شهدت الجامعات الخاصة في لبنان، خلال الآونة الأخيرة إنتخاباتٍ طالبية، أعادت إنتاجَ مجالس جديدةٍ للطلاب. حركةُ التجديد هذه، أحدثت خرقاً نوعياً لا سيما على صعيد التحالفات السياسية، إذ بات الحليفُ خصماً، والخصمُ حليفاً، ولكن النتيجة كانت “تغييراً”، ولو بإطاره الصُّوري. أمَّا الجامعةُ اللبنانية، فتنتظرُ هذه الورشة التغييرية منذ سنوات، لكنَّها باتَت من سابع المستحيلات، لعدمِ وجودِ نيةٍ واضحة لذلك. إلاَّ أنه ضمن “جامعة الوطن”، أرادت كلية الإعلام – الفرع الأول، التغريد خارج السِّرب، والمضي نحو انتخاباتٍ طالبية تعيدُ العملية الديمقراطية إلى كافة كليات الجامعة.
ترقبٌ وإنتظار
خلال الأسبوعين الماضيين، تمَّ تداول معلوماتٍ عن إجراءِ إنتخاباتٍ لمجلس طلاب الفرع. تلقَّف الكثيرُ من الطلاب هذه الأنباء بدهشة وذهبوا بعيداً في الأمر، حتى باتوا يترقبون سلسلة التحالفات السياسية في الكلية التي تديرُ “حركة أمل” مجلس طلابها، ويحضرون أنفسهم لهذا الحدث الذي غاب عنهم لأكثر من 5 سنوات. في لحظةٍ من الحقيقة، تأكَّدت استحالة خوض هذا الإستحقاق في كلية الإعلام، لعدم وجودِ أي دلالاتٍ عليه، إذ نفت مصادر في مجلس طلاب الفرع بكلية الإعلام لـ”لبنان 24″، كل ما يُروَّج عن التحضير لإنتخاباتٍ طالبية قريبة، مشيرةً إلى أنَّ “الأمرَ يثار منذ 3 سنوات، ولكن لا شيء يدلُّ على حصول ذلك”.
قرارٌ وراءَ البلبلة
إجراء إنتخاباتٍ في كلية الإعلام ليسَ بالأمرِ السهل والعادي، لا سيما وإن كان ذلك بقرارٍ رسمي. فقد جرى تداولُ معلوماتٍ عن قرارٍ موقعٍ من مدير الكلية الدكتور رامي نجم، يقضي بإجراء الإنتخابات خلال الأيام القليلة المقبلة. وللإستفسار عن حقيقة القرار ومضمونه، إتَّصل “لبنان 24” بنجم، الذي أشار إلى أنَّ “القرار الذي حُكيَ عنهُ ليس قراراً بإجراء إنتخاباتٍ لمجلس طلاب الفرع، بل هو مذكرة لرؤساء الأقسام الأكاديمية في الكلية لإنتخاباتِ مجلس الفرع، أي لمجلس أساتذة الكلية، الأمر الذي أحدثَ إلتباساً لدى الكثيرين”. يلفت نجم إلى أنَّ “انتخابات الأساتذة تمَّت، ولا إنتخابات طالبيةٍ في الكلية التي هي جزءٌ لا يتجزأ من الجامعة اللبنانية”.
ختاماً، ربَّما، كانت كلية الإعلام ستشكل علامةً فارقةً و”إنتفاضة ديمقراطية” بين كلِّ كليات الجامعة اللبنانية. ولكن في الواقع، فإنَّ الأمر أصبحَ منسياً لدى المعنيين بإدارة الجامعة اللبنانية، ولكن سيبقى لدى طلابها فسحاتٌ من “الأمل”.
(محمد الجنون – خاص “لبنان24”)