عرف ذلك لك ، ورأى أنّك قد زدته . وعن رسول الله (ص) : أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ، وأعلمه أجره وهو في عمله .
وقد شجّع الإسلام على العمل ، وأمر بإيجاد الفرص للعمال ، ومن أبواب التسهيل وردت الكراهة في أن يؤخذ من سوق المسلمين أجرة ؛ تشجيعاً للعمل والتجارة والكسب الحلال ، قال أمير المؤمنين (ع) : سوق المسلمين كمسجدهم ، فمن سبق إلى مكان فهو أحق به إلى الليل ، ( وكان لا يأخذ على بيوت السوق كراء ) . شبّه الإمام (ع) السوق بالمسجد ؛ لقداسة العمل ، فجعل قاعدة السبق في الوقف ؛ بان الوقف لمن سبق ، فمن سبق إلى مكان في المسجد فهو أحق به ، لا يجوز لأحد أن يزيحه عنه ، وكذلك في السوق . ومن باب التشجيع على العمل ؛ جاء عن أمير المؤمنين (ع) : مَنْ أحيا أرضاً من المؤمنين فهي له . لأنّ من يملك أرضاً لا يُهملها ، ويعمل فيها بجد ونشاط ، ويصير بينه وبين أرضه عُلقة محبّة ، تولّد عنده رغبة في العمل بها ، وللحفاظ على حق العامل يقول أمير المؤمنين (ع) : اعرف لكلّ امرئ منهم ما أبلى ، ولا تضيفَنّ بلاء امرئ إلى غيره ، ولا تقصرن به دون غاية بلائه ، ولا يدعونّك شرف امرئ إلى أن تعظّم من بلائه ما كان صغيراً ، ولا ضعة امرئ إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيماً . وهذا ما يُحبّب العمل ويُشجّع عليه .
العمل طاعة ، في زمن الإمام الباقر (ع) كان في المدينة رجل اسمه محمد بن المنكدر ، وكان يُعتبر من الزّهاد ، خرج إلى خارج المدينة ظهر يومٍ من أيام الصّيف الحار جدّاً ، وكانت الشمس تلتهب التهاباً ، فرأى رجلاً يتصبّب عرقاً ، وقد خرج لمراقبة مزرعةٍ له ، فقال في نفسه : مَنْ هذا الرجل الذي أخرجه شغل الدنيا في مثل هذا الجو الساخن ؟ لأذهبنّ إليه وأعظه . فلمّا دنا منه ألفاه الباقر (ع) فعجب أشدّ العجب ، وبعد أن سلم وردّ عليه الإمام سلامه وهو يتصبّب عرقاً ، قال ابن المنكدر : أصلحك الله – شيخ من أشياخ قريش – أفي ساعة كهذه خرجت تطلب الدنيا ؟ ماذا سيحدث لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال ؟ فاستند الإمام الباقر (ع) إلى جدار ، ثمّ أجاب : والله لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى ، أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس ، إنّما أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله . فتنبّه ابن المنكدر إلى خطئه ؛ حيث كان يظن أنه على صواب ، واتجّه إلى الإمام (ع) وقال : يرحمك الله يا أبا جعفر أردتُ أن أعظك فوعظتني .
لقد كان أمير المؤمنين (ع) يستخرج الينابيع ويزرع النخيل ، عن الإمام الباقر (ع) قال : لقى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتحته وسق من نوى ، فقال له : ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال : مائة ألف عذق إن شاء الله . قال : فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة . ولذا ورد في الروايات عن أئمة أهل البيت (ع) أنّ علياً أعتق ألف مملوك من كدّ يده .
ولأنّ العمل والكد والسعي أساس سعادة الإنسان وحامي كرامته ؛ حثّ النبي (ص) والأئمة (ع) المسلمين على العمل والسعي المشروع ، عن الإمام الصادق (ع) : الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله . وعن الإمام الرضا (ع) : إن الذي يَطْلُبُ من فَضْلِ يكُفُّ به عياله أعظمُ أجراً من المجاهد في سبيل الله . ويروي علي بن حمزة ؛ رأيت أبا الحسن [الرضا] (ع) يعمل في أرضٍ له ، قد استنقعت قدماه من العرق ، قلت : جُعلت فداك ؛ أين الرجال ؟ فقال : عمل باليد من هم خير منّي ومن أبي في أرضه . فقلت له : ومن هم ؟ فقال : رسول الله وأمير المؤمنين وآبائي كلّهم قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين والصالحين .
لقد عظّم الإسلام من شأن العمل ؛ سواء في الزراعة أو التجارة ، وكل أنواع الكسب الحلال ، وجعله عبادة وجهاداً ، وأمر العامل بإتقان العمل ، وفرض على رب العمل مراعاة العامل ، وعدم تحميله فوق قدرته ، وأن لا يتأخر في دفع الأجر المطلوب ، ونهى عن عمل السخرة ، وذمّ البطالة والبطّالين ، وترك العمل جريمة في حق النفس والمجتمع . في الحديث قال لقمان لابنه : يا بني استغنِ بالكسب الحلال عن الفقر ، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال ؛ رقة في دينه ، وضعف في عقله ، وذهاب مروءته ، وأعظم هذه الثلاث استخفاف الناس به .
لقد شرَع الإسلام – من أوّل قيام دولته – بتوجيه الناس نحو العمل ، ونهاهم عن المسألة ، في السيرة جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله (ص) يسأله ، فقال (ص) : أما في بيتك شيء ؟ قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه ، وقعب نشرب فيه من الماء ، قال : ائتني بهما . فأتاه بهما فأخذهما رسول الله (ص) بيده وقال : من يشتري هذين ؟ قال رجل أنا آخذهما بدرهم . قال : من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا ؟ قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين . فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري ، وقال : اشترِ بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما فأتني به . فأتاه به فشد فيه رسول الله (ص) عوداً بيده ، ثم قال له : اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما . فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله (ص) : هذا خير لك من أن تجىء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة ؛ لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع .
إننا نرى أن الوضع المتردي الذي يعيشه البلد لناحية سوء الإدارة والأوضاع المعيشية الصعبة التي تضغط على شرائح واسعة من المواطنين ؛ يجب أن تدفع بالمسؤولين للسعي بروح إيجابية ومنفتحة ومسؤولة لحلحلة العقد والإتفاق على قانون انتخاب عادل من شأنه أن يساهم في تهدئة الأوضاع في لبنان وإخراجه من الواقع الصعب الذي يعيشه في مختلف المجالات .
إننا ندعو إلى الإقتداء بالروح الإيجابية التي تمثلت وبكل صدق في مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخيرة ، والتي ساهمت في إزالة بعض التشنج الذي كان يهدد بانفراط جلسة مجلس الوزراء فيما لو اعتمد التصويت بدل التوافق على قانون الانتخاب .
إننا نشيد بالجهود المشكورة التي تبذلها القوى الأمنية وخاصة الجيش اللبناني ، والتي أسفرت مؤخراً عن توقيف أحد الإرهابيين من المتورطين في الإعتداء على الجيش اللبناني .
ونختم بدعوة الشعب العربي إلى الوقوف صفاً واحداً لمساندة الأسرى الفلسطينيين في إضراب الكرامة الذي أربك العدو الصهيوني وشكل نقطة مضيئة في تاريخ النضال الفلسطيني , حيث أعاد للقضية الفلسطينية الإعتراف العالمي بقدسيتها ، بعد أن كاد بعض العرب يضعونها جانباً إرضاءً لأسيادهم في المشروع الصهيوأمريكي المتناغم مع التكفيريين الارهابيين .
وأخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .