الرئيسية / ثقافة عامة / ما هو مرض الفصام وما هي عوارضه؟

ما هو مرض الفصام وما هي عوارضه؟

غفران مصطفى
تُعرّف منظمة الصحة العالمية مرض الفصام أو الذهان باضطراب التفكير، الإدراك والمشاعر. وهو اضطراب عقلي شديد قد يكون حاداً، عابراً، مزمناً أو نوبياً، يحدث كاضطراب أولي، كالفصام، أو كجزء من اضطراب مزاجي، كالاكتئاب أو اضطراب ثنائي الطور، أو ثانوياً لحالات كمعاقرة الكحول أو عقار. يعاني من هذا المرض قرابة 25 مليون إنسان حول العالم، وهو أكثر اضطراب ذهاني شيوعاً. يتميز الفصام بمعدل حدوث منخفض نسبياً، مع انتشار عال. يحتل الذهان مرتبة الأولوية بين الحالات التي يتصدى لها برنامج العمل في الصحة العقلية لمنظمة الصحة العالمية mhGAP واشتمال الخدمات الصحة العقلية المتكاملة للرعاية الصحية الأولية التي توصي بها الاستراتيجية الإقليمية للصحة العقلية ومعاقرة المواد.
وبحسب عدد من الدراسات الطبية، فإن الفصام يؤدي أيضا إلى اضطراب في التفكير، التصرف، التعبير عن المشاعر، النظر إلى الواقع ورؤية الوقائع والعلاقات المتبادلة بينه وبين المحيطين به. الأشخاص المصابون بمرض الفصام (وهو المرض الأصعب والأكثر تقييدا من بين جميع الأمراض النفسية المعروفة) يعانون، بشكل عام، من مشاكل وظيفية في المجتمع، في مكان العمل، في المدرسة وفي علاقاتهم مع زوجاتهم / أزواجهن. البروفيسور والطبيب النفسي وديع نجا يقول ان مرض الفصام قد يسبب للمصابين به الخوف والانطواء على النفس. الفصام هو مرض مزمن، يلازم المصاب به طوال فترة حياته، لا يمكن معالجته، لكن يمكن السيطرة عليه بواسطة العلاجات الدوائية المناسبة. ويضيف انه يهيأ للمصابين بمرض الفصام أن العالم المحيط بهم مركب من خليط كبير من الأفكار، المناظر والنغمات. وقد يكون السلوك المميز للأشخاص المصابين بمرض الفصام غريبا جدا. التغيير المفاجئ الذي يحصل في شخصية المريض، أو في سلوكياته، والذي يجعله يفقد أي صلة مع الواقع، يسمى “المرحلة الذهانيّة”.
أما أنواع الفصام فهي: “الفصام الزوراني”: كالإحساس غير المبرّر بالعظمة، أو الظلم، أو سماعه لأصوات وهمية وغير حقيقية، ولا يسبّب هذا النوع الخلل في المعرفة. “الفصام غير المنتظم”: يكون المصاب غير منتظم الإحساس والكلام والسلوك، وتكون مشاعره سطحيّة وغير ناضجة، ويسبب هذا النوع الخلل في المعرفة. “الفصام الكتاتوني”: يمكن أن يكون هذا النوع على شكل الفرط في الحركة أو انعدام الحركة، والرفض التام لأيّ شيء من حوله أو صمته وعدم التفاعل مع أي شيء من حوله، والقيام بحركات غريبة. “الفصام غير المميّز”: يشمل جميع خصائص الفصام الزوراني، بالإضافة إلى الهلاوس المتعلّقة بشم الروائح. “الفصام المتبقّي”: يشمل وجود الاعتقادات غير المنطقية، والمعرفة غير المألوفة.
ويضيف نجا أن أسباب الفصام تعود إلى الجينات وإصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بالمرض. والخلل في المواد الكيميائية أو تركيبة الدماغ، وعدم الاتّزان في نقل بعض الأحاسيس إلى الدماغ من قبل النواقل العصبية. والإدمان على المخدرات يؤدّي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، والفصام واحداً منها. وتعرّض الأم لمشاكل صحيّة أثناء الحمل كالالتهابات الفيروسية، ممّا يعرّض جنينها للخطر واحتمال إصابته بالفصام مستقبلاً. والتربية غير السليمة في مرحلة الطفولة كتعريض الطفل للضغوطات النفسية والتعنيف المستمر. أما علاج الفصام، فبالرغم من انه مرض مزمن لكن يمكن اتّخاذ بعض العلاجات التي تخفّف من المرض وتأثيره على المريض، كاللجوء إلى المستشفيات النفسية في حال كان هنالك حاجة لسلطة على المريض ورعاية خاصة، والعلاج عن طريق الأدوية التي تقلّل الأعراض، بالإضافة للعلاجات النفسية والاجتماعية والتي تساعد المريض على التواصل مع غيره من الناس.

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم