الشيخ علي ياسين العاملي في خطبة الجمعة ولد الإمام الحسن (ع) في النصف من شهر رمضان المبارك
27 أكتوبر، 2017
أخبار صور
ولد الإمام الحسن (ع) في النصف من شهر رمضان المبارك واستشهد في السابع من صفر سنة خمسين للهجرة , وله من العمر سبع وأربعون سنة , عاش مع جده المصطفى (ص) سبع سنوات ومع أبيه أمير المؤمنين (ع) ثلاثين سنة , هو ثاني أئمة أهل البيت (ع) وأحد الأربعة الذين باهى بهم رسول الله (ص) نصارى نجران , وهو من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا . تربى في حجر رسول الله (ص) وتغذى من سيرته وأخلاقه وورث هيبته وسؤدده , وورّثه رسول الله (ص) الإمامة , وأعلن في أكثر من موطن ومناسبة أنه إمام , منها قوله: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا , اللهم أني أحبهما فأحب من يحبهما . وكان النبي (ص) يقول للإمام الحسن (ع): أشبهت خلقي و خلقي . وكان رسول الله (ص) يظهر حبه للحسنين (ع), وفي كل موطن يبين مكانتهما واهتمامه بهما لتبقى صورة ماثلة في أذهان المسلمين . قال (ص) يوما للحسين (ع): أنت سيد ابن سيد أخو سيد وأنت إمام ابن إمام أخو إمام وأنت حجة ابن حجة أخو حجة وأنت أبو حجج تسع تاسعهم قائمهم . وقال (ص) في الإمام الحسن (ع): هو سيد شباب أهل الجنة وحجة الله على الأمة , أمره أمري و قوله قولي, من تبعه فإنه مني و من عصاه فإنه ليس مني . وجاء عن أنس بن مالك أنه قال : دخل الحسن على النبي (ص) فأردت أن أميطه عنه فقال : ويحك يا أنس دع ابني وثمرة فؤادي فإن من آذى هذا آذاني ومن آذاني فقد آذى الله . إلى غيرها من المواقف الكثيرة منها أن الحسنين (ع) الصبيان الوحيدان اللذان حضرا بيعة الرضوان و قبل بيعتهما النبي (ص) . و جعلهما شاهدين في قضية بينه وبين ثقيف . و قوله فيهما أنهما إمامان وهما في الخامسة من عمرهما لم يكن ذلك منطلقا من هوى شخصي للحبيب المصطفى (ص), وإنما كان لبيان حقهما و منزلتهما و لتنبيه الأمة إلى عظمتهما و بيان مقامهما الرفيع. وغادر الحبيب المصطفى (ص) دار الدنيا و هو يوصي بأهل بيته الذين باهل بهم نصارى نجران و كانوا معه تحت الكساء وأن الله طهرهم من الرجس تطهيرا , على أن لا يتقدم عليهم المسلمون لأنهم هم الأئمة وهم الهداة وهم ولاة الأمر, والملاحظ أن النبي (ص) لم يكن يتعاطى مع الحسنين (ع) كما يتعاطى مع الصبيان , بل تعامل معهما كشخصيتين إسلاميتين تنتظرهما مسؤوليات، و لذا قال عنهما أنهما إمامان قاما أو قعدا . وكانا في بيعة الرضوان , يقول الشيخ المفيد رحمه الله : وكان من برهان كماليهما (ع) وحجة اختصاص الله تعالى لهما بيعة رسول الله لهما ولم يبايع صبيا في ظاهر الحال غيرهما . فبعد وفاة رسول الله (ص) جاء الحسن (ع) يوما إلى أبي بكر وهو يخطب على المنبر فقال له : إنزل عن منبر أبي . فأجابه أبو بكر: صدقت والله إنه لمنبر أبيك لا منبر أبي . كان أمير المؤمنين (ع) في بعض الأحيان عندما يلجأ إليه خليفة بمسألة شرعية يحيلها على الحسن (ع) وعلى الحسين (ع) , يشير إليهما و يقول للسائل: سل أيهما شئت . فكانا يجيبان على المسائل الصعبة و يتصديان لتعليم المسلمين و هما صبيان . وعندما قرر عثمان نفي أبي ذر إلى الربذة , خرج لوداعه الإمام علي (ع) ومعه الحسنان و أخوه عقيل وابن أخيه عبدالله بن جعفر , وكان عثمان قد نهى المسلمين عن وداع أبي ذر , فاعترضهم مروان مذكرا بأمر الخليفة , فتصدى له الإمام الحسن وضرب وجه دابته بالسوط فنفرت وارتعب مروان , فأراد الإقتصاص من الإمام الحسن (ع) فزجره أمير المؤمنين (ع) , وقال لأبي ذر: يا أبا ذر غضبت لله فارج من غضبت له , يا أبا ذر خفتهم على دينك و خافوك على دنياهم , فاهرب منهم بما خفتهم عليه ودع لهم ما خافوك عليه , وستنظر من الرابح غدا ومن الأكثر حسدا, يا أبا ذر لا يؤنسنك إلا الحق ولا يوحشنك إلا الباطل , يا أبا ذر لو أن السماوات والأرض كانتا على عبد رتقا واتقى الله لجعل الله له من بينهن فرجا ومخرجا . وقال له الإمام الحسن (ع): يا عماه لولا أنه لا ينبغي للمودع أن يسكت وللمشيع أن ينصرف لقصر الكلام وإن طال الأسف وقد أتى من القوم ما ترى فضع عنك الدنيا بتذكر فراغها وشدة مااشتد منها برجاء ما بعدها , واصبر حتى تلقى نبيك (ص) وهو عنك راض . قتل عثمان فلم يجد المسلمون إلا عليا (ع) ليبايعوه , و جاؤوا إليه وهو يقول لهم: دعوني والتمسوا غيري، أنا لكم وزير خير لكم مني أمير . لكنهم أصروا على بيعته , ويصف ذلك أمير المؤمين (ع) في خطبته قائلا : فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ . قبل علي (ع) البيعة , ولما أراد أن يسير بهم بمسيرة رسول الله (ص) لم يرضوا بذلك وأعلنوا الحرب عليه , يقول (ع) في ختام خطبته الشقشقية : فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَقَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا فكانت حرب الجم
تصوير:رامي أمين
Related