صُوْر مَدينَةٌ لهذا الرجُل. عندما إلتقطتُ له هذه الصورة قبل عامين تقريباً كان قد بدأ يفقد ذاكرته تدريجياً. قلتُ له “عم أبو جورج قوم لناخدلك صورة”. ضحِكَ يومها وقال: “من هلّق لتنشر التقرير يمكن كون رحت”. لكن أبو جورج كان يعرف أين يقف تماماً ووراءه مئات المراكب التي صنع معظمها بنفسه خلال سنوات طويلة. إيليا بربور “راح” قبل أقل من شهرين بصمت ثقيل. الرجُل الذي لم يتعب طيلة عمره من مهنة “النحت في الخشب” يعدُّ أحد أبرز روّاد صناعة مراكب الصيد البحرية في لبنان وله الفضل الكبير في الحفاظ على هذا الصناعة التقليدية من الزوال. أبو جورج الذي قضى سنوات حياته المديدة متنقّلاً بين منزله في “حارة المسيحيية” في المدينة القديمة و ورشته قبلة ميناء الصيادين، كان أيضاً “مشروعي الإعلامي” الأوّل من خلال فيلم التخرج الجامعي “سفينتي بانتظاري”. في كل المرّات التي التقيته كان أبو جورج يتحدّث مزهوّاً عن انجازاته الكبيرة وكان يذكّرني دائماً بـ”المركب الفينيقي” الضخم الذي صنعه وعُرض في برشلونة الإسبانية قبل سنوات. إيليا بربور وقد بات جزء من تاريخ مدينة صور وذاكرتها الجميلة يستحقّ أن تدشّن له بلدية المدينة نصباً تذكارياً قرب تمثال السيدة مريم العذراء القائم في وسط ميناء الصيادين.
إيليّا بربور
فراس خليفة
شاهد أيضاً
ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …