كتب جهاد نافع
لم يسجل التاريخ الحديث فاجعة كفاجعة العسكريين الشهداء الثمانية الذين كشف مصيرهم مؤخرا وقد سبقهم الى الاستشهاد زملاء لهم كانوا في الاسر الشهداء علي السيد وعباس مثلج وعلي العلي ومحمد حميه.. ولم يحصل في تاريخ الاسلام زمن الرسول أن قتل أسير او ذبح او عذب..
اثر الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين ارتفعت اصوات عائلات الشهداء تطالب بالتحقيق والمحاسبة وذهب اخرون الى المطالبة بانزال عقوبة الاعدام بالمتهمين الموقوفين في سجن رومية من عناصر «داعش والنصرة»، فيما دعت مصادر اخرى الى تسريع المحاكمات واصدار الاحكام العادلة والقصاص العادل بالارهابيين الموقوفين الذين ادلوا باعترافات خطيرة عن كيفية شن الهجوم الارهابي على مراكز الجيش اللبناني في عرسال وكيفية قتل وخطف العسكريين وكيف مارسوا عمليات التعذيب الوحشي وذبح عسكريين بدم بارد يفوق الوصف والتصور.
ثلاثة موقوفين من اخطر الارهابيين ادلوا باعترافات خطيرة في التحقيقات التي جرت معهم واستفاضوا في شرح الجرائم التي ارتكبوها وتشكل اعترافاتهم ادانة فاضحة لمتورطين كثر ممن التحقوا بـ«داعش» و«النصرة».
فالموقوف بلال عمر ميقاتي الذي انتقل من طرابلس الى عرسال برفقة (الموقوفين ) ابن عمه عمر ميقاتي الملقب (ابو هريرة) وبلال العتر وعبد الرحمن بازر باشي الملقب (حفيد البغدادي) وعبد الله الجغبير بمساعدة العسكري الموقوف ايضا يوسف مرعي ولحق بهم عبد الرحمن السعودي الملقب (ابو البراء) ورشيد الملقب (ابو الليث) وابو مرعي البيروتي ولدى وصولهم الى عرسال استلم الحميع بنادق حربية من الارهابي ابو حسن الفلسطيني وشاركوا في حراسات وكمائن وبعد ايام من وصولهم اوقف الجيش اللبناني الارهابي عماد جمعة (قائد لواء فجر الاسلام).
اثر توقيف جمعة طلب امير «داعش» من المذكورين المشاركة في الهجوم على مراكز ومواقع الجيش اللبناني واسر وقتل عناصره وشارك في الهجوم الى جانب «داعش» و«النصرة» ومجموعة المقنع وابو السوس وابو عرب زين ومجموعة ابو احمد جمعة.
يعترف الارهابي بلال ميقاتي انه توجه مع مجموعة من 30 عنصرا بامرة ابو حسن الى حاجز وادي الحصن وضمن هذه المجموعة الى جانب قائدها ابو حسن الفلسطيني والعرسالي بلال الحجيري الملقب ابو عبد الله جلبيب والسوريين ابو حسن السحلي وابو يوسف وابو أسيد وابو خالد البانياسي وابو احمد القطري وابو الليث الجراجيري.
اقتحم ميقاتي وابو يوسف وابو اسيد والحجيري وابو انس الحاجز واجبروا العسكريين على ترك اسلحتهم باستثناء عسكري واحد اصر على قتالهم فالقى ابو انس عليه رمانة يدوية فقتلته، وتمكنوا بعد ذلك من اسر خمسة عسكريين من بينهم عسكري من آلـ ذبيان وآخر من الـ وهبي وعسكري يدعى علي علي وتوجهوا بهم الى مقر «داعش» في الرهوة وسلموهم الى السوري المدعو ابو الورد، ثم عادوا الى الحاجز لنقل باقي العسكريين فتبين لهم انه جرى نقلهم اضافة الى الغنائم من قبل مجموعتهم ومجموعة جمعة بعد ذلك عاد ميقاتي الى المقر حيث احضر اربعة عسكريين اسروا على حاجز وادي الحصن ليصبح العدد تسعة عسكريين ومنهم علي السيد وعبد الرحيم دياب واخر من آل المصري وكان المسؤول عن الاسرى بلال العتر وابو الورد.
واضاف ميقاتي انه احضر لاحقا كل من الاسيرين عباس مثلح والحاج حسن واعترف بلال ميقاتي انه هو من اقدم على ذبح العسكري علي السيد ثم كان شاهدا على عملية ذبح العسكري عباس مثلج وعلم بعملية ذبح العسكري علي علي.
كيف تمت عمليات الذبح المجرمة؟ يروي الارهابي الموقوف بلال ميقاتي ان قتل العسكري علي تم حين حاول علي نزع قنبلة يدوية كانت بحوزته خلال نقله وانتبه ابو يوسف فمنعه فيما اقدم التونسي على طعنه فورا برقبته ومن ثم اطلاق النار عليه بعد انزاله من الالية ودفن في فليطا.
اما عملية ذبح العسكري علي السيد فتمت بعد تلقي ابو عبد السلام امير «داعش» في القلمون الامر من ابو ايوب العراقي باختيار عسكري سني وذبحه بهدف تسريع المفاوضات وتلبية مطالب «داعش» فطلب ابو عبد السلام من الارهابي بلال العتر اختيار عسكري سني فاختار علي السيد ونقله الى مكان بعيد عن المقر في الرهوة وطلب ميقاتي تنفيذ عملية الذبح فوافق الارهابي ابو عبد السلام ويقول ميقاتي انه طلب ذلك كونه يعتبر العسكري علي السيد قد كفر حين التحق بالجيش.
ويروي بكل وقاحة ميقاتي كيفية قيامه بالعملية فيقول ان الشهيد علي السيد طلب العفو عنه ثم طلب السماح له بالصلاة ركعتين قبل قتله لكنه لم يتمكن من اداء صلاته لشدة توتره ثم وضع شال على عينيه واحضر سكين(…) وذبحه. وحضر عملية الذبح كل من الارهابيين بلال العتر ورشيد ابو الليث والسوري ابو علي زلفة وحفيد البغدادي الذي كان يصور العملية والسوري ابو القاسم وفي اليوم الثاني كلف اللبناني ابو دجانة بدفنه.
بعد اسبوع من ذبح الشهيد السيد صدر امر من ابو ايوب العراقي بذبح عسكري سني آخر لكن ابو عبد السلام وبلال العتر اختارا ذبح عسكري شيعي بدلا من السني وكلف ابو عبد السلام المدعو بلال العتر اختيار العسكري الشيعي فاختار عباس مثلج واحضره الى نفس المكان الذي ذبح فيه السيد وكلف السوري ابو الورد بذبحه وبقيت جثته حوالي الاسبوع في الارض،ولم يحاول مثلج الفرار انما سلم لامر ذبحه وحضر العملية مع ميقاتي ابو هريرة عمر ميقاتي وحفيد البغدادي يصورون عملية الذبح.
واتفق ابو عبد السلام والعتر انه في حال علق ابو ايوب العراقي على اختيار شيعي يتم ابلاغه ان خطأ حصل عن غير قصد.
واعترف ميقاتي ان ابو بلقيس الذي كان اميرا في القلمون طلب منه تنفيذ عملية انتحارية في لبنان فرفض لانه كان يريد تنفيذ العملية الانتحارية في الرقة.
الموقوف الاخر عمر احمد سليم ميقاتي الملقب ابو هريرة شارك في عمليات الهجوم على مراكز الجيش اللبناني وشارك حسب اعترافاته بضرب العسكريين وتعذيبهم خاصة خلال قيام ابو الورد بالتحقيق معهم، واللافت انه اعترف ان الجندي عبد الرحيم دياب كان يعمل لصالح مجموعتهم كجاسوس على العسكريين الاسرى وكان له دور في تسليم مركز عقبة المبيضة.
الارهابي الموقوف عبد الرحمن ظهير بازر باشي الملقب حفيد البغدادي شارك بكثير من عمليات الهجوم على مراكز الجيش اللبناني وشارك في معارك طرابلس ومعارك عرسال وقام بتصوير عمليتي ذبح السيد ومثلج واعترف ان المدعو عمر ميقاتي قام بتعذيب العسكريين كما اعترف بان الجندي عبد الرحيم دياب هو من سلم مركز عقبة المبيضة وان دياب كان يتواصل مع السوري ابو طلال من القصير وشارك دياب بعمليات ضد الجيش وشاركه بالعمليات بلال ميقاتي وابو هريرة الذي اقدم احدى المرات على صلب احد العسكريين الاسرى لدى «داعش» على نافذة المقر بعد ربطه بحبل وتم تسجيل فيديو لدياب يعلن فيه مبايعته لـ«داعش» وشارك ايضا بازر باشي مع عمر ميقاتي والسوري ابو العباس وابو الورد وابو عبد السلام باطلاق صواريخ على قرى بقاعية بعد توقيف الارهابي احمد سليم ميقاتي وقام بتصوير العملية.
الديار
شاهد أيضاً
20% من المدارس الرسميّة خرقت إضراب هيئة التنسيق
في اللقاء مع هيئة التنسيق النقابية، أمس، طرح وزير المالية غازي وزني أفكاراً يعتقد بأنها …