Home / رياضة / نجم من الماضي : حسن شغري من السلام صور والثانوية الجعفرية الى الراسينغ والنجمة ومنتخب لبنان

نجم من الماضي : حسن شغري من السلام صور والثانوية الجعفرية الى الراسينغ والنجمة ومنتخب لبنان

إرتسمت علامات العجب، يخالطها بعض الدهشة، حين أبلغ لاعب السلام صور حسن شغري رئيس ناديه حسن محيي الدين، وحوله بعض الأعضاء، بأن نادي الراسينغ العريق وصاحب الإنجازات ينوي ضمّه إليه، وساد الصمت للحظات والأعضاء يتفرّسون في وجوه بعضهم بعضاً، ويوميء الرئيس إلى الفتى يسأله: هل انت جاد في ما تقول؟ وهل تقصد الراسينغ ذاك الفريق الذي يلعب في الدرجة الأولى، وينافس على الألقاب؟ ويجيب شغري بصوت متهدج: «قال لي جوزف حردان (صحافي سابق في جريدة «النهار») حين كنت ألعب مع فريق مدرستي انه سيزور مدينة صور في يوم قريب، وسيرافقه في الزيارة أعضاء في إدارة الراسينغ، وليس لديّ ما أقوله أكثر».
وكان الشغري يتردّد إلى بيروت مع منتخب مدرسة الجعفرية في صور، وغالباً تكون المباراة النهائية على لقب بطولة المدارس، فيخسر اللقب أمام منتخب مدرسة البر والإحسان الذي كان يضم لاعبين موهوبين ومميّزين.
ولم يمضٍ يومان حتى وقفت قرب ملعب البص في صور سيارتان فخمتان، وارتجل منهما بعض الرجال ببذاتهم الأنيقة، ولمحهم الشغري وهو يتمرّن مع فريق السلام في الدرجة الثالثة، فاقترب من شقيقه الأكبر سميح في الملعب، وقال له بنبض مرتفع وقلبه يكاد يطير من صدره: «هذا جوزف حردان وهؤلاء الرجال من الراسينغ جاءوا إلى السلام». وفوراً أعلن سميح وقف التمرين وهو الذي كان يقوم بدور المدرب والحكم، وقال لشقيقه الأصغر، «إقترب لنصافحهم ونرحّب بهم فهم ضيوفنا». وتوجّه أعضاء الإدارة للسلام إلى ضيوفهم، وقد أدركوا ان ما سمعوه من حسن الشغري لم يكن أضغاث أحلام. وانتقل الجميع إلى منزل الرئيس حسن محيي الدين، ولم تأخذ المفاوضات، وقتاً، فأهل صور كرماء ويحسنون إرضاء ضيوفهم بأي ثمن، وردَّ الراسينغ الجميل بإرساله معدات رياضية وكرات قدم للتمرين إلى نادي السلام من دون مقابل مادي.
كان شغري في سن الـ 17 حين وقّع على كشوف «القلعة البيضاء» وكان من أبرز حراسها الأوفياء، ولعب في مركز الوسط في العام 1972، وشاركه مبارياته أساسياً، حتى في رحلات الراسينع السنوية إلى أوروبا، ولعب مع تفاهم الراسينغ والنجمة في الرحلة إلى افريقيا عام 1980. وعاش شغري عصره الذهبي في الراسينغ، كما لعب في المنتخب الوطني قبل الانتقال إلى نادي النجمة ليضاعف شعبيته فيه.
ويسرد شغري قصة انتقاله إلى النجمة فيقول: «كان مدرب النجمة سمير العدو مشرفاً فنياً على تفاهم الراسينغ – النجمة في رحلته إلى افريقيا، وأعجب بي خلال التمارين واللعب، ولم أتردد في قبول العرض لأن بيروت كانت مقسّمة في ذاك الحين إلى شرقية وغربية، وكنت أجد عناء لقطع المعابر الأمنية الخطرة بين المنطقتين، وحصلت مقابل الانتقال على قبلة من سمير العدو ولم أحصل على قرش واحد. وكانت اتصالات أجريت قبلها بيني وبين نادي الأنصار عبر الصحافي علي حميدي صقر، لكنها وصلت إلى طريق مسدود».
وشارك شغري مع النجمة مباريات دورتي 16 آذار والأضحى من تنظيم نادي الصفاء، كما ارتدى قميص النجمة في بطولة الأندية العربية، وقابل فريق الشرطة العراقي، وأجريت مبارتا الذهاب والإياب في بغداد لظروف الحرب الأهلية في لبنان، فخسر النجمة مباراته الأولى 0-2، وتعادل في الثانية 2-2 ونال لقب الوصيف وحضر المباراة الأخيرة رئيس العراق صدام حسين وكان قمة بالمستوى الفني بين الفريقين، وحظي النجمة بتكريم واسع في العراق.
وتألّق شغري في مبارياته مع الراسينغ في رحلته إلى كوريا الجنوبية عام 1977، وخاض أجمل مبارياته مع تفاهم الراسينغ والنجمة خلال الرحلة إلى ابيدجان عام 1980 وخسر يومها أمام فريق آسيك 1-2.
وسجل شغري أجمل أهدافه مع النجمة في مرمى الشبيبة المزرعة الذي كان يحرسه وليد شاتيلا، وكانت المباراة على ملعب الصفاء ضمن بطولة 16 آذار في العام 1981، وأضاف: «كانت المباراة تقترب من نهايتها ونتيجة التعادل 2-2، واحتسب الحكم ضربة ركنية للنجمة، فتقدّمت إلى مشارف المنطقة، وكنت ألعب في مركز قلب الدفاع مع الملك محمد حاطوم، وسألني عما أفعل، فقلت له انني سأتقدّم لأسجل هدفاً، ونفّذ محمود شاتيلا الضربة، فركضت وارتقيت للكرة الهوائية وحوّلتها قوية إلى المرمى، فتقدّمنا 3-2، وفي الوقت المحتسب بدل ضائع سجل جمال الخطيب الهدف الرابع للنجمة».
ولا ينسى شغري هدفه مع الراسينغ في مرمى منتخب لبنان في مباراة ودية عام 1977 على ملعب برج حمود، وكان الطقس ماطراً، ويحرس مرمى المنتخب وليد علوش، وبدأت اللعبة بضربة ركنية أبعدها علوش بقبضته إلى خارج المنطقة فسيطر شغري عليها برأسه وأطلقها هوائية قبل أن تصل إلى الأرض واخترقت المقص الأيمن هدفاً ولا أحلى.
وعن اعتزاله قال شغري: «استمريت في اللعب مع النجمة حتى العام 1985، وكنت قاربت الـ 34 من العمر، وخضت المباراة الأخيرة لي ضد فريق الأرز، وحصل خلال المباراة ان عجزت عن اللحاق باللاعب عمر رمضان بكرة طويلة ساقطة خلف الدفاع، فأدركت ان لياقتي البدنية تراجعت، ويومها انفرد رمضان بالحارس زين الهاشم الذي أنقذ مرماه من انفراد. ورغم فوز النجمة 4-0، فقد رأيت أن اعتزل والجمهور يراني في قمتي. وقدّمت كتاب الاستقالة إلى قسم الرياضة في جريدة «السفير»، فنشرها في اليوم التالي، وجاءني سمير العدو إلى البيت متسائلاً عن مدى صحة الخبر، وألحَّ عليّ بالعودة واعتذرت منه بتهذيب شاكراً له اخلاصه، وعدت إلى نادي السلام الذي نشأت فيه وساعدته للارتقاء من الدرجة الثالثة إلى الثانية، وأخدم اللعبة من خلال عملي مديراً إدارياً للمنتخب الأولمبي».

Check Also

ليفربول يعمل في الخفاء.. ويخطط لخطف النجم “العجوز”

سكاي نيوز أشارت تقارير إعلامية رياضية إلى سعي ليفربول لضم مهاجم جديد، وذلك استعدادا للرحيل …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم