قال تعالى ” وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ” .
شهر ربيع الأول هو شهر أفراح آل محمد (ص)؛ في الأول منه نجاة رسول الله (ص) من مؤامرة قريش، فخرج من بينهم وبدأ هجرته المباركة إلى المدينة بعد مبيت أمير المؤمنين (ع) على فراش النبي (ص)، في التاسع منه باشر الإمام الحجة (عج) مهام ومقاليد الإمامة بعد شهادة أبيه الإمام العسكري (ع)، وأيضاً في التاسع منه عام 66هـ هلاك عمر بن سعد ومصرعه على يد المختار الثقفي الآخذ بثأر أهل البيت (ع)، من هنا سُمّي يوم التاسع من ربيع الأول بفرحة الزهراء (ع)، وفي الثاني عشر منه وصول النبي (ص) إلى المدينة وإرساء دعائم دولة الإسلام الأولى، وفي السابع عشر منه ولادة الحبيب المصطفى (ص) وولادة حفيده ومجدد أحكام شريعته الإمام جعفر الصادق (ع) .
الاعتقاد بظهور منقذ البشرية تؤمن به كافة المجتمعات، فهي عقيدة أتباع الديانات السماوية، ويعتقدها أيضاً أتباع الملل التي لا نعتبرها سماوية [كالزرادشتية]، إذ يعتقدون أن بهرام شاه سيظهر بعد غيبة طويلة ويحقّق العدالة للبشرية، والمجوس اعتقدوا بعودة أرشيدو، والبوذيون اعتقدوا بعودة بوذا، اليهود ينتظرون أن يأتي المسيح (ع) في آخر الزمان وينقذهم ويقيم دولتهم الكبرى ويعم العدل والسلام في آخر الزمان، وقالوا عن عيسى بن مريم (ع): إنه المسيح الدجّال . والنصارى يعتقدون بأن المسيح الذي صُلب، وبعد ثلاثة أيام من صلبه؛ رفعه الله إلى السماء وهو الذي سوف ينزل في آخر الزمان لينشر العدل على الكرة الأرضية .
إنّ المسلمين كافة باختلاف مذاهبهم وثقافاتهم يعتقدون بحتمية ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان وهو من عترة الرسول (ص) وأنه سينقذ العالم ويملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، كما بشّر بذلك القرآن الكريم ” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ” وقوله سبحانه ” وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ “، اتفق السنة مع الشيعة بالاعتقاد بالإمام المهدي (عج)؛ لكنّ الاختلاف في أنه وُلِد أو سيولد في آخر الزمان، الشيعة يعتقدون أنّه وُلد سنة 255هـ في سامراء، وأنّ والده هو الإمام العسكري (ع)، وأمّه نرجس، وأن له غيبتان [غيبة صغرى، وغيبة كبرى] ونحن في عصر الغيبة الكبرى، إلى أن يأذن الله سبحانه له بالفرج، والسنة يقولون أنه يولد في آخر الزمان ويخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، والروايات كثيرة لديهم التي تتحدّث عن خروجه، حتى أنّ ابن تيمية قال: إنّ الأحاديث التي يُحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها الترمذي وأحمد وغيرهم، كحديث ابن مسعود وغيره، منها ما روي عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (ص) قال: تُملأ الأرض ظلماً وجوراً فيقوم رجل من عترتي فيملأها قسطاً وعدلاً . ومنها ما أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمّاد عن عائشة عن النبي (ص) قال: هو رجل من عترتي يقاتل على سُنّتي كما قاتلتُ أنا على الوحي . وعن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله (ص): لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً .
إذن يتّفق السنة والشيعة بالاعتقاد بالمهدي الذي يُطهّر الأرض من الظلم والجور والفساد، وأنّه من عترة رسول الله (ص)، وأنّه من أولاد فاطمة (ع)، والشيعة يؤكّدون أنه التاسع من ذريّة الإمام الحسين (ع)، فهو الإمام الثاني عشر من خلفاء رسول الله (ص) أوّلهم أمير المؤمنين (ع) ثم الحسن ثم الحسين ثمّ التسعة من أولاد الحسين (ع)، وكثيرة أحاديث أهل السنة التي تفيد أنّ المهدي آخر الأئمة، مثل قول النبي (ص): بنا يُختم الدين كما بنا فُتح . وقوله (ص): الأئمة من بعدي اثنا عشر أوّلهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها . وقد وردت أحاديث متواترة عند الفريقين أنه لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحجة . وحديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية . كل هذا وغيره يؤكّد أنّ الإمام موجود في كلّ زمان، وهذا ما يُثبته حديث الثقلين الوارد عن رسول الله (ص): إنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتى أهل بيتى وإن اللطيف الخبير خبرنى أنهما لن يتفرقا حتى يَرِدَا علىَّ الحوضَ فانظروا كيف تخلفونى فيهما . فالحديث يدل على أنّ القرآن لا يفترق عن اهل البيت (ع) كما أنّ أهل البيت لا يفترقون عن القرآن إلى يوم القيامة، وهذا يعني أنّه في كل زمن يوجد القرآن فيه؛ لا بدّ من وجود رجلٍ من أهل البيت (ع) في نفس الزمن، فحينما تؤكّد روايات الفريقين أنّ الأئمة من بعد النبي (ص) اثنا عشر وأنّ الأخير منهم هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأنه لا تخلو الأرض من قائمٍ لله؛ أما عقيدة الشيعة الإمامية الإثنا عشرية فقد أكّدت بأنّ الإمام الحادي عشر هو الإمام الحسن العسكري قد وُلد له بسامراء ليلة الخامس عشر من شعبان ولد اسمه محمد اضطر لإخفاء ولادته عن الناس حتى عن أخيه جعفر، ولم يُخبر إلاّ الموثوق من شيعته، فقد بشّرهم بولادة الحجة ليطمئن المؤمنون إلى إيمانهم، وبعض علماء السنة رووا ولادة الإمام محمد بن الحسن – كما في كتاب وفيّات الأعيان لابن خلّكان – أو في كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي، وكذلك في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، كلّهم يذكرون أنّ الإمام الحسن العسكري (ع) أنجب ولداً اسمه محمد غاب عن الأنظار وتكتّم على ولادته للحفاظ على حياته، وحتى لا يظفر به العباسيّون الذين بدأوا بالتضييق على الأئمة (ع) من أوّل أيام حكمهم؛ هارون سجن الإمام الكاظم وهو يعلم بأنه خليفة الله في الأرض، وابنه المأمون دسّ السم للإمام الرضا (ع)، كما دسّ المعتصم السم للإمام الجواد (ع) وهو ابن 25 سنة، وضيّق من جاء بعدهم على الإمامين الهادي والعسكري وجعلوهما تحت المراقبة الدائمة بين العساكر، واشتدت مراقبتهم للإمام العسكري (ع) حتى كان بما يُشبه الإقامة الجبرية، ليقينهم بأنّه هو الحادي عشر من الأئمة (ع) وهو والد الإمام الثاني عشر، لذا كانت العناية الإلهية بإخفاء أم الإمام وإخفاء حملها حتى على من في البيت، وكانت ولادتها سرّاً لم يستطع بنو العباس رغم مراقبتهم الشديدة أن يعلموا بولادة الإمام الذي لم يظهر على الناس إلاّ لحظة الصلاة على أبيه، وبعدها اختفى عن أعين الناس إلاّ عن السفراء الذي كانوا هم الواسطة بينه وبين شيعته، إذ بعد شهادة الإمام العسكري (ع) بدأت ولاية الإمام المهدي (عج) وبعد الدفن بدأت الغيبة الصغرى التي كان الواسطة فيها بين الإمام وشيعته هم السفراء [ أوّلهم عثمان بن سعيد العمري الذي كان وكيلاً للإمام الهادي ثم العسكري، والثاني ابنه محمد، ثم الحسين بن روح، ورابعهم علي بن محمد السمري] المعروفون بالنواب الأربعة، ويطلق على عصرهم عصر الغيبة الصغرى التي استمرت 70 سنة [ من سنة 260هـ إلى سنة 329هـ] .
لتبدأ الغيبة الكبرى، وقد تحدّثت الروايات عن ذلك كما عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر يقول: “لقائم آل محمَّد غيبتان: واحدة طويلة، والأخرى قصيرة، قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير أحدهما أطول من الأخرى . إذ في نهاية سفارة علي بن محمد السمري حرج التوقيع الشريف، إذ كتب فيه الإمام (عج): بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
كانت الغيبة الصغرى للحفاظ على الإمام (عج) من أن يصل إليه العباسيون وللتهيئة للغيبة الكبرى، التي أرجع فيها الإمام شيعته للعلماء الفقهاء العدول، خرج له توقيع (عج) فيه: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم وأنا حُجّة الله عليهم . وجاء في توقيعٍ آخر: فأمَّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه .
وكان الناس قد اعتادوا الرجوع لرواة الحديث حتى في عصر الأئمة (ع)، إذ في عصر الإمامين الباقر (ع) والصادق (ع) – كانت الظروف في عصرهما مواتية لتمكين طلاب العلم من الأخذ عن الأئمة (ع) – انتشرت علوم أهل البيت (ع)، إذن غاب الإمام (عج) حفاظاً على حياته، وفي بعض الروايات حتى لا يكون في عنقه بيعةٌ لأحد، فقد ورد عنه (عج): إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي .
حتى تكون الأمة مهيّأة لاستقباله من خلال التزامها بأحكام الله التي حفظها العلماء الذين جعل لهم صاحب الزمان النيابة عنه في تبليغ الأحكام وحفظ الشريعة من خلال الإرث العلمي الذي تركه أهل البيت (ع) .
طاعة العلماء الثابتين على خط الأئمة (ع) هو طاعة لصاحب الزمان (عج)، لأنّهم حجةٌ علينا والإمام (عج) حجةٌ الله عليهم، غاب عنا بحيث يرانا ولا نراه، لكنّنا نستفيد من وجوده الشريف كما يستفيد أهل الأرض من الشمس وإن حجبتها الغيوم، ودليل وجوده هو بقاؤونا، لأنه لو خلت الأرض من حجةٍ لله لساخت بأهلها، وهو عدل القرآن لن يفترق عنه إلى يوم القيامة، عن رسول الله (ص): إن عليا وصيي ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال إي وربي ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ثم قال يا جابر إن هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله فإياك والشك فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر . وعن أمير المؤمنين (ع): للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقسُ قلبه لطول غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة .
وأن يبقى الإنسان حيّاً طوال هذه المدة فالعلم لا ينفي إمكانها فضلا عن إعجاز رب العالمين، فإنّ الإنسان لا يموت لأنه بلغ من العمر مائة سنة مثلاً؛ بل لأنّ الله كتب له عمراً محدداً بهذا القدر ، فآدم (ع) عاش أكثر من ألف سنة، والقرآن يتحدّث عن أنّ نبي الله نوح (ع) ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً ” تسعماية وخمسون عاماً يدعوهم إلى الله، إضافة إلى ما عاشه قبل الدعوة، ويتحدّث التاريخ عن لقمان ابن عاد – المعروف بصاحب النسور – أنه عاش ثلاثة آلاف عام، وأهل الكهف ناموا في كهفهم ” وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ” وتحّث القرآن عن يونس “فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ ” فقد رُوي أنه عاش في بطن الحوت خمسين عاماً، والآية تحدّث عن إمكانية بقائه حياً في بطن الحوت حتى يوم القيامة، وفي اعتقاد جميع المسلمين أن نبي الله عيسى بن مريم (ع) لم يمت، وإنما رفعه الله وسينزل إلى الأرض ويصلّي خلف الإمام المهدي(عج) .
مسؤولية كل مؤمن أن يعمل على تعجيل الفرج بالالتزام بما أمر الله سبحانه، والانتهاء عما نهى الله عنه، فمن أحب خروج الإمام لا يعصي الله تعالى، إذ ورد في مضمون بعض الروايات أنّه مما يؤخّر في ظهور الإمام (عج) كثرة معاصي شيعته، فلا بد من الاستعداد وإعداد العدّة وتهيئة الأرضية التي تحفظ الإمام وتنصره إذا خرج . ليس المهم كيف سيخرج وبما سيخرج؛ إنما المهم أن نكون على استعداد للالتحاق به من خلال الاعداد الروحي والعلمي والفقهي والبدني ونصرة الحق ومواجهة الظلم، فلا شكّ بأنّ من حملوا سلاحهم على عواتقهم وساروا على خط أهل البيت (ع) فأقاموا جمهورية إسلامية ومقاومة إيمانية قد هزمت قتلة الأنبياء وهي الآن تقاتل التكفيريين السفيانيين؛ هؤلاء هم الممهدون حقاً لدولة الفرج الأكبر، لا أولئك المتفرجون والساكتون الساكنون الذين لا ينصرون حقاً ولا يخذلون باطلاً، حتى أنّ بعضهم – لجهله أو لجبنه وضعفه – بما لا يقبله عقل ولا منطق ولا دين، ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عامداً ليعُمّ الفساد – وفي زعمهم – أنّ هذا يُعجّل في ظهور الإمام أرواحنا لتراب مقدمه الفداء .
إنّ الأجواء الإيجابية في البلد تعود للإدارة الحكيمة للأزمة من قبل رئيس الجمهورية والسيد نصر الله ورئيس مجلس النواب، التي أثمرت لعودة إدارة الداخل اللبناني بعيداً عن الأجندات الخارجية، من هنا نؤكد أنّه على الأفرقاء السياسين الاستفادة من هذا المناخ الإيجابي لتفعيل دور الحكومة للاهتمام بهموم المواطن المعيشية .
إننا نشيد بالأجهزة الأمنية التي لم تنم عينها في متابعة حفظ الأمن والاستقرار عبر كشف مزيدٍ من شبكات عملاء العدو الصهيوني، خاصة ما تم كشفه في صيدا مؤخراً لعملاء يخططون لاغتيال السيدة بهية الحريري محاولة منهم لإعادتنا لأجواء اغتيال الرئيس الحريري التي كانت بفعل مخطط صهيو أمريكي لإشعال فتنة في البلد، من هنا على الدولة أن تعيد النظر في تكليف المحكمة الدولية التي تبتزنا وتستنزف أموالنا لأن المجرم معروف، والمقاومة التي حفظت الوطن وحرّرت الأرض لا يمكن أن ترتكب خطأً جسيماً يخرّب الحل السلمي، لأنها الركن الثلاثي الذي حفظ العباد والبلاد.
ونختم بالتنويه بالخطاب المسؤول من قبل بعض القيادات مؤخراً والتي تسهم في تثبيت الأجواء الإيجابية لانطلاق مسيرة الحكومة في تسلّم أعمالها والتجهيز لانتخابات لا ينتج عنها نجاح مرشّحين يسعون لزعزعة استقرار وأمن لبنان من خلال تهجّمهم على الجيش والمقاومة والتسوية السياسية، فما خطابهم سوى الوجه الآخر لدعم المخططات الصهيونية .
وآخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .
شهر ربيع الأول هو شهر أفراح آل محمد (ص)؛ في الأول منه نجاة رسول الله (ص) من مؤامرة قريش، فخرج من بينهم وبدأ هجرته المباركة إلى المدينة بعد مبيت أمير المؤمنين (ع) على فراش النبي (ص)، في التاسع منه باشر الإمام الحجة (عج) مهام ومقاليد الإمامة بعد شهادة أبيه الإمام العسكري (ع)، وأيضاً في التاسع منه عام 66هـ هلاك عمر بن سعد ومصرعه على يد المختار الثقفي الآخذ بثأر أهل البيت (ع)، من هنا سُمّي يوم التاسع من ربيع الأول بفرحة الزهراء (ع)، وفي الثاني عشر منه وصول النبي (ص) إلى المدينة وإرساء دعائم دولة الإسلام الأولى، وفي السابع عشر منه ولادة الحبيب المصطفى (ص) وولادة حفيده ومجدد أحكام شريعته الإمام جعفر الصادق (ع) .
الاعتقاد بظهور منقذ البشرية تؤمن به كافة المجتمعات، فهي عقيدة أتباع الديانات السماوية، ويعتقدها أيضاً أتباع الملل التي لا نعتبرها سماوية [كالزرادشتية]، إذ يعتقدون أن بهرام شاه سيظهر بعد غيبة طويلة ويحقّق العدالة للبشرية، والمجوس اعتقدوا بعودة أرشيدو، والبوذيون اعتقدوا بعودة بوذا، اليهود ينتظرون أن يأتي المسيح (ع) في آخر الزمان وينقذهم ويقيم دولتهم الكبرى ويعم العدل والسلام في آخر الزمان، وقالوا عن عيسى بن مريم (ع): إنه المسيح الدجّال . والنصارى يعتقدون بأن المسيح الذي صُلب، وبعد ثلاثة أيام من صلبه؛ رفعه الله إلى السماء وهو الذي سوف ينزل في آخر الزمان لينشر العدل على الكرة الأرضية .
إنّ المسلمين كافة باختلاف مذاهبهم وثقافاتهم يعتقدون بحتمية ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان وهو من عترة الرسول (ص) وأنه سينقذ العالم ويملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، كما بشّر بذلك القرآن الكريم ” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ” وقوله سبحانه ” وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ “، اتفق السنة مع الشيعة بالاعتقاد بالإمام المهدي (عج)؛ لكنّ الاختلاف في أنه وُلِد أو سيولد في آخر الزمان، الشيعة يعتقدون أنّه وُلد سنة 255هـ في سامراء، وأنّ والده هو الإمام العسكري (ع)، وأمّه نرجس، وأن له غيبتان [غيبة صغرى، وغيبة كبرى] ونحن في عصر الغيبة الكبرى، إلى أن يأذن الله سبحانه له بالفرج، والسنة يقولون أنه يولد في آخر الزمان ويخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، والروايات كثيرة لديهم التي تتحدّث عن خروجه، حتى أنّ ابن تيمية قال: إنّ الأحاديث التي يُحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها الترمذي وأحمد وغيرهم، كحديث ابن مسعود وغيره، منها ما روي عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (ص) قال: تُملأ الأرض ظلماً وجوراً فيقوم رجل من عترتي فيملأها قسطاً وعدلاً . ومنها ما أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمّاد عن عائشة عن النبي (ص) قال: هو رجل من عترتي يقاتل على سُنّتي كما قاتلتُ أنا على الوحي . وعن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله (ص): لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً .
إذن يتّفق السنة والشيعة بالاعتقاد بالمهدي الذي يُطهّر الأرض من الظلم والجور والفساد، وأنّه من عترة رسول الله (ص)، وأنّه من أولاد فاطمة (ع)، والشيعة يؤكّدون أنه التاسع من ذريّة الإمام الحسين (ع)، فهو الإمام الثاني عشر من خلفاء رسول الله (ص) أوّلهم أمير المؤمنين (ع) ثم الحسن ثم الحسين ثمّ التسعة من أولاد الحسين (ع)، وكثيرة أحاديث أهل السنة التي تفيد أنّ المهدي آخر الأئمة، مثل قول النبي (ص): بنا يُختم الدين كما بنا فُتح . وقوله (ص): الأئمة من بعدي اثنا عشر أوّلهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها . وقد وردت أحاديث متواترة عند الفريقين أنه لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحجة . وحديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية . كل هذا وغيره يؤكّد أنّ الإمام موجود في كلّ زمان، وهذا ما يُثبته حديث الثقلين الوارد عن رسول الله (ص): إنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتى أهل بيتى وإن اللطيف الخبير خبرنى أنهما لن يتفرقا حتى يَرِدَا علىَّ الحوضَ فانظروا كيف تخلفونى فيهما . فالحديث يدل على أنّ القرآن لا يفترق عن اهل البيت (ع) كما أنّ أهل البيت لا يفترقون عن القرآن إلى يوم القيامة، وهذا يعني أنّه في كل زمن يوجد القرآن فيه؛ لا بدّ من وجود رجلٍ من أهل البيت (ع) في نفس الزمن، فحينما تؤكّد روايات الفريقين أنّ الأئمة من بعد النبي (ص) اثنا عشر وأنّ الأخير منهم هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأنه لا تخلو الأرض من قائمٍ لله؛ أما عقيدة الشيعة الإمامية الإثنا عشرية فقد أكّدت بأنّ الإمام الحادي عشر هو الإمام الحسن العسكري قد وُلد له بسامراء ليلة الخامس عشر من شعبان ولد اسمه محمد اضطر لإخفاء ولادته عن الناس حتى عن أخيه جعفر، ولم يُخبر إلاّ الموثوق من شيعته، فقد بشّرهم بولادة الحجة ليطمئن المؤمنون إلى إيمانهم، وبعض علماء السنة رووا ولادة الإمام محمد بن الحسن – كما في كتاب وفيّات الأعيان لابن خلّكان – أو في كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي، وكذلك في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، كلّهم يذكرون أنّ الإمام الحسن العسكري (ع) أنجب ولداً اسمه محمد غاب عن الأنظار وتكتّم على ولادته للحفاظ على حياته، وحتى لا يظفر به العباسيّون الذين بدأوا بالتضييق على الأئمة (ع) من أوّل أيام حكمهم؛ هارون سجن الإمام الكاظم وهو يعلم بأنه خليفة الله في الأرض، وابنه المأمون دسّ السم للإمام الرضا (ع)، كما دسّ المعتصم السم للإمام الجواد (ع) وهو ابن 25 سنة، وضيّق من جاء بعدهم على الإمامين الهادي والعسكري وجعلوهما تحت المراقبة الدائمة بين العساكر، واشتدت مراقبتهم للإمام العسكري (ع) حتى كان بما يُشبه الإقامة الجبرية، ليقينهم بأنّه هو الحادي عشر من الأئمة (ع) وهو والد الإمام الثاني عشر، لذا كانت العناية الإلهية بإخفاء أم الإمام وإخفاء حملها حتى على من في البيت، وكانت ولادتها سرّاً لم يستطع بنو العباس رغم مراقبتهم الشديدة أن يعلموا بولادة الإمام الذي لم يظهر على الناس إلاّ لحظة الصلاة على أبيه، وبعدها اختفى عن أعين الناس إلاّ عن السفراء الذي كانوا هم الواسطة بينه وبين شيعته، إذ بعد شهادة الإمام العسكري (ع) بدأت ولاية الإمام المهدي (عج) وبعد الدفن بدأت الغيبة الصغرى التي كان الواسطة فيها بين الإمام وشيعته هم السفراء [ أوّلهم عثمان بن سعيد العمري الذي كان وكيلاً للإمام الهادي ثم العسكري، والثاني ابنه محمد، ثم الحسين بن روح، ورابعهم علي بن محمد السمري] المعروفون بالنواب الأربعة، ويطلق على عصرهم عصر الغيبة الصغرى التي استمرت 70 سنة [ من سنة 260هـ إلى سنة 329هـ] .
لتبدأ الغيبة الكبرى، وقد تحدّثت الروايات عن ذلك كما عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر يقول: “لقائم آل محمَّد غيبتان: واحدة طويلة، والأخرى قصيرة، قال: فقال لي: نعم يا أبا بصير أحدهما أطول من الأخرى . إذ في نهاية سفارة علي بن محمد السمري حرج التوقيع الشريف، إذ كتب فيه الإمام (عج): بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
كانت الغيبة الصغرى للحفاظ على الإمام (عج) من أن يصل إليه العباسيون وللتهيئة للغيبة الكبرى، التي أرجع فيها الإمام شيعته للعلماء الفقهاء العدول، خرج له توقيع (عج) فيه: وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم وأنا حُجّة الله عليهم . وجاء في توقيعٍ آخر: فأمَّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه .
وكان الناس قد اعتادوا الرجوع لرواة الحديث حتى في عصر الأئمة (ع)، إذ في عصر الإمامين الباقر (ع) والصادق (ع) – كانت الظروف في عصرهما مواتية لتمكين طلاب العلم من الأخذ عن الأئمة (ع) – انتشرت علوم أهل البيت (ع)، إذن غاب الإمام (عج) حفاظاً على حياته، وفي بعض الروايات حتى لا يكون في عنقه بيعةٌ لأحد، فقد ورد عنه (عج): إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي .
حتى تكون الأمة مهيّأة لاستقباله من خلال التزامها بأحكام الله التي حفظها العلماء الذين جعل لهم صاحب الزمان النيابة عنه في تبليغ الأحكام وحفظ الشريعة من خلال الإرث العلمي الذي تركه أهل البيت (ع) .
طاعة العلماء الثابتين على خط الأئمة (ع) هو طاعة لصاحب الزمان (عج)، لأنّهم حجةٌ علينا والإمام (عج) حجةٌ الله عليهم، غاب عنا بحيث يرانا ولا نراه، لكنّنا نستفيد من وجوده الشريف كما يستفيد أهل الأرض من الشمس وإن حجبتها الغيوم، ودليل وجوده هو بقاؤونا، لأنه لو خلت الأرض من حجةٍ لله لساخت بأهلها، وهو عدل القرآن لن يفترق عنه إلى يوم القيامة، عن رسول الله (ص): إن عليا وصيي ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال إي وربي ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ثم قال يا جابر إن هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله فإياك والشك فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر . وعن أمير المؤمنين (ع): للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقسُ قلبه لطول غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة .
وأن يبقى الإنسان حيّاً طوال هذه المدة فالعلم لا ينفي إمكانها فضلا عن إعجاز رب العالمين، فإنّ الإنسان لا يموت لأنه بلغ من العمر مائة سنة مثلاً؛ بل لأنّ الله كتب له عمراً محدداً بهذا القدر ، فآدم (ع) عاش أكثر من ألف سنة، والقرآن يتحدّث عن أنّ نبي الله نوح (ع) ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً ” تسعماية وخمسون عاماً يدعوهم إلى الله، إضافة إلى ما عاشه قبل الدعوة، ويتحدّث التاريخ عن لقمان ابن عاد – المعروف بصاحب النسور – أنه عاش ثلاثة آلاف عام، وأهل الكهف ناموا في كهفهم ” وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ” وتحّث القرآن عن يونس “فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ ” فقد رُوي أنه عاش في بطن الحوت خمسين عاماً، والآية تحدّث عن إمكانية بقائه حياً في بطن الحوت حتى يوم القيامة، وفي اعتقاد جميع المسلمين أن نبي الله عيسى بن مريم (ع) لم يمت، وإنما رفعه الله وسينزل إلى الأرض ويصلّي خلف الإمام المهدي(عج) .
مسؤولية كل مؤمن أن يعمل على تعجيل الفرج بالالتزام بما أمر الله سبحانه، والانتهاء عما نهى الله عنه، فمن أحب خروج الإمام لا يعصي الله تعالى، إذ ورد في مضمون بعض الروايات أنّه مما يؤخّر في ظهور الإمام (عج) كثرة معاصي شيعته، فلا بد من الاستعداد وإعداد العدّة وتهيئة الأرضية التي تحفظ الإمام وتنصره إذا خرج . ليس المهم كيف سيخرج وبما سيخرج؛ إنما المهم أن نكون على استعداد للالتحاق به من خلال الاعداد الروحي والعلمي والفقهي والبدني ونصرة الحق ومواجهة الظلم، فلا شكّ بأنّ من حملوا سلاحهم على عواتقهم وساروا على خط أهل البيت (ع) فأقاموا جمهورية إسلامية ومقاومة إيمانية قد هزمت قتلة الأنبياء وهي الآن تقاتل التكفيريين السفيانيين؛ هؤلاء هم الممهدون حقاً لدولة الفرج الأكبر، لا أولئك المتفرجون والساكتون الساكنون الذين لا ينصرون حقاً ولا يخذلون باطلاً، حتى أنّ بعضهم – لجهله أو لجبنه وضعفه – بما لا يقبله عقل ولا منطق ولا دين، ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عامداً ليعُمّ الفساد – وفي زعمهم – أنّ هذا يُعجّل في ظهور الإمام أرواحنا لتراب مقدمه الفداء .
إنّ الأجواء الإيجابية في البلد تعود للإدارة الحكيمة للأزمة من قبل رئيس الجمهورية والسيد نصر الله ورئيس مجلس النواب، التي أثمرت لعودة إدارة الداخل اللبناني بعيداً عن الأجندات الخارجية، من هنا نؤكد أنّه على الأفرقاء السياسين الاستفادة من هذا المناخ الإيجابي لتفعيل دور الحكومة للاهتمام بهموم المواطن المعيشية .
إننا نشيد بالأجهزة الأمنية التي لم تنم عينها في متابعة حفظ الأمن والاستقرار عبر كشف مزيدٍ من شبكات عملاء العدو الصهيوني، خاصة ما تم كشفه في صيدا مؤخراً لعملاء يخططون لاغتيال السيدة بهية الحريري محاولة منهم لإعادتنا لأجواء اغتيال الرئيس الحريري التي كانت بفعل مخطط صهيو أمريكي لإشعال فتنة في البلد، من هنا على الدولة أن تعيد النظر في تكليف المحكمة الدولية التي تبتزنا وتستنزف أموالنا لأن المجرم معروف، والمقاومة التي حفظت الوطن وحرّرت الأرض لا يمكن أن ترتكب خطأً جسيماً يخرّب الحل السلمي، لأنها الركن الثلاثي الذي حفظ العباد والبلاد.
ونختم بالتنويه بالخطاب المسؤول من قبل بعض القيادات مؤخراً والتي تسهم في تثبيت الأجواء الإيجابية لانطلاق مسيرة الحكومة في تسلّم أعمالها والتجهيز لانتخابات لا ينتج عنها نجاح مرشّحين يسعون لزعزعة استقرار وأمن لبنان من خلال تهجّمهم على الجيش والمقاومة والتسوية السياسية، فما خطابهم سوى الوجه الآخر لدعم المخططات الصهيونية .
وآخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .
تصوير:رامي أمين