Home / اخبار رئيسية / أبو يوسف ريتني ما حجزت للسفر،بس يلا صحبة إسماعيل حلوة”

أبو يوسف ريتني ما حجزت للسفر،بس يلا صحبة إسماعيل حلوة”

أخذت قنينة ماء، “بابا بحاسبك”براءة الطفولة التي لا تعي ما معنى الموت،لكنها تترك القلوب فوق احتراقها مفطورة.
هي كلمات قالتها ابنته لجارهم صاحب محل السمانة بعد أن اشترت قنينة ماء!
هو الموت هكذا يسلبنا في غمرة الحياة بهجتها

هو هكذا ليل صور أمس، مر ثقيلا ولم يشفع لأحزانه الصبح الذي زادها حرقة وأسى ، فها هو مقهى محمد لم تشرق شمسه، ولم يصح رواده بعد، فالصدمة من هول الفاجعة تركت الجميع مشدوهين! أرحل محمد حقا؟
أيعقل أن يقسو الدهر فجأة فيسرق البسمة من وجوهنا ويخطف السعادة من قلوبنا؟ أيعقل أن لا يقدم لنا بعد اليوم أبو يوسف فنجان القهوة بلطافته المعهودة؟ وفكاهته البريئة؟
حتى الشوارع كأني بها تفتقد خطواته الهادئة، التي اعتاد أن يمر بها من بيته إلى محله أو العكس، أو ممارسا للرياضة يوميا حول الحديقة العامة.
لقد كان المرحوم مثالا في الهدوء والمسالمة، فكل من عرف محمد سيفتقد الوداعة والتواضع وحب الحياة، محمد الذي لم يشتك منه أحد قط…بل العكس، سيشكون بعد وفاته، افتقاد البشاشة والطرافة وحس الدعابة لديه.
ليتك يا محمد استجبت لهاجسك فلم تحجز للسفر، أليست هذه كلماتك قبل أن تسافر:”يا ريتني ما حجزت للسفر،بس يلا صحبة إسماعيل حلوة”
لكن هيهات، قضى الموت أن يسلب من هذه المدينة طيبتك التي عهدناها فيك.
رحمك الله يا محمد وأسكنك جنة الخلد،وعفا عنك إذ تركتنا بفقدك مفجوعين.

Check Also

غزة ما بعد العصر الإسرائيلي: قيامةٌ لا رجعة منها

يمثّل تحرير قطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي محطّة مضيئة في الصراع المستمرّ مع العدو، كونه …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم