رغم أن محاميه استطاع النجاحَ في المماطلة وتأخير إصدار الحكم عليه،إلا أنه لم يُنجِّه من قرار عادل، بعد عامين على سجنه.إذ إنّ اعترافاته كانت كفيلة باتّخاذ رئيس المحكمة العسكرية حسين عبدالله ما يَلزم في حقّه.
فالشيخ أحمد محمد هلال الأسير الحسيني كان قد شكّلَ ظاهرةً في منطقة صيدا، انعكسَت مفاعيلها على لبنان، وهي بدأت من مسجد بلال بن رباح في عملٍ كانت بدايته دعَوية إلى حين نصَرته لـ”الثورة السورية” أواخر العام 2011. يقول الأسير في اعترافاته إنّه أقدمَ على الإفتاء بضرورة الجهاد في سوريا بعد محاصرة بلدة القصَير، وسَبقها إرساله مجموعةً تابعة له إلى هناك حيث التحقَت بـ”كتائب الفاروق” بعد تنسيقٍ مع الشيخ محسن شعبان في منطقة سعدنايل البقاعية.
ويشار إلى أن الأسير كان زار منطقة جوسية بعد عدمِ تمكّنِ عناصره من الوصول إلى القصَير وأطلقَ، كما قال، النارَ من رشاش نوع “ب. ك. ث” في اتّجاه أحدِ مراكز الجيش السوري وحملَ معه مبلغ عشرة آلاف دولار لمجموعته هناك، دعماً جهادياً. وقرّر الأسير إنشاءَ مجموعات مسلحة، وأعلن عن هذه الخطوة من على منبر مسجد بلال بن رباح تحت مسمّى “كتائب المقاومة الحرّة”، وقد ضمّت نحو 300 منتسب، وكان شراء الأسلحة والذخائر الحربية يحصل من وجهتين: الأولى من منطقة عرسال وجرودها، والثانية من الشمال…
كما حصَّن أحمد الأسير مشروعه الإرهابي عبر تعاونِه مع محسن شعبان الذي كان يتواصل مع “السلس” وهو السوري أحمد زكريا سيف الدين في عرسال من حيث مساعدته على إيصال السلاح الى المسجد وتدريب المنتسبين إليه.
الأسير بنفسه يروي أنّه تدارَك أحداثاً كثيرة إلّا أنّ الأمور بدأت تتطوّر بدءاً من مقتل “لبنان العزّي” وعلي سمهون حتى 18-9-2013 ما يُعرف بـ”معركة الشقق”. شَعر الأسير بالخطر فاستعجَل عناصرَه لتأمين النواقص من الأسلحة وتعَمَّد فتح معركةٍ ضد الجيش اللبناني الذي كان قد نشَر نقاط مراقبة وحواجز له في المنطقة بعد “معركة الشقق”.
و يذكر الأسير أن هدفه الأوّل بعد خسارته لمعركة عبرا كان تنفيذ اغتيالات في حقّ أشخاص ينتمون إلى “حزب الله” وحركة “أمل” و”سرايا المقاومة” و”عناصر وضبّاط الجيش الصليبي الصفوي”، وكلّف لهذه الغاية كلّاً من شاهين سليمان ومعتصم قدورة لإنشاء مجموعات تتولّى هذه الاغتيالات.
(الجمهورية)