اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الانتصار الكبير الذي تحقق في ايار/مايو من العام 2000 على العدو الاسرائيلي هو حصيلة تضحيات جميع الفصائل المقاومة في لبنان من المقاومة الاسلامية الى حركة امل وفصائل المقاومة اللبنانية والى جانبهم اخوانهم في فصائل المقاومة الفلسطينية. وتابع “يضاف الى ذلك تضحيات قوات الجيش السوري التي تحملت اعباء كبيرة في تلك المواجهات”، ولفت الى ان “الدولتين اللتين قدمتا الدعم منذ ذلك الوقت للبنانيين لمقاومة الاحتلال هما الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية فقط لا غير”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال المهرجان الذي أقامه حزب الله بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” الخميس في مدينة الهرمل البقاعية إن “هناك مقاطع من الكلام يجب ان تعاد في خطاب كل سنة ويجب ان تعاد لكي تطلع عليه الاجيال من شباب وشابات لبنان والعالم العربي والاسلامي الذين لم يعاصروا ذكرى الانتصار في العام 2000 وايضا لمن عاصروا هذا التاريخ كي يتزودوا”، ولفت الى انه “في العام 1982 عندما احتل الجيش الاسرائيلي ما يقارب نصف لبنان ومن ضمنها بيروت لم يحرك احدا في العالم ساكنا”، واضاف ان “اللبنانيين تحركوا لتحرير الارض الاحزاب والفصائل والحركات اخذت هذا القرار بامكاناتها المتواضعة وانطلقت المقاومة وانجز التحرير على مراحل حتى التحرير الكبير في العام 2000”.
واشار السيد نصر الله الى انه “في ذلك الوقت لم ينتظر من امن بالمقاومة لا الدول العربية ولا الدول الغربية ولا مجلس امن ولا اميركا ولا جامعة الدول العربية ولا مؤتمر الدول الاسلامية بل كان اميركا وبعض الدول العربية تقدم المساندة لاسرائيل كي تحتل لبنان”، وتابع “لم نجد دعما واجماعا وطنيا داخليا ولا دعما خارجيا وانما الدولتين اللتين وقفتا الى جانب الشعب اللبناني هما فقط ايران وسوريا ولم يكن هناك اي موقف او دعم من اي احد لا في الخليج ولا السعودية او غيرها بينما العالم كله كان يدعم اسرائيل”.
ورأى السيد نصر الله انه “يجب في ذكرى عيد المقاومة والتحرير ان تذكر اسماء كان لها اسماء لها علاقة بهذا الانتصار الكبير تأسيسا للمقاومة وعملا بها وعلى راسهم الامام المغيب السيد موسى الصدر، سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي، شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب، القائد الجهاد الكبير الحاج عماد مغنية”، ولفت الى ان “هذا الانتصار هو نتيجة صمود الشعب في الجنوب والبقاع وبالاخص في المناطق الامامية وهذا الانتصار هو نتيجة التضحيات الجسيمة التي قدمها الجيش اللبناني ونتيجة التعاون الوثيق قبل العام 2000 بين المقاومة والدولة والجيش العلاقة التي حكمتها الثقة المتبادلة”، مذكرا ان “هذا الانتصار التاريخي حصل في المرحلة التي كان يتولى العماد اميل لحود رئاسة الجمهورية والرئيس نبيه بري رئاسة مجلس النواب والرئيس سليم الحص رئاسة الحكومة”.
من جهة ثانية، رحب السيد نصر الله “بالحضور في مدينة الهرمل مدينة الشهداء باسم اهلها للاحتفال بهذا العيد العظيم عيد المقاومة والتحرير”، واضاف “نحن في هذا العام انتخبنا الهرمل لاحتفالنا الوطني هذا لنعبر عن موقع هذه المدينة وموقع هذا القضاء واهل هذه البلدات ولنعبر عن موقع اهل بعلبك الهرمل واهل البقاع عموما في هذا الانتصار العظيم الذي تحقق في العام 2000″، ولفت الى ان “اهل وشباب هذه المنطقة كانوا في معسكرات التدريب وذهبوا الى المحاور في الجنوب والبقاع الغربي وذهب الكثير منهم الى المعتقلات الاسرائيلية”، ونوه “بالبيئة الحاضنة التي شكلها اهل هذه المنطقة في زمن الغربة والوحدة وفي زمن تخلي العالم”، موجها “التحية لكل اهلنا في بعلبك الهرمل وكل البقاع الذين كانوا دائما على العهد منذ الانطلاقة الأولى ومازالوا المخلصين والملبين لكل نداء ومستعدين للتضحية والعطاء بلا حدود”.
وأكد السيد نصر الله ان “الذي يصنع مصير الشعوب هي إرادتها في سوريا وإيران واليمن والبحرين وفلسطين والعراق في كل بلد يتعرض للتهديد وللمؤامرة”، وتابع “في فلسطين الصهاين راهنوا على ذهاب الجيل الاول وتصفية القضية والمفاجأة ان القضية تنتقل من جيل الى جيل واغلب الاستشهاديين هم من جيل الشباب”، واضاف ان “ما هو قادم في الايام المقبلة تصنعهونه انتم ولا يستطيع احد ان يصنعه لكم لا اميركا ولا غيرها وفي العام 1982 لان اللبنانيين رفضوا الاحتلال لم يستطيع اقوى جيش في المنطقة ان يبقى في لبنان”، واضاف “كذلك لن يستطيع اي جيش واوقى جيش ان يبقى في المنطقة طالما ان شعوب المنطقة ترفض ذلك”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “عندما سيطرت الجماعات الارهابية على مناطق في سوريا وبدأت بالتهديد بإجتياح القرى البقاعية حسم أهالي المنطقة الموقف إلى جانب الجيش ووقفوا وواجهوا ودفعوا الشهداء وكانت المقاومة إلى جانبكم وكما ذهب ابناء الهرمل وبعلبك ليستشهدوا في تلال الجبال جاء ابناء الجنوب ليستشهدوا في تلال الهرمل ولولا قراركم بالمواجهة لكانت قد حلت النكبة كما حصل في كل المناطق التي دخلتها الجماعات الارهابية في سوريا او العراق او اليمن”، واشار الى ان “الانتصار على الارهابيين حصل على مراحل”.
وحول الوضع في بلدة عرسال البقاعية، قال السيد نصر الله إن “الوضع في عرسال يجب ان لا يستمر تحت اي عنوان واي سبب”، وأكد “نحن حريصون على حقن الدماء وإنهاء الملف بالطرق السلمية الممكنة وعلى الجميع ان يبذل الجهد الممكن في هذا الاتجاه لانه لا يمكن البقاء على الوضع القائم في ظل وجود جماعات ارهابية قد تعتدي على القرى في اي بلدة من البلدات”، وتابع “أقول للجماعات في جرود عرسال ان لا افق لكم ولذلك فلتكن هناك الفرصة المناسبة لانهاء هذا الملف بالوسيلة المناسبة”، واضاف “اليوم القوى الامنية في البقاع تقوم بإجراءات جيدة وهو مطلب الأهالي والدولة استجابت وذلك بخصوص الامن الداخلي في منطقة البقاع”، داعيا “لاقرار قانون للعفو حيث يمكن العفو”.
وبالنسبة لقانون الانتخاب، قال السيد نصر الله إن “الوقت يضيق ومازلنا نأمل بالتوصل إلى قانون جديد وهذا أمل حقيقي”، ولفت الى ان “هناك بعض الطروحات الجديدة التي طرحت خلال الايام الماضية والتي يمكن ان توصل الى قانون جديد”، واكد ان “مصلحة الجميع ومصلحة البلد هو الوصول الى قانون جديد”، وجدد التاكيد على “رفض التمديد وقانون الستين والفراغ في مؤسسة مجلس النواب”.
وفيما يتعلق بالتطورات في المنطقة، قال السيد نصر الله “الكل كان ينتظر قمم الرياض وما سينتج عنها وما سيبنى عليها من مشاريع واليوم انتهت هذه القمم واريد هنا ان اتحدث فيما يتعلق بلبنان لان البعض تحدث عن قلق بخصوص لبنان وهذا القلق كان موجود وعبر عنه الكثير من الناس”، وتابع “انا اليوم اريد ان اطمئن اللبنانيين ان كل المواقف التي صدرت في قمم الرياض لن يكون له اي انعكاس على الوضع الداخلي اللبناني وذلك بفضل همة وتعقل اللبنانيين وتفاهمهم”، واوضح “نحن منذ مدة ومنذ انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة اننا نحن نختلف بالملفات الاقليمية ولا مشكلة في ذلك لكن اتفقا انه في الموضوع الداخلي اللبناني فيما يتعلق بالامن والاقتصاد والقضايا الداخلية والحوار الوطني وغيرها نعمل على تدوير الزوايا وحلها بالحوار بما يحفظ الاستقرار والامن وهذا الامر ينطبق على قمة الرياض”.
وحول الوضع في البحرين، قال السيد نصر الله “الكل يعرف ان هناك حراكا سلميا شعبيا في البحرين بقيادة حكيمة من آية الله الشيخ عيسى قاسم ولكن نظام آل خليفة بدل ان يستمع للناس واجههم بالرصاص والقتل واعتقال العلماء والرموز وسجن النساء وصولا لاسقاط جنسية آية الله قاسم ما دفع بالناس الى الاعتصام في محيط منزله لحماية قائدهم وضمانتهم”، ولفت الى ان “ما جرى يبدو انها احدى افرازات قمة الرياض لان هناك رئيس في اميركا لا يهمه الا المال وترك ملك البحرين يفعل ما يريد وحصل الاعتداء على ساحة الفداء في الدراز”، وطالب “الحكومة اللبنانية برفض ترحيل آية الله قاسم من البحرين الى لبنان”، واكد ان “الطبيعي والمنطقي ان يطلق سراح سماحة الشيخ قاسم ان يعيش في منزله في الدراز بأمان لانه ضمان للبحرين واي خيار اخر هي خيارات خاسرة ويجب التحذير منها وعلى الجميع تحمل مسؤوليته على هذا الصعيد”.
وفيما يتعلق بقمم الرياض، اعتبر السيد نصر الله ان “ما جرى في الرياض هو احتفاء بالرئيس دونالد ترامب فقط وتم جمع الرؤساء من عشرات الدول”، وتابع ان “بعد ذلك الجميع باعلان الرياض وهو اعلان اميركي سعودي واغلبية الدول لا علم لهم بالبيان ولا بالمضمون وهذا يشكل فضيحة بحد ذاته وهذا يشبه اعلان وزير الدفاع السعودي قبل سنتين باعلان التحالف للعدوان على اليمن والكثير من هذه الدول لا علم لها”، وتابع “القمة الحقيقة هي القمة الثنائية السعودية الاميركية”، واضاف ان “الاتفاقات السعودية الاميركية هي التي يجب ان تنتقد وتناقش وما قدم بينهما من التزامات متبادلة”.
واعتبر السيد نصر الله ان “ما جرى في الرياض هو تعظيم وتجليل لترامب وابراز الموقع المركزي للسعودية في الخليج والعالم العربي والاسلامي فالسعودي يقول للاميركي نحن نجمع الناس ونجلسهم للاستماع لك”، ولفت الى ان “احد اهداف ما جرى هو التهويل على ايران وحركات المقاومة حزب الله وحماس وان كل هذا العالم يتبنى الحرب عليكم وكل هذا بالطبع لا قيمة له”، واشار الى ان “احد الاهداف هو اقناع واشنطن ان تدخل هي بالمواجهة ضد ايران ومحور المقاومة”.
وسأل السيد نصر الله “هل تعظيم الرسول(ص) محرم بينما تعظيم ترامب حلال ومباح”، مذكرا ان “ترامب من اهم الداعمين للعدو الاسرائيلي”، وتابع “السعودية فعلت كل ذلك لان النظام السعودي يريد ان يحمي نفسه امام العالم الذي يم يعد خافيا عليه ان الذي يقف خلف الجماعات التكفيرية هي المملكة السعودية وترامب نفسه سبق ان اعترف به”، وذكّر ان “داعش تدرس في مدارسها الكتب الوهابية وكذلك القاعدة التي صنعتها السعودية”، واكد ان “العالم يعرف ان السعودية هي مركز دعم الفكر التكفيري في العالم وكل العالم يتألم من ذلك”، وتابع “لذلك السعودية بحاجة لتقديم رشوة للسيد الاميركي ليدفع التهمة عنها وهذا لن يجدي نفعا”، ولفت الى ان “السعودية همها في هذه القمم هو الصاق تهم الارهاب بايران وهذا ما قاله الملك سلمان في القمة”، وسال “من دعم القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات الارهابية”، مذكرا ان “ايران دعمت فصائل المقاومة لمقاومة العدو الاسرائيلي ودعمت الشعوب لمواجهة الجماعات التكفيرية التي تدعمها السعودية”.
واشار السيد نصر الله الى ان “السعودية بحاجة الى السيد الاميركي كي تحافظ على دورها في المنطقة لانها فشلت في كل شيء من اليمن الى العراق سوريا”، واضاف “داعش سعودي بماله وفكره كما الامال التي علقت عليه هي امال سعودية ومع ذلك فشل”، واضاف “السعودية فشلت في اليمن رغم كل الظروف الصعبة هناك وما يجري في اليمن هو ارهاب دولة لانه لم يوفر اي شي من معالم الحياة”، وسأل “من الذي يجوع اليمن ويذبح شعبه؟ الاكيد السعودية وكل العالم الساكت وهذه جريمة اخلاقية اسنانية ترتكب اليوم بحق الشعب اليمني”، واكد ان “هذا الفشل ينعكس على السعودية في الداخل”.
وقال السيد نصر الله إن “السعودي قدم كل شي لترامب بهدف الحرب على ايران ومحور المقاومة بينما ترامب كل ما يهمه المال واسرائيل”، وتابع “السعودي اختار الاستعانة مباشرة بالاميركي عبر المال ومهاجمة ايران”، وتابع “قالوا لترامب ماذا تريد في فلسطين نحن سنقدم وفي كل القمم الثلاث لم يتكلم احد عن فلسطين او قضيتها او اضراب الاسرى في سجون الاحتلال”، ناصحا “السعودية ان الحوار مع ايران هو الحل الوحيد لمصلحة المنطقة ولمصلحتكم انتم وغير ذلك لن يؤدي الى نتيجة”.
وفيما شدد السيد نصر الله على ان “إيران تزداد قوة وحضورا”، لفت الى ان “الاخفاق العسكري والسياسي السعودي في اليمن”، واكد ان “القوات العراقية تتجه لحسم المعركة في الموصل والحشد الشعبي يتقدم وينتصر”، واضاف ان “في سورية المزيد من الهزائم لداعش وفي العام 2018 لم يكون هناك شيء اسمه داعش”.
واشار السيد نصر الله الى ان “ترامب بخطابه في قمة الرياض يشيد بالسعودية ويستدل بانها تحارب الارهاب عبر وضع مسؤول بحزب الله على لائحة الإرهاب”، وأكد انه “لا يوجد شيء جديد لنخاف منه إسمنا مكتوب على لائحة الإرهاب منذ الثمانينات ونحن نعرف هذا الطريق منذ بداية عملنا فيه ونعرف كل الصعاب التي تواجهنا فيه ولا يهم بعد ذلك كل محاولات تشويه الصورة وكل ما يجري اليوم هو تكرار لكل ما فعلوا عبر التاريخ”، واضاف “نحن اليوم ضمن محور المقاومة أقوى من أي زمن مضى واكثر عددا واقوى عدة واشد عزما وحركات المقاومة لا يخيفها بالموت او القتل فنحن عشاق الشهادة ونحن ابناء المدرسة التي قال فيها الحسين لعلي الاكبر لا نبالي اوقعنا على الموت او وقع الموت علينا طالما اننا على حق وهذا النموذج موجود في كل بيوتنا ونحن لا نخاف لا من حرب ولا من عقوبات ولا تهويل اعلامي”، مشددا على ان “الشعوب المقاومة سوف تبقى ترفع الراية حتى تحقق كامل الإنتصارات وهذا وعد الله وكان وعد الله مفعولا”.
المصدر: موقع المنار