أشجار المدينة للبيع . في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام الرسمي والشعبي بحملات التشجير والتشجيع على غرس الأشجار ، وبعد تراجع نسبة الغطاء الحرجي في لبنان إلى ما يقارب ١٣% ، يظهر أن هذه القضية على أهميتها تجاوزت آذان المعنيين في مدينة صور . فبدلا من إطلاق حملات تشجير في المدينة، أو حماية الثروة الحرجية والمحافظة عليها بالحد الأدنى، يحصل النقيض من ذلك. وفي تفاصيل الحادثة، أنه صباح اليوم قامت مجموعة من الشبان بدخول حرج يحيط الملعب الروماني، أحد أهم المواقع الأثرية في المدينة، من المدخل الشمالي للآثار (منطقة البص – البرج الشمالي) وذلك بسيارة “بيك آب” وعمدت جهارا إلى قطع عدد كبير من الأشجار بغرض بيعها حطبا للتدفئة أو الاستخدام. ربما يكون الخبر عاديا إذا كانت الأشجار المقطوعة تعود إلى ملك خاص ، لكنها فعليا ملك عام تابع لآثار المدينة. لا يمكن أن يقدم هؤلاء الشباب على قطع هذا العدد الكبير من الأشجار بخطوة فردية منهم. وهذا يطرح عدة أسئلة مشروعة يجب على القيّمين على إدارة الآثار الإجابة عنها
أولا، كيف دخل هؤلاء بسيارتهم وكامل معداتهم إلى محيط الملعب الذي يفترض مسبقا ؟ لا بد أن ذلك لا يحدث ذلك دون غطاء وحماية من شخص أو جهة.
ثانيا، إذا كان دخول هذه المجوعة خلسة إلى المنطقة ، كيف خرجوا بهذه الكمية من الأشجار المقطوعة دون أن يراهم أحد؟
ثالثا والأهم، من المستفيد من قطع هذه الأشجار ولأي غاية؟ ولماذا لم يتم توقيف ومساءلة الفاعلين؟ ربما لم تكن المرة الأولى التي تقطع فيه الأشجار من المنطقة وقد لا تكون الأخيرة أيضا. لكن مثل هذه الأفعال بحق البيئة يجرمه القانون ويعاقب عليه. وتوثيقنا لهذه الجريمة البيئية نضعه برسم القيمين والمسؤولين في المدينة للقيام بالإجراءات اللازمة ومعاقبة الفاعلين ومن يقف وراءهم