نظّمت لجنة التنسيق في الأحزاب اللبنانية والفلسطينية والجمعيات الأهلية في مدينة صور والجنوب اعتصاماً جماهيرياً حاشداّ رفضاً للقرار الأمريكي بالإعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، وذلك في ساحة الإمام موسى الصدر “القسم” في مدينة صور، بحضور النواب علي خريس، عبد المجيد صالح ونوّاف الموسوي، أمين سر منظمة التحرير وحركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان احمد عبد الهادي، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل علي إسماعيل، مسؤول المنطقة الأولى في الجنوب في حزب الله أحمد صفي الدين، عضو المكتب السياسي المركزي في الحزب السوري القومي الإجتماعي محمود أبو خليل، ممثل مفتي صور وجبل عامل، ممثل مفتي صور ومنطقتها، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين وحشد من ممثلي الأحزاب اللبنانية والقوى والفصائل الفلسطينية ولفيف من رجال الدين وممثلي الجمعيات الأهلية في صور والجنوب ورؤساء البلديات والمخاتير.
دبوق
بدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وتعريف من مدير مديرية قانا في الحزب السوري القومي الإجتماعي حسين بزيع، بعدها كلمة إتحاد بلديات صور والجمعيات الأهلية ألقاها رئيس الإتحاد المهندس حسن دبوق قال فيها:” نلتقي اليوم في مدينة صور مدينة الحرف والكلمة والعزّة والكرامة، مدينة الشهداء والمقاومين، مدينة إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر إمام القضيتين اللبنانية والفلسطينية، وهذا ليس غريباً على مدينة صور، كما قال الرئيس نبيه بري فلطالما احتضنت الشعب الفلسطيني وتقاسمت معه لقمة العيش ونقطة الماء وامتزجت دماء الشهداء على طريق فلسطين في مسيرة الكفاح والمقاومة “.
وأضاف:” فلسطين ستبقى القلب النابض للأمة والسعي إلى تحريرها واجبنا والصراع مع هذا الكيان الغاصب سيستمر حتى إعادة الحق الى أهله في العودة الى الديار وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس “.
وتابع:” من هنا من صور من ساحة الإمام الصدر نعاهدكم بأننا سنبقى معكم والى جانبكم من أجل اسقاط كل المؤمرات والقرارات التي تحاك ضد هذا الشعب ولا يمكن أن نواجهها الا بالوحدة لأنها هي السلاح الأمضى “، مؤكداً أن إسرائيل لا تفهم الا لغة المقاومة والمواجهة وهذا ما تعلمناه في لبنان من خلال دحر الإحتلال وطرده إلى خارج حدود الوطن بفضل دماء الشهداء التي روت تراب الأرض، واليوم يروى تراب فلسطين بفضل دماء شهدائها في مقاومة سلاحها الإرادة والتضحية والايمان.
عبد الهادي
ثمّ كانت كلمة قوى التحالف ألقاها المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان احمد عبد الهادي قال فيها:” إذا اختلف الناس وافترقوا فالقدس هي التي تجمع وإذا ضاعت واختلطت الولاءات وضاع الناس بين الصديق والعدو فالقدس هي الدليل، فعندما أرادوا أن ينفذوا مشروعهم في منطقتنا حرفوا الناس عن القدس فأصبح الموجود عناوين ولافتات غير القدس وفلسطين، فاختلف الناس ومضوا في مشروعهم بإستثناء من أبقى القدس عنواناً وأبقى فلسطين البوصلة.
واليوم ونحن نشهد تصفية القضية الفلسطينة عبر القرار الأمريكي الظالم بالإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، لا يمكننا أن نواجه ذلك إلا إذا جعلنا مرة أخرى القدس دليلنا، لذلك علينا السير بمسارات ثلاثة الأولى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والثانية أن تتوحد القوى المخلصة في منطقتنا العربية والإسلامية التي لم تجعل بيئة مناسبة لأمريكا بإتخاذ هذا القرار ولم تجعل العدو الصهيوني شريكاً بما يسمى بالإرهاب والثالثة عبر قوى المقاومة التي هي من يمكنها أن تواجه هذا القرار والمشروع الذي يأتي هذا القرار ضمن إطاره “.
وختم أنه بصبرنا وعزيمتنا ووحدتنا ومقاومتنا يمكن أن نحقق إنجازاً قائلاً: “النصر لنا القدس لنا والله بقوته معنا”..
خريس
كلمة حركة أمل ألقاها عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس حيث بدأها بقول للإمام موسى الصدر أن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء، وقال:” من صور من ساحة القسم وساحة الشهداء التي واجهت العدو الإسرائيلي ومن هذه المنطقة بالتحديد تعود به الذاكرة الى العام الذي سقط فيه أسعد زرقط شهيداً وهو يواجه العدو بكلماته “اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”، ومن هنا من صور نتوجه الى أهلنا والشعب الفلسطيني لنقول لهم كلمات نابعة من القلب: “كما كنا هنا في لبنان وتحديداً في الجنوب عندما كنا لا نراهن على أحد لا دولة ولا جامعة سميت بالجامعة العربية ولا أمم متحدة ولا مجلس أمن كنا نتكل على أنفسنا ومقاومتنا والرجال والنساء والشباب واليوم مع نهاية 2017 ننعم بالأمن والأمان والحرية والاستقلال لأننا رفضنا الإحتلال وقاومنا العدو بكل ما أوتينا من قوة، لذلك نقول للشعب الفلسطيني لا تتكلوا على أحد وإنما على أنفسكم ووحدتكم والبندقية، ونقولها من هنا لا يمكن لشعبنا اللبناني والفلسطيني أن يعترف بشيء اسمه “اسرائيل” والحل الوحيد بالمقاومة والإنتفاضة ونحن على ثقة بأن الأيام القليلة القادمة ستشهد إنتفاضة عظيمة في وجه العدو الاسرئيلي”.
وختم أن القرار الذي اتخذه ترامب إنما يحضر من خلاله الى مشروع جديد لدويلة تسمى فلسطين وعاصمتها أبو ديس لذلك نقول لشعبنا انتفضوا ضد هذا القرار.
الموسوي
كلمة حزب الله ألقاها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوّاف الموسوي، قال فيها:” نلتقي في صور اليوم لنوصل رسالة إلى الداخل الفلسطيني المحتل وإلى العالم العربي هذه الرسالة تقول نحن هنا في لبنان سنكون دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم بجميع فصائله وقطاعته ونحن في المقاومة التي يقودها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله ومن خلال الآلاف الآلالف من الذين تركهم القائد الشهيد الحاج عماد مغنية نقف جميعاً إلى جانب المقاومة الفلسطينية التي لم نتركها في أشد الظروف صعوبة وكنّا إلى جانبها حتى لو كلفنا ذلك أن نكون تحت التعذيب وفي المعتقلات العربية، نحن اليوم منذ أن أعلن سماحة الأمين العام الدعوة لتوحيد الجبهات العربية في جبهة واحدة عن طريق إنخراط فصائل المقاومة في عمل جبهوي موحّد قطعنا أشواطاً هامّة على صعيد إنجاز هذه الجبهة، من هذه الخطوات ما يعلن ومنها ما لا يعلن، لكن على العالم العربي وعلى أهلنا الفلسطينيين أن يعرفوا أن الشعب الفلسطيني لا يخوض وحده هذه المعركة سنكون نحن في المقاومة إلى جانبه كما كنّا وأكثر مما كنّا ولن نبخل عليه لا بسلاح ولا بذخيرة ولا بتدريب ولا بدم ولا بتوازن ردع يؤمّن للمقاومة الفلسطينية أن تنهض في كل موقع تريد أن تواجه فيه العدو الصهيوني المحتل “.
وتابع الموسوي:” نتوجه إلى العالم العربي بالقول لقد كانت الإدارة الأميركية تتوقع منكم ردّة فعل أعظم من التي عبّرتم عنها حتى الآن، فإن العدو الصهيوني كان يفتقد حركة إنتفاضة في العالم العربي بأكثر مما جرى حتى الآن، ومن موقع تحمّلنا للمسؤولية ومن موقع إنخراطنا مع المقاومة الفلسطينية في المواجهة ندعو الشباب العربي بأسره إلى أن لا يترك أي وسيلة للتعبير عن رفضه للسياسة الأمريكية وإنخراطه في مواجهة العدو الصهيوني أكان بمسيرة أو بطعن وبأي شكل من الأشكال، لستم ضعفاء، الشعب الفلسطيني قدّم شبابه ونساءه وأطفاله الذين يعتقلون وترونهم، لا يتذرع أحد بعدم القدرة فإن الطفل يرشق حجر ويعتقل، الفتاة عهد التميمي تواجه وتعتقل “.
وأكدّ الموسوي:” كنّا طليعة المقاومة ونتمنى أن نقف وراء أي راية تنبعث في مصر وتونس والمغرب والأردن وجاكرتا وماليزيا، فإن هذه معركة هي معركة الإنسانية بأسرها ويمكن أن نتقدم إلى الأمام، فإننا نواجه الإدارة الأميركية التي بمشروعها تنحاز إلى طروحات العدو الصهيوني بحدها الكامل، ولا إمكانية بإعادة أي حقّ فلسطيني عبر الإدارة الأميركية، ولا يمكن أن نخاطب العدو إلا بلغة واحدة لغة المقاومة ولغة الإنتفاضة “.
وختم الموسوي:” نحن وبرعاية قادة الفصائل الفلسطينة بمشاركة مع الإمين العام لحزب الله بدأنا بالخطوات، فلن تكونوا وحدكم وسنكون إلى جانبكم حتى نستعيد الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني العزيز والمقاوم “.
أبو العردات
وفي الختام كانت كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات قائلاً:” اليوم نقف هنا في الجنوب الذي تحرر والذي انتصر على الإحتلال بفضل تضحيات أبنائه ووحدة شعبه وجيشه ومقاومته وهو أمر يحتذى به”، وحيّا كل الشهداء من مدينة الفكر والعلم والتعايش الاسلامي والمسيحي وتوجه الى أبطال الإنتفاضة أنها يجب أن تستمر وتتعزز وتتطور وتحتضن لمواجهة العدو.
وأكمل:” الإمام موسى الصدر نبّه من خطر إسرائيل وهو خطر ليس فقط على الشعب الفلسطيني، اليوم القدس عاصمة دولة فلسطين من دونها لا يمكن أن ندعي أن هويتنا مكتملة “.
وتابع:” نحن كشعب فلسطيني شكّلنا لجان الوحدة الوطنية لقيادة الإنتفاضة في فلسطين، وبدأنا بتشكيل القيادات المحلية التي تقود المقاومة، ودعونا كل مكونات الشعب الفلسطيني الى الإنخراط في المواجهات اليومية “.
وقال:” اليوم عهد التميمي وغيرها لن ينساهم الشعب الفلسطيني في مواجهتهم لهذا الاحتلال الذي مهما طال فهو زائل عن أرضنا “.
وختم:” لا بد أن نحيي لبنان بجميع مكوناته لموقفه، مؤكدا أن القرار الأمريكي خطير ولا بد من وقف التطبيع واغلاق السفارات الأمريكية وأن تبقى القدس هي الدليل والبوصلة بكل الأوقات “.
تصوير:رامي أمين
تصوير:رامي أمين