تخلل الوقفة التضامنية كلمة لمدير الثانوية الجعفرية الأستاذ حسن الدر قال فيها “نجتمع اليوم في هذه الوقفة التي نجدد فيها إحياء كرامتنا وعزتنا، وقفتنا ليست تضامناً مع بقعة من الارض أو مجموعة من الحجارة بل وقفتنا وقفة مع العزة والكرامة والشرف فكل من رأى وسمع ترامب وهو يستفز مشاعر الملايين بتعابير وجهه وحركاته وألفاظه وتوقيعه على القرار التافه باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، فإن كل من رأى وسمع ذلك ولم تتحرك فيه النخوة ولا الكرامة فهو لا يستحق إنسانيته”.
وأضاف: نحن نقف اليوم بدعوة من الثانوية الجعفرية التي فتحت أبوابها عام 1948 عندما بدأ الإخوة الفلسطينيون بالنزوح من أرض فلسطين، يومها فتح السيد عبد الحسين شرف الدين أبوابها للإخوة الفلسطينيين وكانت منذ البداية فلسطين قضيتنا والقدس عنوان محبتنا والتقائنا، ونحن اليوم نجدد هذا العهد وهذا الوفاء والوقفة سيراً على خطى الإمام الصدر الذي حدد لنا البوصلة عندما اعتبر أن فلسطين هي الوجهة وأن القدس عنوان للكرامة والعزة، نحن اليوم نقف هذه الوقفة حتى لا يسألنا أبناؤنا ماذا فعلتم عندما أراد البعض تهويد القدس، سنقول على الأقل فعلنا أضعف الإيمان وقفنا هنا تحت أشعة الشمس وأعلننا أننا نرفض ذلك.
وختم: هؤلاء الطلاب سنزرع في عقولهم وذاكرتهم وضمائرهم أن القدس أشرف من أن يمنحها من لا يملكها الى من لا يستحقها، القدس عاصمة السماء في الأرض ولا يمكن لأحد ان يغير تاريخها، كان العرب يدعون أن القدس توحدهم واليوم ماذا بقي للعرب أمام قرار ترامب؟ فعلى العرب السلام إذا لم يحركوا ساكنين.
ثم كانت كلمة لأمين سر حركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة جاء فيها:
في هذه الوقفة التي نشهدها اليوم تكريماً للقدس وأهل القدس، للأقصى ومقدساتها، الاسلامية والمسيحية، نقف اليوم لنقول للولايات المتحدة ورئيسها الذي أخذ قرارات تعبر عنم طبيعة هذ القيادة الأميركية التي أصرت على اتخاذ قرارات عشوائية من شأنها تدمير السلم العالمي وإدخال العالم في صراعات، ففي الوقت الذي كان يدعو ترامب الى محاربة الإرهاب نسي أن قلب الإرهاب هو العدو الإسرائيلي الكائن على أرض إرهاب، فمن يريد محاربة الإرهاب فليحارب هذا العدو الذي اغتصب أرضنا.
وتابع: نحن اليوم على مفرق صعب ومعقد لأن الأزمة الحقيقة ليست في القرار الذي أخذه ترامب بل الموضوع أكبر لأن فيه تحدي للامة العربية والاسلامية ولكل المؤسسات والهيئات الدولية والنسانية والحقوقية التي أقرت جميعها أنه يوجد دولة فلسطينية مستقلة تحت الإحتلال وعاصمتها القدس هذا إجماع دولي على هذه الحقيقة التاريخية، لكن جاء ترامب اليوم ليفجر الصراع من جديد.
وأكمل: نقول أن الشعب الفلسطين منذ النكبة يتلقى الصدمات متيجة المؤامرات والمواقف الاستعمارية والصهيونية، ما نخشاه حقيقة أن تكون هناك سلسلة من القرارات والاجراءات والاتفاقات السرية مع الولايات المتحدة لتفكيك الملفات الأساسية في القضية الفلسطينية خصوصاً قضية اللاجئين والعودة والجغرافيا الفلسطينية والمقدسات.
وختم: كشعب فلسطين نقول أنه لا يعنينا ما يتحدث عنه ترامب لأنه ليس له علاقة بالموضوع الفلسطيني، فهو بتوجهاته وسياساته التدميرية إنما يرسم مستقبلاً لإسرائيل وليس لأي سلام في المنطقة.
ثم كانت كلمة لنائب المسؤول التنظيمي لحزب الله في لمنطقة الأولى الشيخ أحمد مراد تحدث فيها عن الآيات الأولى في سورة الإسراء التي تشير الى فضل المسجد الأقصى الذي كان ولا زال المعراج لنبينا محمد (ص).
ثم تحدث عنالقدس التي تشكل إيماننا المسلم والمسيحي بما حوَت من تاريخ وبما ضمت من أجساد أنبياء قضوا فيها ومنها عرج الرسول الى السماوات العلى.. لذلك عندما نقف مع القدس نقف مع أنفسنا وتاريخنا والذي ينكر تاريخه لا حاضر له ولا مستقبل له، لذلك كانت المقاومة ولا زال محورها القدس.
وأضاف: نقول اليوم وفي موقف القوة وموقع المواجهة أن هذا القرار المشؤوم لن يمر، كونوا على ثقة أن المشروع الأمريكي الفاشل والمنهزم والذي استغل الربيع العربي وحاول أن يسقط أنظمة مقاومة وفشل وحاول أن يقيم كيانات سرطانية في العراق وفشل وحاول أن ينال من أمتنا ومن محور المقاومة فيها وفشل هو أفشل من أن يخضع شعباً عظيماً ومقاومة رائدة كالشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وكل عشاقها والسائرين على نهج المقاومة، لن تستطيع أمريكا أن تنال من عزيمتنا، ستسمعون اليوم من الأمين العام من المواقف والتي تترجم دائماً الى أفعال والى حضور في الساحات ما يشفي الغليل، ليس غريب على شعبنا أن ينتفض من أجل فلسطين نحن نعتز برئيس هو جامع الوحدة الوطنية وهو الذي عبّر عن مواقف عروبة ووطنية لن يصل إليها زعماء العرب، وكل المواقف التي تؤكد أننا في موقع صحيح ونملك القوةولا خوف على كل ما نعتز به وأن هذه المواقف ستثمر في المستقبل القريب نهضة لهذه الأمة بظل وجود مقاومة باسلة والتي صفّت الحساب مع المشروع الأمريكي في سوريا والمنطقة هذه المقاومة والجيش اللبناني والشعب اللبناني لا يمكن أن تكسر إرادته، لذلك نستشرف الخير وسنحول هذه التهديد الى فرصة ونحول فرحة الصهاينة الى انكسار من هنا من مدينة الإمام الصدر في صور الذي حمى المقاومة بعمامته نقول هذه الكلمة من ثانوية الجعفرية التي أسسها المرجع السيد عبد الحسين شرف الدين فتحية لها على هذا التجمع.
بعدها كانت كلمة المسؤول الثقافي لحركة أمل في اقليم جبل عامل الشيخ ربيع قبيسي جاء فيها: نؤكد من هذا المنبر منبر التلاقي نحو قضية فلسطين وقضية القدس كما أكد دولة الرئيس نبيه بري أن إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني هو وعد بلفور ثاني وهذه هي الحقيقة وعلى جميع الشرفاء اليوم وكل الشعوب العربية أن تنتصر للقدس وأن نتوحد على كلمة واحدة مسلمين ومسيحيين وأفضل أنواع الوحدة أن نتماسك في الرأي وعلى كلمة واحدة القدس عربية وعاصمة لفلسطين الدولة العربية المستقلة، وعلى الجميع أن يقاطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية الغير مشرع لا في الأعراف الدولية ولا في القوانين الدولية، لذلك ستبقى القدس هي معراج رسالتنا كما قال الإمام الصدر وهو العنوان الذي رفعته الثانوية الجعفرية، والكلمة الختام أننا سنبقى نحمي قضية القدس حتى تبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
ثم كانت كلمة للأب ماريوس خير الله ممثلاً المطران ميخائيل أبرص، قال فيها: “هي القدس مدينة الصلاة ومعبد السماء، هي قبلة المسلم ومهد المسيحي، هي السلام النازف على أدراج النسيان، الباكي على ضياع الحضارة والتاريخ..
قدسٌ أيتها السمراء، الأرض الأبية النقية الطاهرة، عيناك تبكيان وما من مكفكف للدموع، قلبك مذبوح موجوع وما من يضمد جرحاً وألماً.
لكن لا تيأسي، لا تسدلي ستار الموت، فوراء كل ليل صباح عظيم، وفي ذكريات كل شيخ تاريخ مجدي يحدّث الأطفال فيخرج من كل طفل بطل يكسر عناد القدر المصطنع والحكم المصطنع وأحلام الدولة المصطنعة، نعم سيولد طفل وسيكبر شاب وستستمر مآذن القدس معانقة قبب الكنائس فيكبر من هنا شيخ ويسبّح من هناك كاهن لتبقى قدسنا ومهما طال الزمان وكبر الظلم وفاض الطغيان، ستبقى قدسنا نوّارة الوداعة والحب والسلام والحق، ستبقى القيمة السماوية المخلدة في كتب الأنبياء والمرسلين، ستبقى عيوننا ترحل إليك وقلوبنا تضج بحبك وصلواتنا تدور في معابدك ومساجدك وكنائسك، وسنبقى معاً يداً بيد حتى تعود القدس تزهو بشجرة ميلادها مستنيرة دوماً بأنوار السماء على أمل اللقاء لنصلّي معاً في أرض القداسة والسلام..القدس”.
تصوير:رامي أمين