تنديداً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي الغاصب، أقيمت صلاة جامعة في حديقة إيران ببلدة مارون الراس بإمامة رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، وبمشاركة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال ممثلا بالشيخ عدنان داوود، وحشد من العلماء من مختلف المذاهب الدينية.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تحدث الشيخ حمود فأكد أن كل ما يمكن أن يقوم به المرء من أجل فلسطين هو واجب خصوصاً على مستوى العلماء، معتبراً أن الامة امام فرصة لتحقيق الانتصار على الكيان الصهيوني واستعادة فلسطين كلها وعليها استثمار هذه الفرصة.
ودان حمود صمت الانظمة العربية عما يجري في فلسطين، مؤكدا ان هناك انظمة عربية تعتبر واشنطن أهم من القدس، مطالبا الشارع العربي والاسلامي بالمزيد من الغضب من اجل فلسطين.
وختم حمود كلمته بالتأكيد أن المقاومة قادرة على تحقيق الانتصار وقد تم تجربتها في فلسطين ولبنان.
وكانت كلمة لرئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين أكد فيها ان التلاحم اللبناني الفلسطيني يعود لوجود الانسان في المنطقة وليس حديثا ، ودوما يثمر نصرا على كل محتل مهما علا مكانه ، والان بتكاتف المقاومة في فلسطين ولبنان سنستمر بتسجيل الانتصارات التي بدات عام 2000 بتحرير لبنان.
وأكد العلامة ياسين أن المقاومة اوصلت الكيان الصهيوني الى مرحلة الاحتضار التي تجعله يعتقل أطفال فلسطين ويقتل ذوي الاحتياجات الخاصة فيها ويستجدي دولة كغواتيمالا لدعم القرار الامريكي الغاشم باعتبار القدس عاصمة للكيان وهي لم ولن تكن الا عاصمة لفلسطين والمنطقة.
وختم العلامة ياسين بالتأكيد أن المقاومة في المنطقة بدأت بكسر حدود وعد سايكس بيكو وهي مستمرة حتى انتهاء الاحتلال الصهيوني.
وكانت كلمة للشيخ عدنان داوود ممثل مفتي صور الشيخ مدرار الحبال أكد فيها ان القرار الامريكي الاخير جاء لان بعض المسلمين تركوا دينهم وان عزة وكرامة الامة منقوصة ولا يمكن ان تكتمل الا بعودة القدس وفلسطين الى اهلها .
وأكد داوود أن الوحدة بين المسلمين تشكل أساساً لاي انتصار على المحتل، مشددا ان الطريق الى فلسطين يكون بوحدة المسلمين ووحدة كلمتهم امام العدو، وختم داوود كلمته بالتأكيد على وجود الامل والايمان بتحرير فلسطين وها هي الشعوب العربية تستيقظ وتنهض .
وكانت كلمة لمفتي صور الشيخ حسن عبد الله أكد فيها ان الاعتداء على فلسطين والقدس بدء عام 1948 وليس بقرار الرئيس الامريكي الاخير، مشدداً أن الولايات المتحدة الامريكية هي راعية للكيان الصهيوني وليس للسلام .
واعتبر عبد الله ان الشعوب العربية تنهض ويجب ان تنهض كذلك بعض الانظمة ، وأكد ان فلسطين والقدس لا تتحرر الا بالمقاومة وفقط المقاومة التي اثبتت نجاعتها في لبنان وفلسطين وليس بقرارات من الامم المتحدة .
وختم عبد الله كلمته بالدعوة الى التكاتف الاسلامي والعربي من أجل مواجهة الكيان الصهيوني وحميت المنطقة من اي اعتداء .
ثم كانت كلمة لنائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أكد فيها أن العدوان الأميركي على القدس هو في الوقت الذي يمثل فيه تهديداً حقيقياً للقدس وفلسطين وللسكان الفلسطينيين في أملاكهم وبيوتهم وتهديداً للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتهديداً للقضية الفلسطنة برمتها ولكل القضايا الأخرى المتعلقة بالصراع مع العدو الاسرائيلي، فإنه يشكّل فرصة حقيقية أيضاً لإعادة البوصلة نحو فلسطين، ولاستنهاض الأمة وتأجيج روح المقاومة في المنطقة، ولبناء استراتيجية موحدة للمواجهة ولتحريك الانتفاضة وتفعيل المقاومة في فلسطين وللتوحد حول خيار المقاومة وتقديم كل الدعم له، ولوقف الحروب والصراعات الداخلية التي عُمل على تشديدها في السنوات الماضية على أكثر من محور وعلى أكثر من صعيد وبين أكثر من دولة عربية واسلامية، ولا سيما وقف الحرب على اليمن ووقف القتال في سوريا وفي ليبيا وفي كل الأماكن الأخرى والبحث عن حلول ومعالجات سياسية، وبالتالي فإن كل الدول الإسلامية والعربية أمام فرصة حقيقية للملمة صفوفها والتوحد وإعادة الثقة في العلاقات في ما بينها والبحث عن مواطن للتلاقي والتعاون في ما بينها من أجل القدس وفلسطين.
واعتبر الشيخ دعموش أن قرار ترامب بالرغم من خطورته إلا أنه أعاد للقضية الفلسطينية وهجها، وأعاد هذه القضية التي هي قضية الأمة الأساسية والمركزية إلى الواجهة وإلى دائرة الاهتمامات والأولويات على الأقل لدى الشعوب، حيث استنهض شعوب المنطقة من جديد وأشعل في الداخل الفلسطيني هبة شعبية كبيرة نأمل أن تتواصل وتستمر لتتحول إلى انتفاضة عارمة في كل فلسطين، لأن الانتفاضة إلى جانب المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لمواجهة الاحتلال واستعادة القدس وكل حبة تراب من أرض فلسطين، مشيراً إلى أن رفض وعدم تأييد معظم دول العالم بحسب الظاهر للقرار الأميركي بحسب ما ظهر في اجتماعي مجلس الأمن والهيئة العامة للأمم المتحدة يمنح الأمة والحكومات فرصة إضافية للعمل على عزل الولايات.
المتحدة الأميركية وإسرائيل من خلال تحركات شاملة ومتصاعدة وقرارات عملية شجاعة وحاسمة ورادعة، وصحيح أن الشعوب العربية والإسلامية والقوى الحية والشريفة في العالم تقوم بواجبها وتتظاهر وتعتصم وتحتج على امتداد العالم وتقوم بما يمكنها القيام به لدعم هذه القضية وتواكب الهبة الشعبية في الداخل الفلسطيني باستنهاض عارم في الخارج، لكن ماذا فعلت الدول والحكومات إلى الآن وماذا اتخذت من اجراءات عملية رادعة.
ولفت الشيخ دعموش إلى أن الذي يشجع اسرائيل اليوم على اتخاذ المزيد من الخطوات العدائية ضد الشعب الفلسطيني وتوسيع عملية الاستيطان وإطلاق المزيد من مشاريع الاستيطان بالقدس، والذي يجرّئ وزير الحرب الاسرائيلي على تقديم مشروع إعدام الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال هو عدم القيام بخطوات عملية رادعة من قبل الدول والحكومات وخاصة العربية والإسلامية ضد الخطوات الأميركية والاسرائيلية، وتواطؤ بعض الأنظمة الخليجية مع ترامب.