اعتبر رئيس “لقاء علماء صور ومنطقتها” العلامة الشيخ علي ياسين في تصريح ان “حب الدنيا وصل بكثير من الانظمة في العالم الى اعتقال وتعذيب العلماء كما في نيجيريا، حيث يعتقل العالم الفاضل الشيخ الزكزاكي وقتلوا العديد من اتباعه، وهو الان يخضع للتعذيب في السجن وما ذنبه الا انه امن بالله ورسوله واهل بيته، ودعا الى صلاح الدنيا والاخرة”.
ودعا “العالم الحر الى ضرورة الالتفات لما يجري على المستضعفين في نيجيريا، وبالأخص ما يتعرض له العالم الجليل الشيخ الزكزاكي من اعتقال تعسفيٍ وما يلحق به من تعذيب، وما ذلك إلا بخلفية طائفية بغيضة، لا تتلاءم والديانات السماوية”، مطالبا المنظمات الحقوقية والإنسانية “بسرعة التحرك لفك قيد فضيلة الشيخ، خصوصا أنه يأتي اعتقاله في ضمن التطاول على المقامات الدينية والعلمائية في الأمة ومن جميع الطوائف والأديان”.
وطالب العلامة ياسين ب “تحركات شعبية هدفها المطالبة بتحرير الشيخ الزكزاكي وجميع العلماء، وإعطائهم حقهم في ممارسة دورهم الديني والقيادي، وكل خطوة من هذا القبيل تصب حتما في مصلحة الإنسانية، لأنها تقف في مواجهة المشروع الصهيو – أميركي المتوحش”.
وفي الشأن اللبناني، طالب العلامة ياسين “الفرقاء السياسيين في لبنان بالبحث عن حلول للأزمات المتتالية التي يمر بها الشعب اللبناني، إن كانت على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الإداري”، مؤكدا أن “الانتخابات حق للمواطنين لا يجوز إدخالها في أتون الخلافات السياسية”، مشددا على وجوب إقامتها في وقتها دون منة من أحد”.
وختم العلامة ياسين بالإشادة ب “استمرار التحركات الشعبية في المنطقة لدعم القضية الفلسطينية، والتي ما زالت في سلم الصعود تدريجيا لترتقي إلى عمل مقاوم ضد الكيان الصهيوني على مستوى الحدث”، مشيدا ب “العمليات الأخيرة في فلسطين والتي عجز وسيعجز الكيان الصهيوني عن إيقافها أو التقليل من شأنها، لأنها تنبع من إرادة فلسطينية تملك الحق والحرية”.
خطبة الجمعة ” الدّنيا والآخرة ”
فضيلة الشيخ علي ياسين العاملي [جامع الدينية 12- 1-2018م مدينة صور]
” رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ”
إنّ الله سبحانه خلق الدنيا والآخرة، وخلق الإنسان في دار الدنيا، وعرّفه بأنّه له داراً أخرى في الآخرة، وابتلاه بينهما، وحذّره إن اختار الدنيا على الآخرة، وملأ حب الدنيا قلبه، فأعطاها كلّ شيء حتى صار عبداً لها، فيبوء بغضبٍ الله وسخطه ويخسر الدنيا والآخرة، وإن آثر الآخرة على الدنيا فلا يشغله حب الدنيا عن الله ولا يتلهّى بملذاتها عن ذكر الله بل همّه رضا الله، فلا يأخذ من الدنيا إلا ما أحلّه الله له، ويقدّم من دنياه لآخرته، فإنّه يفوز في الدنيا والآخرة، وقد ورد في الأثر: أنّ الدنيا والآخرة ضرّتان … ليس المطلوب من الإنسان أن يترك الدنيا ويترك ملذّاتها؛ بل المطلوب منه أن لا يغترّ بها وينشغل فيها عن الآخرة، قال تعالى ” قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ” .
إنّ المؤمن مباحٌ له أن يأخذ من الطيبات من دون إسراف ولا تبذير، فالإنسان مسموح له أن يأكل ويشرب الطيّبات، ويلبس الثياب الجميلة، وأن يتزوّج، ويسكن البيوت الواسعة والمريحة، هنيئاً له في كل ذلك ما لم يعصِ الله، وهذه الطيّبات في الدنيا يشترك في الحصول عليها المؤمن والكافر، ولكن في الآخرة هي للمؤمنين خاصة، وليس للكافرين فيها من نصيب، لأنّهم رضوا بالحياة الدنيا ونسوا الآخرة، فليس لهم في الآخرة إلاّ العذاب الأليم .
ورد في الحديث عن أهل بيت العصمة (ع): ليس منّا من ترك آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته . وعن أمير المؤمنين (ع): إذا أنعم الله نعمة على عبد؛ أحبّ إظهارها عليه . وقال أمير المؤمنين (ع) – لمن سمعه يذم الدنيا -: إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا وَدَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا وَدَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا وَدَارُ مَوْعِظَةٍ لِمَنِ اتَّعَظَ بِهَا مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللَّهِ وَمُصَلَّى مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَمَهْبِطُ وَحْيِ اللَّهِ وَمَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَقَدْ آذَنَتْ بِبَيْنِهَا وَنَادَتْ بِفِرَاقِهَا وَنَعَتْ نَفْسَهَا وَأَهْلَهَا فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلَائِهَا الْبَلَاءَ وَشَوَّقَتْهُمْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ رَاحَتْ بِعَافِيَةٍ وَابْتَكَرَتْ بِفَجِيعَةٍ تَرْغِيباً وَتَرْهِيباً وَتَخْوِيفاً وَتَحْذِيراً فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ النَّدَامَةِ وَحَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَكَّرَتْهُمُ الدُّنْيَا فَتَذَكَّرُوا وَحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا وَوَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا. وفي الحديث: إنّ الله خلق الدنيا لكم، وخلقكم للآخرة .
إنّ الإنسان غير مُخلّد في الدنيا، فلم يُكتب الخلود لأي مخلوق، فـ ” كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ “، إنّها دار ممر وليست بدار مقر، وهي مزرعة الآخرة، من عمل خيراً يلقَ خيراً، ومن عمل شرّاً يلقَ شرّاً، عن أمير المؤمنين (ع): إنما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شئ ، وسميت الآخرة آخرة لأن فيها الجزاء والثواب .ويقول (ع): فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَعَلَ اَلدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا وَ اِبْتَلَى فِيهَا أَهْلَهَا لِيَعْلَمَ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ لَسْنَا لِلدُّنْيَا خُلِقْنَا وَ لاَ بِالسَّعْيِ فِيهَا أُمِرْنَا . والقرآن يتحدّث عن الدنيا بقوله سبحانه ” قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ” وقال تعالى ” اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ” وعبّر عنها سبحانه بأنها ” مَتَاعُ الْغُرُورِ ” .
الدنيا المذمومة هي التي تُنسي الإنسان آخرته، ويكون كلّ همّه ما في هذه الدنيا من طيبات وملذات، فتكون غايته الدنيا وما فيها، فيسقط الإنسان ويخسر، أما من كانت الدنيا عنده وسيلة للآخرة؛ فإنّها دنيا ممدوحة ومحمودة؛ يزرع فيها الإنسان ما يستظل فيه يوم لا ظل إلاّ ظل الله، ويعمل ما ينتفع به يوم لا ينفع مال ولا بنون، ويسعى في طلب رزقه من الحلال ليوسّع على عياله، ويتصدّق ويؤدّي الفرائض، فيكون السعي لدنيا كريمة عبادة لله سبحانه، في الحديث: الكاد على عياله كالمتشحّط بدمه في سبيل الله . قال تعالى ” وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ” وقال أمير المؤمنين (ع): اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً .
إنّ الله سبحانه لا يريدنا أن نترك الدنيا ونعيمها ونعيش الحرمان والجوع والخشونة، قال تعالى ” قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ” فالدنيا والآخرة كلاهما يحتاج إلى سعي وعمل، عن الإمام الكاظم (ع): ليس منّا من ترك دنياه لدينه، أو ترك دينه لدنياه .
إنّ ذمّ الدنيا ومدحها يختلف باختلاف النظر إليها؛ فمن نظر إلى الدنيا بأنّها مُتع وملذّات وتسلّط وأحبّها كذلك؛ فإنّه يصير عبداً لها، فيعصي الله في سبيل الحصول عليها، وهذه الدنيا مذمومٌ مَنْ أحبّها، وتارةً ينظر الإنسان إلى الدنيا على أنّها مزرعة للآخرة؛ فيحبّها لأنّها الطريق إلى الجنّة والسعادة، فيعمل فيها ما يضمن به آخرته، وهو مطمئن على دنياه، فهذا الحب غير مذموم، بل ممدوح ومطلوب، قال أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) له: إنّا لنحب الدنيا . فقال الصادق (ع): تصنع بها ماذا؟ فأجاب: أتزوّج منها، وأحجّ، وأنفق على عيالي، وأنيل إخواني، وأتصدّق . فقال (ع): ليس هذا من الدنيا، هذا من الآخرة .
الحب المذموم للدنيا هو الذي يمتلك قلب الإنسان، ويملأه، ويُهيمن عليه، فينسى الآخرة، ويجعل الدنيا أقصى غايته، وهذا الحب هو المُعبّر عنه بأنّه رأس كل خطيئة، وأنّه يمنع من قبول الأعمال، ولهذا يقول لنا أمير المؤمنين (ع): انظر إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق، ولا تنظر إليها نظر العاشق الوامق .
ابن آدم بطبعه يميل للحياة الدنيا ورفاهيّـتها، قال تعالى ” بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ” لأنّ الدنيا دار زوال وانتقال، لم تكن تعني لأهل البيت (ع) شيئاً، بل كان يعنيهم منها ما يُحرزون به الآخرة، قال أمير المؤمنين (ع): أيها الناس!إنما الدنيا دار مجاز، و الآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم، و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم، و أخرجوا من الدنيا قلوبكم، من قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففيها اختبرتم، و لغيرها خلقتم. إن المرء إذا هلك قال الناس: ما ترك؟و قالت الملائكة: ما قدم؟لله آباؤكم: فقدموا بعضا يكن لكم قرضا، و لا تخلفوا كلا فيكون فرضا عليكم .
إنّ الله سبحانه أنعم على الإنسان بنعمة العقل، حتى يُميّز بين الخير والشر، ويزن الأمور، فلا يختار ما يفنى على ما يبقى، وبيّن له أنّ الدنيا دار زوال وانتقال إلى الدار الآخرة، وأنّ نعيم الدنيا يفنى ويزول، ونعيم الآخرة يبقى ويدوم، وأنّ البلاء في الدنيا بسيط، ومن صبر عليه ينجُ من بلاء الآخرة وعذابها، فيردّد المؤمن العاقل مع أمير المؤمنين (ع) قوله: كل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية . فلا تغرّه الدنيا ولا تلهيه عما هو صائرٌ إليه، إذ كلّ همّه في الدنيا مرضاة ربّه، ليكون من أهل الجنة، وينجو من نار جهنّم، والآيات كثيرة التي بيّنت الفرق بين الدنيا والآخرة، قال تعالى ” زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ” وقال تعالى ” وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ”
إذا أراد الإنسان الدنيا يُعطِهِ الله منها، ولكنّه يخسر الآخرة، قال تعالى ” مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ” وقال تعالى ” مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ” وقال تعالى أيضاً ” مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ” .
من كان يُدرك قيمة الحياة الآخرة ويعرف حقيقية الدنيا؛ لا يُعطي الدنيا من همّه إلاّ ما يحفظ به حياته، ويقوّيها على سعي الآخرة، لذا كان علي (ع) يقول للدنيا: إليك عنّي يا دنيا , غرِّي غيري ، إليَّ تعرّضت أم إليَّ تشوّقت ؟ هيهات هيهات ! فإنّي قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك ؛ فعمرك قصير ، وخطرك كبير , وعيشك حقير .
فالإمام علي (ع) اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعامه بقرصيه، لكنّه لم يأمرنا أن نعيش كما عاش هو (ع)، بل قال لنا: أعينوني؛ بورعٍ واجتهاد، وعفّة وسداد . بأن نأتي بما أوجبه الله علينا، ونبتعد عمّا هو حرام، لنكون معه في الجنة، وإن خالفنا فسوف نخسر الدنيا والآخرة، لأنّ الدنيا سوف تتركنا ولو لم نحب تركها، وأحسن الشاعر حيث قال:
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته** * اتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم انسان
من عاش الإيمان عاش سعيداً في حياته، لأنه نظر إلى ما أعدّه الله له، فالسعادة هي باطمئنان النفس، لا في كثرة المال، لأنّ السعيد من اتقى الله وراقبه في السر والعلانية والغيب والشهادة، وبذا يفوز فوزاً أبديّاً وينجو من نار جهنّم ” فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ”
و لست أرى السّعادة جمع مالٍ *** و لكنّ التقيّ هو السّعيدُ
و تقوى الله خير الزّاد ذخراً *** و عند الله للأتقى مزيدُ
إننا نطالب الفرقاء السياسيين في لبنان بالبحث عن حلول للأزمات المتتالية التي يمرّ بها الشعب اللبناني؛ إن كانت على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الإداري، مؤكدين على أنّ الانتخابات حق للمواطنين لا يجوز إدخالها في أتون الخلافات السياسية، مشدّدين على وجوب إقامتها في وقتها دون منّة من أحد .
إننا ندعوا العالم الحر بضرورة الالتفات لما يجري على المُستضعفين في نيجيريا؛ وبالأخص ما يتعرّض له العالم الجليل الشيخ الزكزاكي من اعتقالٍ تعسفيٍ وما يلحق به من تعذيب، وما ذلك إلاّ بخلفية طائفية بغيضة، لا تتلائم والديانات السماوية، ونطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية بسرعة التحرّك لفك قيد فضيلة الشيخ، خصوصاً أنه يأتي اعتقاله في ضمن التطاول على المقامات الدينية والعلمائية في الأمة ومن جميع الطوائف والأديان .
ونطالب بتحركات شعبية هدفها المطالبة بتحرير الشيخ الزكزاكي وجميع العلماء، وإعطائهم حقّهم في ممارسة دورهم الديني والقيادي، وكل خطوة من هذا القبيل تصب حتماً في مصلحة الإنسانية، لأنها تقف في مواجهة المشروع الصهيو أمريكي المتوحش .
ونختم بالإشادة باستمرار التحركات الشعبية في المنطقة لدعم القضية الفلسطينية، والتي ما زالت في سلم الصعود تدريجياً لترتقي إلى عمل مقاوم ضد الكيان الصهيوني على مستوى الحدث، ونشيد بالعمليات الأخيرة في فلسطين والتي عجز – وسيعجز – الكيان الصهيوني عن إيقافها أو التقليل من شأنها، لأنها تنبع من إرادة فلسطينية تملك الحق والحرية .
وآخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .
تصوير:رامي أمين