خطبة الجمعة ” الإمام المهدي (عج)”
لفضيلة الشيخ علي ياسين العاملي
12-5-2017م
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ .
إنّ الاعتقاد بيومٍ يعمّ فيه العدل والمساواة جميع أنحاء الكرة الأرضية ليس من معتقدات الديانات السماوية فقط ، وهذا يتماشى مع الفطرة الإنسانية السليمة ، حيث يأمل الإنسان ويتمنّى أن يأتي يوم تتحقّق فيه العدالة ويسود السلام كلّ الأرض ويزول الظلم والفقر والجهل ، ومن هنا اختلفت الوجهات في كيفية تحقّق هذه الأمنية حسب المعتقدات المختلفة ، فإنّ بعض المذاهب الإيديولوجية كالاشتراكية والشيوعية لهم أمنية يعتقدون ضرورة تحققها يوماً ما ، وهي أن تسود الاشتراكية الأرض ، وهكذا غيرها من الإيديولوجيات .
اتفقت عقيدة المسلمين أنّ المُحقّق لهذه العدالة والحياة السعيدة هو الإمام المهدي (عج) ، وأكّدوا أنه من ذرية النبي (ص) ، وأنّه من أبناء فاطمة (ع) ، ودلّت الروايات الصحيحة – عند السّنة والشّيعة – أنه من ذريّة الإمام الحسين (ع) . كما وأكدت الروايات عند الشيعة الإمامية على أنه (عج) هو التاسع من ذريّة الإمام الحسين (ع) ، وأنه وُلد سنة 255هـ ، وأمّه نرجس ، وأبوه الإمام الحسن العسكري (ع) . والآراء عند أهل السنة مختلفة ، فالاعتقاد السائد لديهم أنّه يولد في آخر الزمان ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً ، وهناك البعض منهم يوافق ما عليه الشيعة ؛ بأنّه ابن الإمام الحسن العسكري (ع) ، وأنه ولد سنة 255هـ ، وله غيبة . وقد ذكر الشيخ نجم الدين العسكري في كتابه [ المهدي الموعود المنتظر ] الجزء الأول ؛ أسماء أربعين عالماً من علماء أهل السنة قالوا بولادة الإمام المهدي (عج) :
11- منهم محمد بن طلحه الحلبي الشافعي في كتابة (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) قال : الباب الثاني عشر في أبي القاسم محمد بن الحسن …… المهدي الحجة الخلف الصالح المنتظر …… فأما مولده فبسر من رأى …. الى آخر كلامه .وقال أيضا : المهدي هو إبن أبي محمد الحسن العسكري ومولده بسامراء …… الى آخر كلامه .
2- ومنهم محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) ص 3366 قال : إن المهدي ولد الحسن العسكري فهو حي موجود باقٍ منذ الغيبة الى الآن .
3- ومنهم محمد بن أحمد المالكي المعروف بابن الصباغ في ( الفصول المهمة ) ص 2733 في الباب الثاني عشر قال : ولد أبو القاسم محمد الحجة ابن الحسن المخلص بسر من رأى في النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة ….. الى آخر كلامه ….
44- ومنهم عبد الوهاب الشعراوي في ( اليواقيت والجواهر ) ذكر أشراط الساعة فقال : كخروج المهدي ثم قال : وهو من أولاد الإمام حسن العسكري ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق الى أن يجتمع بعيسى بن مريم (ع) ….. الى آخر كلامه .
هذه أسماء على سبيل المثال – لا الحصر – ، ولو بحثنا في بطون الكتب لوجدنا العشرات من علماء أهل السنة يقولون بأنّ المهدي (عج) هو محمد بن الإمام الحسن العسكري (ع) . وكيفما كان الأمر ؛ فقد اتفقت المذاهب الإسلامية على ضرورة الإيمان بالإمام المهدي (عج) ، وأنّه يخرج في آخر الزمان ، وأنّ رسول الله (ص) قد بشّر أمّته بمجيء رجلٍ من أهل بيته يكون به ختام هذه الدنيا ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً .
أخرج أبو داوود في سننه عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله (ص) يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة . وفي الحديث المشهور عن حذيفة بن اليمان يقول : قال: خطبنا رسول الله (ص) فذكر ما هو كائن ثم قال: ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا من ولدي اسمه اسمي ” فقام سلمان وقال: يا رسول الله (ص) من أي ولدك هو؟ قال: من ولد هذا، وضرب بيده على رأس الحسين (ع) .
لقد أكّدت روايات عديدة لدى طوائف المسلمين صحّة الحديث النبوي : الأئمة من بعدي إثنا عشر ، وكلّهم من قريش ، وأنّ آخرهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . وورد في رواية جابر بن عبد الله الأنصاري أسماء الأئمة الإثني عشر . ولعدم إمكانية رد رواية [ الخلفاء من بعدي إثنا عشر .. ] اختلفت التسميات عند بعض علماء السنة ؛ خاصّةً من كانوا يتملّقون البلاط الأموي ، فكانوا يذكرون الخلفاء الأربعة ثم معاوية ، وبعدها يبدأون باختيار أسماء من ملوك بني أمية لإكمال العدد ليس إلاّ ، فحصلت اختلافات كثيرة ، وكذلك لاشتهار الحديث النبوي [ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ] ؛ اشترى الأمويون ضمائر بعض من ادعى الصحبة للنبي (ص) ، ليقولوا إنّ الإمام هو الحاكم .
لكنّ علماء الشيعة أجمعوا على أن المقصود بالخلفاء الإثني عشر هم الأئمة المعصومون ؛ أوّلهم أمير المؤمنين علي (ع) ثم الحسن فالحسين فالتسعة المعصومين من ذرية الحسين (ع) ، خاتمهم القائم بأمر الله محمد بن الحسن العسكري (عج) ، الذي خفيت ولادته على عامة الناس ، ولم يتعرف عليه إلآّ أشخاص معدودون لأنّ الإمام العسكري (ع) أخفى ولادته خوفاً من بني العباس الذين كانوا يضيّقون على الأئمة ، لأنّهم كانوا على يقين ومعرفة بالأئمة المعصومين ، ومتأكدون أنّ التاسع من ذرية الإمام الحسين (ع) هو المهدي الذي يقضي على الظلم والطغيان ، لذا كانوا يضيّقون على الأئمة من أيام الإمام الكاظم (ع) . ولقد سمّى بعض ملوك بني العباس نفسه بالمهدي ؛ ليدّعي أنه هو المهدي ويبعد الناس عن أولاد علي (ع) ، وما كان تضييقهم على الأئمة وخاصة الإمامين الهادي والعسكري إلاّ ليضعوا يدهم على من يعتقدون أنه سيقضي على ملكهم وسلطانهم ، لكن حكمة الأئمة (ع) وإرادة الله سبحانه أبطلت مؤامراتهم واستطاع الإمام الهادي (ع) أن يزوّج ابنه الحسن العسكري سراً بنرجس التي اشتراها ظاهراً خادمة لاخته حكيمة ، وكانت ولادة الإمام المهدي في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255هـ ، عاش في كنف أبيه خمس سنوات ، إذ استشهد الإمام العسكري سنة 260هـ ، بعد أن كان قد عرَّف خلّص شيعته بولده محمد الذي صلّى عليه وقام بمراسم دفن الإمام العسكري (ع) وأجاب عن المسائل الملحّة ، وبدأت غيبته الصغرى التي استمرت حوالي السبعين عاماً ، وسمّيت بعصر السفارة ، حيث كان بين الإمام وشيعته سفراء أربعة ؛ هم : عثمان بن سعيد العمري الأسدي ، ومن بعده ابنه محمد ، والثالث الحسين بن روح النوبختي ، والسفير الرابع علي بن محمد السمري ، وبوفاة السمري انتهت النيابة الخاصة وانتهت الغيبة الصغرى .
لم يشكّ الشيعة بإمامة الإمام محمد بن الحسن المهدي (عج) لصغر سنّه ، لأنّ الإمام اختيار وجعل من الله سبحانه ، لا باختيارٍ من الناس ، كالنبوة التي هي من الله سبحانه ، فكما أعطى الله الحكم ليحيى وهو صبي ، والنبوة لعيسى وهو في المهد ؛ كذلك جعل الإمامة للإمام الجواد (ع) وهو ابن ثمان سنين ، وأثبت ذلك بعلمه وتفوّقه على علماء عصره ، وردّ كيد العباسيين إلى نحورهم ، كذلك إمامة الإمام المهدي (عج) ؛ خاصةً وقد وردت روايات عن النبي (ص) وعن الأئمة المعصومين (ع) تحذّثت عن أنّ للإمام المهدي غيبة يحتار فيها الناس ، إلى أن يأذن الله له بالفرج .
وبسبب تضييق بني العباس على الإمام المعصوم ، وخاصة من أيام الإمام موسى بن جعفر (ع) ؛ اعتاد الشيعة على الواسطة بينهم وبين إمامهم ، وكانت الغيبة الصغرى تمهيداً للغيبة الكبرى . بعد أن ضاقت السبل بالإمام (عج) ؛ حيث إنّ العباسيين استمروا في محاولاتهم لإلقاء القبض على الإمام المهدي ، مما يؤكّد اعتقادهم بوجوده ، وإن أعلنوا أنّ الإمام الحسن استشهد ولم يُخلّف أحداً ، وقسّموا ثروته ، لكن مداهماتهم لبيت الإمام العسكري بين فترة وأخرى ، واحتجازهم لبعض النساء فترةً ، ذلك كلّه يؤكّد أنهم على يقين بوجود الإمام المهدي (عج) ، فكان لا بد من احتجاب الإمام وغيابه عن الأبصار . عن النبي (ص) : لا بد للغلام من غيبة . فقيل له : ولم يا رسول الله ؟ قال : يخاف القتل . وعن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : كان أبو جعفر يقول : لقائم آل محمد غيبتان ؛ واحدة طويلة والأخرى قصيرة . قال : فقال لي : نعم يا أبا بصير احداها أطول من الأخرى .
الإمامين العسكريين باحتجابهما مهّدا للغيبة الصغرى للإمام ، والغيبة الصغرى مهّدت للغيبة الكبرى ، فدخلت الأمة في عصر الانتظار ، الذي أكّدت الروايات على وجوب الثبات على الإيمان والعقيدة ، وأنّ الإمامة لن تنقطع ، لأنّ الإمام هو عدل القرآن ؛ باقٍ ببقاء القرآن ، لقول النبي (ص) في حديث الثقلين المشهور – سنةً وشيعة – : إنّي تارك فيكم الثقلين ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض . وقد أكّدت الروايات على أنّ أفضل العبادة انتظار الفرج ، عن النبي (ص) : أفضل جهاد أمتي انتظار الفرج . وعن الإمام أمير المؤمنين (ع) : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فإنّ أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ انتظار الفرج . والمنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله .
إنّ الإنتظار لا يعني أن يبقى الإنسان بلا حراك ، ساكناً بلا عمل على تغيير الواقع الفاسد ؛ بل لأنّ الغيبة الكبرى جاءت لحماية الإمام المهدي (عج) حتى اليوم الموعود ، وتخفيف الضغط عن التجمعات الشيعية ، حيث كان الحكم العباسي في حالة استنفار دائم ، بحثاً عن الإمام (عج) ، ويمكن القول أنّ الإمام ينتظرنا ، ونحن ننتظره ، الإمام ينتظر من الأمة البيئة الحاضنة والممهّدة لدولة العدل العالمية ، ونحن ننتظر الإمام ، وهذا يوجب العمل بما شرّعه الله ، ومواجهة الظلم ، وتهيئة الأرضية المناسبة ، وهذا لا يتم لو بقي المؤمنون جلساء بيوتهم ، وهذا ما يؤكّده ما خرج للشيخ المفيد (رض) من الإمام المهدي (عج) : ولو أن أشياعنا – وفقهم الله لطاعته – على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا .
وأرشد الإمام (عج) الأمة إلى من يرجعون في عصر الغيبة بقوله : وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم .
فمع الدعاء لتعجيل الفرج يجب الاستعداد وتهيئة الأمور والتزام الحكم الشرعي في الصغيرة والكبيرة ، وهذا ما أكّد عليه الإمام (عج) في حديث شريف : فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم [انتشالكم] من فتنة قد أنافت [طالت] عليكم يهلك فيها من حم أجله ويحمى عنها من أدرك أمله وهي إمارة لازوف حركتنا ومناقشتكم ومباثتكم خ ل لامرنا ونهينا والله متم نوره ولو كره المشركون .
في الحديث عن الإمام الصادق (ع) : إنّ المهدي لا يخرج إلاّ في أولي قوّة . وورد وصف هؤلاء الرجال في روايات ؛ منها : إنّ قلب رجل منهم أشدّ من زبر الحديد، لو مرّوا بالجبال الحديد لتدكدكت، لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عزّ وجل .
وورد في الحديث النبوي الشريف : يخرج أناس من المشرق فيوطِّئون للمهديِّ ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره .
وورد في البحار عن جابر بن عبد الأنصاري عن رسول الله (ص) قال – في حديث طويل عندما سئل النبي (ص) عن أوصيائه ، فعدّهم إلى أن قال : فبعده [ أي بعد الإمام العسكري ] ابنه محمّد يدعى بالمهدي والقائم والحجة ، فيغيب ثم يخرج ، فإذا خرج يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً طوبى للصابرين في غيبته طوبى للمتقين على محبتهم أُولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال ” هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ” ثم قال تعالى ” اُولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون ” .
كثيرة هي الروايات التي تحدّثت عن الممهدين لقيام الحجة (عج) ، وتذكر أنهم من أهل المشرق وتصف قلوبهم كزبر الحديد ، وأنهم لا يملون الحرب ، وأنّ سيوفهم على عواتقهم ، ولا يسلمون الأمر إلاّ إلى صاحبكم .
منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران ؛ تعزّز الأمل بقرب الفرج ، وكلّما تقدّمت الأيام يصبح هذا الأمل أقوى ، وأنه إن شاء الله تكون هي القوى المشرقية التي ذكرتها الروايات ، لشعورنا برعاية الله سبحانه وعنايته بهذه الجماعة التي انتصرت على كلّ المؤامرات ، وفي كل يوم تزداد قوّة ومنعة ، وهذه المقاومة في لبنان التي انتصرت على مؤامرات قوى الشر والطغيان ، ولا تزال تواجه الحروب الصهيو أمريكية وتضرب التكفيريين ، فقد تكون أمريكا ومن معها هم [الدجال] الذي تتحدث عنهم الروايات ، لأنها تعمل على قيادة الناس بعين المادة ، وتمارس الكذب والدجل ، ومن أعظم دجلها ما وصفته بالربيع العربي ، وهي أرادته ربيعاً عبرياً ، تكون القوة والسيطرة في المنطقة للكيان الصهيوني ، والسفياني هو هؤلاء التكفيريون الذين ينفذون مخططات الدجّال . لكنّ رجال الله المؤيّدون من الله والممهدون للحجة القائم (عج) سوف يُفشلون مؤامراتهم ، ويكون الدين كلّه لله ، فيرث الأرض عبادُ الله المخلصون ، ويصدق وعد الله ، ويعم العدل والسلام قبل يوم القيامة .
اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الإسلام وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَة .
وأخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .
شاهد أيضاً
فرصة عمل في صور
Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …