لصور رجال صدقوا وعدها، بطابعهم وسموا وجهها ، وهبوها زهرة شبابهم فوهبتهم محبتها، وحفظتهم في قلب ذاكرتها التي لا تموت وإن عزَّ ذكرها
لصور ابناؤها الاصلاء، اعطوها فأعطتهم، هم كوكبة من الفقراء المكافحين المضحين الذين صنعوا بكدهم قصة مجدهم ، فكانوا كالقناديل المضاءة في ظلمات الدجى، وكانوا كالنجوم المشجة في ليل حالك ادهم، وكانوا هم عنوانها الحقيقي وموعدها مع المجد والعنفوان، وكانوا ملامح وجهها الجميل الذي لن تنال منه تقلبات الايام
الحاج داود جهمي (ابو محمد) لاحقاهو واحد من هؤلاء الطيبين الاصلاء، هو واحد من فرسان الزمن الجميل الآخذين بالترجل والرحيل يوماً بعد يومٍ حتى نكاد نفقدهم جمعياً ونشتاق لرؤياهم لطيب ملقاهم للون الحياة في عيونهم ومعنى الكفاح في عنفوان جباههم المرفوعة فوق الاكتاف الصلبة
برحيل ابو محمد تفقد صور واحداً من ابنائها المخلصين وتتشح المدينة بالسواد على ابن من ابنائها احبها واحبته وبرحيله ينطفئ قنديل آخر من قناديل بحرها السرمدي فيغرق من حوله في ظلام كئيبٍ حزين