الحسين في دموعهن على الشهداء

تحمل الأم صورة ابنها، هكذا يقول التشابه في لون العينين. زرقة دامعة في طريقها إلى حزن يحتوي حزنها. شهادة الحسين (ع). وكذا تفعل أمهات يقفن في مقدمة المسيرة، كأن تصير صور أولادهن الشهداء شعلات نور تدل على الطريق. لا تخرج المسيرة وحدها، تترافق مع صوت الناعي الذي يجدد بصوته ميل المدينة إلى جرح الحسين. المسيرة الخارجة من مجمع الإمام الحسين (ع) في صور إلى الطرقات، فيما تقبض الأكف على رايات السواد الأعظم.
حين تأخذ المسيرة وجهتها نحو الطريق المحاذي للبحر، تشعر كأنه حمل بعضاً من لوعة صدرك. هكذا تخبر رحابته في احتواء الصرخات الخارجة من القلب، “لبيك يا حسين”، “هيهات منا الذلة”، وغيرها.. كان الطريق إلى الحسين واضحاً وضوح الشمس المرخية على وجوه العابرين. والتي اشتدت حرارتها مع تقدم اليوم، كأنها تصنع عزاءها على صانع الوجد الأبدي. ذاك الذي يحمل في اسمه روح النبي (ص) وسر الدار الذي فيه علي وفاطمة والحسن وزينب.
الحسين ليس رمزاً صنعته واقعة فحسب. الحسين تراكم تجارب شخصية. الحسين مغالبة هوىً. هو دعاء السرّ ويلحقه اليقين. هو حرقة الخطّائين وصدق التضرّع في الوحشة. الحسين رضا وعطيّة، “ولسوف يعطيك ربك فترضى”.

غفران مصطفى