رأت جمعية “غرين إيريا” الدولية في بيان “أننا دخلنا مرحلة هي أخطر بكثير من حالة نفوق السلاحف بشكل طبيعي”، معتبرة أن “ما يشهده الشاطئ اللبناني منذ فترة بات مسلسلا مستمرا لمثل هذه الحالات التي وثقنا بعضها وكنا حرصاء على معرفة أسباب نفوقها”. وشددت على تآزر “كل المراكز المعنية من محميات بحرية و(مركز علوم البحار) في البترون ووزارة الزراعة التي أبدت على الدوام تجاوبا، ولم تضن بعطاء ونصيحة، وقد لمسنا تعاونا جديا من البعض وتجاهلا من البعض الآخر، ولكن لن يردعنا أحد عن تأدية عملنا الصحافي بمهنية، وواجبنا كجمعية نشر العلم والمعرفة وملاحقة كل القضايا البيئية. وتكابد بعض الجهات المعنية صعوبات كبيرة، إن لعدم توافر التجهيزات اللازمة، وإن لافتقار المراكز المعنية إلى الكادر البشري”، لافتة إلى أن “التنسيق ضروري ويفضي إلى ما يعزز توجهاتنا المشتركة، كإعلام، وكسلطات رسمية ومحلية معنية بدورها من موقع العلم والتخصص”.
وإذ نوهت ب”مبادرات رائعة مع إطلاق صغار السلاحف الى البحر في حمى المنصوري – قضاء صور، في غياب الدولة والوزارات المعنية”، أشار إلى أن “السلاحف في مختلف دول العالم تحظى باهتمام ورعاية، ولسنا لنستغرب ما نواجه في لبنان من تقصير طاول مختلف القطاعات، وهو ما لم يعد مقبولا مطلقا”.
وقالت: “عثر ظهر اليوم الغواص حسين نور الدين على سلحفاة نافقة قريبة مقابل منطقة الجمل في مدينة صور، واتصل بجمعيتنا بعدما تعثر اتصاله بالبلدية ومحمية صور الشاطئية للتبليغ والسؤال عما يمكن أن يفعله بها، وقد طلبنا منه إحضارها الى الميناء وعدم تركها في عرض البحر، لأن الأمر يهم المحمية، لجهة أن توثق هذه الحالة أو أن تقوم بتشريحها للوقوف بشكل علمي على حالة النفوق، والتصريح لاحقا بهذا الشأن وهذا ما يهمنا في هذا المجال.قمنا بمعاينة السلحفاة، وقد بدأت مرحلة التحلل تنبعث منها رائحة كريهة، وتبين أن لا وجود لضربات على قوقعتها، وكانت صغيرة الحجم وقد حدد خبير الاحياء البحرية في الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور ميشال باريش نوعها، بعد تزويده الصور، فأشار وهي من فصيلة “كاريتا كاريتا” Caretta caretta، وهي “سلحفاة ضخمة الرأس” Loggerhead Turtle”.
وختمت: “من المعروف أن حالات النفوق تعددت أسبابها بين استخدام الديناميت والقتل المتعمد أو تعرضها لضربات مباشرة، والتسمم أحيانا، واختناقها نتيجة ابتلاع أكياس النايلون وصنانير الصيد في بعض الحالات”.
الوطنية للإعلام