“زلّت قدمه وهو ينظف بارودة الصيد أمام منزله، خرجت طلقة منها أصابت رأسه، نقل إلى مستشفى البترون ومنها إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حاول الأطباء إنقاذه، لكنه فارق الحياة بعد ساعات على وقوع الحادث”. بهذه الكلمات شرح مختار الحدادين ربيع مراد ما حصل عند حوالى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الأحد الماضي مع ابن شقيقته أحمد مراد ابن بلدة رأسنحاش، إحدى قرى قضاء البترون.
العريس إلى مثواه الأخير
لم يمهل العمر العريس اكثر من خمسة شهور على زواجه، حتى خُطّت الصفحة الأخيرة من مشواره في الحياة بالدماء. لم يتسنَّ له رؤية جنينه، بعد ان فرح بخبر حمل زوجته قبل ثلاثة أشهر من الآن، وبحسب ما قاله مراد “ما إن فرحنا بزفافه على عروسه، حتى فُجعنا بخبر موته، لنعاود زفّه من جديد هذه المرة إلى مثواه الأخير”. وأضاف “27 عاماً مكثها أحمد على الأرض، كان خلالها شاباً مؤمناً هدفه مرضاة والديه، حنوناً عطوفاً عليهما. عمل في السعودية قبل أن يعود إلى لبنان ويتوظف في إحدى الشركات إلى جانب عمله في معصرة الزيتون التي تمتلكها العائلة في الضيعة. أسس لمستقبل زاهر، ارتبط بشريكة حياته، إلا أن القدر شاء ان يفترق عن الجميع في حادث مريع”.
لا كلمات تعبّر عن حالة والدي أحمد وأشقائه الأربعة وشقيقته. ولفت مراد “حتى اللحظة، لا يصدق كل من عرفه أنه غادر بلا عودة، ولا أبالغ إن قلت إنه كالنسمة أينما حلّت تركت شعوراً بالارتياح”. وأضاف “تقرير الطبيب الشرعي أكد أن الطلقه خرجت من البارودة عن طريق الخطأ، ليتحول من كان نسمة على قلب محبيه إلى بركان أشعل الحزن والأسى بسبب ما حلّ به”. أما حمزة، ابن عم أحمد، فقال: “آخر مرة التقيته كانت منذ حوالى الشهرين عندما قصدت لبنان، كان كعادته شاباً مؤمناً مفعماً بالحياة، خلوقاً ومتفائلاً إلى أبعد الدرجات، يسعى إلى فعل الخير”. ولفت: “كان إنساناً ناجحاً بكل ما للكلمة من معنى، نأسف أن تكون نهايته بهذه الطريقة المفجعة”.
أصدقاء أحمد وأقرباؤه نعوه على موقع التواصل الاجتماعي”فايسبوك”، منهم رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني حيث كتبت “مهلاً أيها الشباب، ليتكم تكفّون عن الإبكار في الرحيل. ليتكم تجنّبون أمهاتكم وآباءكم و… تجرّع هذا الكأس المرّ حتى الموت. دعوهم يرحلون قبلكم… دعونا نرحل بسلام. وداعاً حفيد شقيقي رفيق، وداعاً شيخ الشباب”.