Home / اخبار رئيسية / بقـلم دولة الرئيس نبيه بري…لكي نستحقّ لبنان لا بدّ لنا أن نبني الوطن معاً

بقـلم دولة الرئيس نبيه بري…لكي نستحقّ لبنان لا بدّ لنا أن نبني الوطن معاً

رغم اننا نقع وسط هذا البحر المتلاطم والبركان الشرق أوسطي ويحكمنا الخوف من الغد والقلق على المصير يجدر بنا أن ننتبه إلى أن وطننا لبنان لا زال حديقة الحريّة والصرخة في بريّة الشرق القاحلة وهي الصرخة التي حملها وصداها مؤسّسات الرأي العام الإعلاميّة التي لعبت دوراً هاماً في انتاج الحياة السياسيّة في لبنان وفي تصويب عمل مؤسسات الدولة وتوسيع معارف ومدارك الناس بما يمكّنهم من الرؤية أمامهم بل أبعد من حتف أنوفهم.

والإعلام في لبنان الجريدة بالتحديد لعبت دون شك دوراً هامّاً في تشكيل الرأي العام ولا يمكن لأي مُتابع الإنكار أن المهتمّين بالشأن السياسي والعام كانوا يصحون على صياح ديك النهار ليقرأوا أخبارها ويتابعو التعليقات فيها وخصوصاً إفتتاحية (الأستاذ غسان تويني) رحمه الله ثم ما غزله من حبر على نول مقالاته الشهيد جبران تويني اتّفقنا أو اختلفنا معه.
الآن ورغم حفلة الإعدام التي طاولت وتطاول الإعلام المكتوب (الصحف بالتحديد) لا تريد رئيسة تحرير النهار الزميلة النائب نائبة التويني ولا نريد نحن لأي جريدة أن تصير ذكرى وبيتٍ في الأسى وأن يشرب النسيان أنهر حبر أقلامها وأن تذبل أحرفها وأن يختفي قرّائها وأن ينفرط عقدهم فلا يجتمعوا الى وطن ويتفرّقوا في كل وادٍ عصا وقد سبق واجتمعو إلى نهار جريدة الوطن ولا بدّ لهم الآن من الاجتماع.
العام كلّه بات يعرف كم كبير هو هذا البلد الصغير المساحة وبات العالم يعرف أن عناصر وحدتنا الوطنيّة التي تجتمع في ساعة الشدّة أنجزت التحرير عام 2000 وهزمت وأفشلت خطط اسرائيل في الحرب على لبنان عام 2006 وأنه رغم الجو الملبّد بالتوتّرات والقلق والاضطراب في الشرق الأوسط ورغم الحروب من أجل المصير ومحاولة تقسيم المقسّم في الشرق تمكن وطننا الصغير الكبير من انجاز الكثير من استحقاقاته واستمرّينا في الحفاظ على استقرار النظامين الأمني والنقدي. واننا دون أن يفسد الودّ قضيّة تختلف على سلوك هذا الطريق أو ذاك نحو الدولة وأدوارها ونتميّز بأن لدين دناميّة بشرية وحراك مدني وقوى نقابيّة وسياسيّة حيّة وانتشار على مساحة العالم من أصل لبناني يشتاق للسلام والأمن والأمان والمشاركة في انتاج حياة الدولة والمجتمع في وطنه واننا في لبنان المقيم نقف على مسافة ربيع من تجديد حياتنا عبر اجراء الانتخابات التشريعيّة على أساس القانون الانتخابي الجديد.
في لبنان لا ينقصنا سوى صياح الصباح سوى استعادة الصحيفة بكامل أناقتها ولغتها مساحة للتثاقف وتبادل الآراء… ينقصنا أن نغادر مواقع الحاجة والدين العام وخدمته الى استخراج مواردنا الطبيعيّة وكنوزنا من أعماق البحر الذي حملنا عبره الحرف إلى العالم لعلّ لبنان يعود إلى سابق عهده ويزدهر فيه الإنسان ويكون أنموذجاً لنظام منطقته في بناء وانتاج النظام والتعايش بين مكوّناته.
الرهان في هذا الشرق هو على لبنان. من هنا تتم قيامة النظام والإنسان على قاعدة الحوار والتوافق والحلول السياسية. فلنجتمع كحزمة، كأصابع اليد في قبضه، كما كلّنا في جريدة لنُعيد بناء هذا الأنموذج الفريد: لبنان.
لهذا اللبنان، الوردة البيضاء، أكتب نداء أنه لا يكفي أن نحب الوطن بل علينا أن نستحقّه. فهو تاريخ لممالك الشاطئ التي أسّست لطرق التجارة البحريّة وهو تاريخ لسبع حضارات تراكمت على أرضه وهو متحف للتراث الإنساني وهو لؤلؤة الشاطئ والسهل الممتنع والجبل الأشم وأرز الشمال وعاصمة الضوء وجنوب المجد وهو يستحق أن نجتمع جهاته وفئاته وأطيافه من أجل أن لا يدخلنا أي شيطان في التجربة فيستكمل وضع نهاية للتاريخ ولبنان يجب أن يكون في البداية كضوء شمس صبيّة تأتي إلى موعد الصباح.

– جـريدة النهار –

Check Also

غزة ما بعد العصر الإسرائيلي: قيامةٌ لا رجعة منها

يمثّل تحرير قطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي محطّة مضيئة في الصراع المستمرّ مع العدو، كونه …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم