Home / ثقافة عامة / حرب التحرير…من السكين الى الصواريخ البعيدة المدى

حرب التحرير…من السكين الى الصواريخ البعيدة المدى

عباس عطية

قد يكون اليوم هو الوقت المناسب لكي يعيد الشّعب الفلسطيني عقارب الساعة إلى الوراء… إلى أيّام الانتفاضة الشّعبيّة حيث الحجارة وقنابل المولوتوف والاطارات المشتعلة والتّكثيف من عمليّات الطّعن والدّهس وإرباك الحالة الامنية الإسرائيلية.
الحديث هنا لا يدخل في عمليّة التّنظير لرومانسيّات الثّورة التي يتغنّى بها بعض مترفي اليسار وروّاد المقاهي من عشّاق الكوفيّة والرّاقصين على ألحان الأناشيد الثوريّة، بل يتعدّى ذلك كونه بوّابة لاستراتيجيّة المواجهة الشّاملة مع الاحتلال، إذ أنّ المسألة هنا تتعلّق بالعقيدة القتاليّة لجيش الاحتلال والدّور المنوط به كقوّةٍ مهمّتها الحربُ وقتال الجيوش او المنظّمات المسلّحة.
إنّ التّبصّر في العلوم العسكريّة يقينا القصصَ الأسطوريّة التي نسجها جيل الهزيمة حول القدرة العسكريّة الهائلة للجيش الاسرائيليّ، فبالنّظر إلى تركيبة الجيوش العالميّة، يعدّ الجيش الاسرائيلي جيشًا صغيرًا من ناحية القدرة البشريّة، والحديثُ هنا ليس هدفه التّقليل من قوة الاسرائيليّين، بل إيضاحًا للأثر السّلبي المترتّب على ضعف الموارد البشريّة في إسرائيل.
من بين الأسباب التي أدّت إلى هزيمة إسرائيل إبّان حرب تموز ٢٠٠٦ (بحسب تقرير لجنة فينوغراد)، كان غيابُ المهنيّة لدى ضبّاط وجنود العدوّ، وذلك بسبب انخراطهم في قمع الانتفاضة المندلعة في القدس آنذاك، بعد عجز القوى الأمنيّة عن التّعامل مع المتظاهرين/ الأمر الذي اضطرّ الحكومة الإسرائيليّة الطلبَ من قيادة الجيش التدخّل لضبط الوضع. ومع مضيّ السّنوات، تحوّلت ألوية غولاني وغفعاتي وغيرها من ألوية النّخبة إلى قوًى لقمع المتظاهرين وملاحقة “المخربين”، ممّا أثّر سلبًا في عقليّة الجنود بعد نسيان المهارات التي اكتسبوها من التدريب والمناورات لصالح مهام حفظ الامن.
اليوم وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على حرب لبنان الثانية، لازال عديد الجيش الاسرائيلي كما هو، ثمان فرقٍ نظاميّة رئيسية، ثمان فرق هي كلّ ما يقف بيننا وبين فلسطين، المتغيّر الوحيد في هذه المعركة هو نسبة الغضب الفلسطينيّ التي إن فعلت، فإنّها وعلى المدى الطّويل ستصبح جبهةً قائمةً بحدّ ذاتها، قادرةً على تغيير مسار الحرب؛ فلننظر الى التاريخ العسكريّ ونتعلّم أثر تعدّد الجبهات على الجيوش و آثار تفتّت عقائدها القتاليّة.

Check Also

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم