الرئيسية / أخبار صور / رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها فضيلة العلامة الشيخ علي ياسين العاملي هنّأ الشعب الإيراني وشعوب المنطقة بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران

رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها فضيلة العلامة الشيخ علي ياسين العاملي هنّأ الشعب الإيراني وشعوب المنطقة بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران

مؤكداً أنّ هذه الثورة المباركة تُشكّل ضمانة للمنطقة في مواجهة المشروع الصهيو أمريكي الرامي إلى تفكيك الدول الإسلامية ونهب ثرواتها من خلال مشروع الفوضى المدمّرة بإثارة الفتن الوحشية من خلال أدواته الصهيونية والتكفيرية وغيرهما، واطلاق العنان لهمجية الصهاينة والتكفيريين لتشويه صورة الإسلام المحمدي الأصيل .
كلام العلامة ياسين جاء ضمن خطبة الجمعة 9-2-2018م بجامع الدينية في مدينة صور، حيث أكّد أنّ المقاومة وصلت إلى مرحلة التفوق الردعي على الكيان الصهيوني الذي يبني جدران قبره بنفسه، وهذا ما يتطلّب من شعوب المنطقة جميعاً دعم ومساندة أي فعل مقاوم للاحتلال؛ إنّ كان فردياً أو منظّماً، مُشدّداً على أنّ المقاومة ليست وجهة نظر؛ بل هي حالة شعبية مَنْ سار في ركبها انتصر، ومَن خذلها ذُل .
وفي الشأن اللبناني؛ أشاد العلامة ياسين بالأجواء الإيجابية التي تسود العلاقة بين الفرقاء السياسيين، داعياً أن تنسحب هذه الإيجابية على مختلف الملفات التي تمسّ حياة المواطن الذي يجب عليه أن ينتصر على أي عصبية انتخابية، ويُغلّب مصلحة الوطن الذي يحتاج لقيادات نهضوية نظيفة الكف، تعبر بالبلد إلى سيادة القانون والعدالة من خلال برامج تنموية نزيهة تُسهم في استخراج الثروة والمحافظة عليها للوطن وشؤونه .
ومن جهة أخرى أشار العلامة ياسين إلى أنّ الحدود البحرية تمثل الكرامة الوطنية قبل أن تمثل مجرد أمتار تحوي ثروة نفطية مشيدا بخطوة الوزير فنيانوس متمنيا عليه السرعة في تنفيذ مشروع المرفأ الذي تحدث عنه، مُديناً بعض الأصوات النشاز التي تحاول خرق القوة اللبنانية في موقفها المترابط بين الثلاثية الماسية [جيش شعب ومقاومة] التي لولاها لكان البر اللبناني محتلاً، لكنّها أوصلت لبنان لمرحلة توازن الردع التي تفرض على العالم أجمع وعلى الكيان الصهيوني بالأخص العمل على ايجاد حلول تأخذ مسألة السيادة اللبنانية بالحسبان .
وختم العلامة ياسين بتوجيه التحايا للشهيد أحمد جرار وكل شهداء ومنتفضي فلسطين، الذين يسطّرون بانتفاضتهم ملاحم العز والكرامة على طريق القدس، مُتمنّياً أن تتسرّع وتيرة تطوير العمل المقاوم في الداخل الفلسطيني، لا سيما في الضفة الغربية التي تُعتبر الآن في مقدمة المواجهة مع الكيان الصهيوني، مشيداً بالشعب الفلسطيني الذي يُقاتل بإرادته كياناً مدعوماً عالمياً وتسعى بعض الأنظمة العربية للتطبيع معه، في حين أنّ الإرادة الفلسطينية المتجدّدة تُجهض مشاريع التطبيع كما أجهضت مشاريع الاستسلام .

خطبة الجمعة ” التّربية الرّبانية ”
فضيلة الشيخ علي ياسين العاملي [جامع الدينية 9- 2-2018م مدينة صور]

۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ۞
خلق الله البشر، وجعل الدنيا ميدان عمل وسعي، واعتمد مقاييس للترجيح في ما بين بني البشر، غير مقاييس الترجيح عند الناس التي تنطلق من غرائز الناس وتسبّب أمراضاً نفسية، فيعيش صاحبها السخرية والاستعلاء والتكبّر والغيبة والنميمة والبهتان، لكن القرآن وضع مقاييس للترجيح بين بني البشر: أولا: مقياس العلم؛ قال تعالى ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ” ثانياً: مقياس العمل؛ قال تعالى ” وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۖ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ “الميزان الإلهي لرقي الإنسان عند ربّه هو العلم والعمل؛ ليبلغ مرتبة التقوى، ” إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” تنبيهاً للبشر الذين يجعلون مقياس الرقي الغنى والقوة، فيكرموا الغني طمعاً بما له، أو القوي خوفاً، ويحترمونه ولو كان غارقاً في الآثام والمعاصي .
لقد عمل الإسلام على بناء المجتمع الفاضل، وقرن عزّة المؤمنين بعزته تعالى، وحبّب إليهم كل ما يقرّبهم منه سبحانه ويرفع شأنهم ويؤلّف بين قلوبهم، ونهاهم عن كلّ ما يُسبّب أذى للآخرين؛ سواء الأذى المادي أو المعنوي، وجعل للمؤمن على المؤمن حقوقاً، عن المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما حقّ المؤمن على المؤمن ؟ قال: إنّي عليك شفيق, إنّي أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع ولا تحفظ قال: فقلت: لاحول ولا قوة إلا بالله. قال “للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة, وليس منها حقّ إلا وهو واجب على أخيه إن ضيع منها حقّاً خرج من ولاية الله, وترك طاعته, ولم يكن له فيها نصيب. أيسر حقّ منها: أن تحب له ما تحب لنفسك, وأن تكره له ما تكرهه لنفسك. والثاني: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويديك ورجليك. والثالث: أن تتّبع رضاه, وتجتنب سخطه, وتطيع أمره. والرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته. والخامس: أن لا تشبع ويجوع, وتروى ويظمأ, وتكتسي ويعرى. والسادس: أن يكون لك خادم (وليس له خادم) ولك امرأة تقوم عليك وليس له امرأة تقوم عليه, أن تبعث خادمك يغسل ثيابه, ويصنع طعامه ويهيء فراشه. والسابع: أن تبر قسمه, وتجيب دعوته, وتعود مرضته, وتشهد جنازته, وإن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها, ولا تكلفه أن يسألكها, فإذا فعلت ذلك, وصلت ولايتك لولايته, وولايته بولايتك.
والمؤمن ينبغي تبجيله واحترامه؛ لأنه مؤمن – لا لشيءٍ آخر -، لأنّ المؤمن أخو المؤمن – أحبّ أم كره – ويحرم انتهاك حرمة المؤمن، ولا يجوز السخرية منه، ولا يجوز الحكم على إنسان من خلال الظاهر، إذ ربّما كان من أقرب الناس إلى الله سبحانه، في النبوي الشريف: رُبّ أشعث أغبر ذي طمرين؛ مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرّه . قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ” مُقتضى الإيمان أن لا يسخر رجلٌ من آخر، إذ قد يكون خيراً منه، ولا امرأةٌ من امرأة؛ إذ قد تكون خيراً منها، وهذه دعوة للمؤمنين؛ بأن يحمل المؤمن أخاه المؤمن على الأحسن، وكذلك المؤمنة تحمل اختها المؤمنة على الأحسن، ويتواضعوا لبعضهم، إذ قد يكونوا خيراً منهم، وأقرب إلى الله سبحانه، فلا يجوز أن يتنابزوا بالألقاب وبتسميات يكرهونها، حتى لا ترجع إليهم عصبيّتهم، ويختلفوا فيما بينهم، فقد خاطبهم الله سبحانه بخطابه اللطيف ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ” ليثبتوا على إيمانهم، وحتى لا يظلم أحدهم الآخر، ولتمتين روابط الأخوة والمحبّة بين المؤمنين، أمرهم الله سبحانه بعدم الاعتماد على الظن؛ بل يحمل المؤمن أخاه المؤمن على الأحسن، لأنّ بعض الظنّ إثم، ولا يجوز للمؤمن أن يبحث عن معايب أخيه المؤمن، بل عليه – إن وجد فيه سوءةً سترها، وما ذلك إلاّ لبناء المجتمع المثالي، وهذا لا يتم إلاّ بترك السخرية وسوء الظن والتجسّس والغيبة، وأشدّ هذه الأمراض الاجتماعية هي الغيبة؛ وهي أن تذكر أخاك المؤمن بعيبٍ يكرههُ في خَلقه أو خُلقه، فمن تكلّم عن إنسان في غيبته وذكره بوصفٍ لا يُحبّه ولا يرضى بالتحدّث فيه فهو الغيبة، في حديث لأبي ذر (رض) مع النبي (ص) قال: قلتُ يا رسول الله ما الغيبة؟ قال: ذكر أخيك بما هو فيه فقد اغتبته، وإن ذكرته بما ليس فيه فقد بهتّه . وورد ذكر الغيبة في القرآن مرّة واحدة ” وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ “، وعن أمير المؤمنين (ع) لنوف البكالي، قال له: اجتنب الغيبة؛ فإنّها آدام كلاب النار . ثم قال: يا نوف كذب من زعم أنّه ولد حلال وهو يأكل لحوم الناس .
وبالرجوع للآية الكريمة فهي واضحة، ” أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ” أعطى القرآن صورة لمن يذكر عيوب أخيه المؤمن؛ صورة يقشعرّ منها البدن، تصوّر أنّ لك أخاً ميّت، وأنت تقطّع من لحمه وتأكله، فمن يذكر عن أخيه ما يكره فإنّما ينهش من كرامة أخيه، فهو كمن يأكل لحم أخيه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): مررتُ ليلة أسري بي على قومٍ يخمشون وجوههم بأضافيرهم، فقلت: يا جبرائيل؛ مَنْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم . وعن رسول الله (ص) قال: يا أبا ذر؛ إيّاك والغيبة؛ فإنّ الغيبة أشد من الزّنا . قلت: ولِمَ ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله؛ فيتوب الله عليه، والغيبة لا تُغفر حتى يغفرها صاحبها . وعن النبي (ص): ما النار في اليبس بأسرع من الغيبة في حسنات العبد . وفي حديثٍ آخر: إنّ الحسنات تذهب إلى المُستغاب . وعن الإمام الصادق (ع): أنّ رسول الله (ص) قال: من اغتاب امرءاً مسلما بطل صومه ، ونقض وضوءه ، وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف ، وإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله عزّ وجّل . طبعاً المقصود هنا ببطلان الصوم ليس وجوب قضائه؛ بل عدم تحقّق الغاية المطلوبة وهي تحصيل التقوى، فلا شيء أقبح وأنتن من الغيبة، فهي عمل اجرامي، يخدش صوم الإنسان وتُنقل حسناته إلى المُستغاب، ويكون له لسان من نار، ويخمش وجهه بأظافر من نار، مع وعيد وتهديد يوم القيامة، فليس من ذنبٍ أقبح من مرض الغيبة؛ الذي يفتك بصاحبه وبمجتمعه، ويُشتّت شمل المجتمع، وتدبّ فيه الخلافات والتفرقة .
وكما تحرُم الغيبة فكذلك يحرم الاستماع إليها، عن النبي (ص): السامع أحد المغتابين . فيجب على سامع الغيبة ردّها، عن الإمام الصادق (ع) أنّ رسول الله (ص) قال: مَن تُطُوِّلَ على أخيه في غيبة سمعها عنه في مجلس فرَّدها عنه، ردَّ الله عنه ألف باب من الشرِّ في الدنيا والآخرة، وإن هو لم يردّها وهو قادرٌ على ردِّها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرَّة . ونسمع الإمام زين العابدين (ع) يعلّمنا كيف نعتذر إلى الله سبحانه: اللهم إني أعتذر إليك من مظلومٍ ظُلم بحضرتي فلم أنصره، ومن عيب مؤمنٍ ظهر لي فلم أستره. ويقول (ع) في دعاء يوم الاثنين : وَأَسْأَلُكَ في مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدي، فَأيَّما عَبْد مِنْ عَبيدِكَ أوْ أمَة مِنْ إمائِكَ كانَتْ لَهُ قِبَلي مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها اِيّاهُ، في نَفْسِهِ أوْ في عِرْضِهِ أوْ في مالِهِ، أوْ في أهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أوْ غيبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِها، أوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أوْ هَوىً، أوْ أنَفَة أوْ حَمِيَّة أوْ رِياء أوْ عَصَبِيَّة. غائِباً كانَ أوْ شاهِداً، وَحَيّاً كانَ أوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدي وَضاقَ وُسْعي عَنْ رَدِّها إلَيْهِ وَاْلتَحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحاجاتِ، وَهِي مُسْتَجيبَةٌ لِمَشِيَّتِهِ وَمُسْرِعَةٌ إلى إرادَتِهِ أنْ تُصَلِيَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأنْ تُرْضِيَهُ عَنّي بِما شِئْتْ، وَتَهَبَ لي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً .
ليس ثمّة إنسان يخلو من العيوب؛ إلاّ المعصوم، فعلى المؤمن أن يُراقب نفسه، ولا يتكلّم عند الغضب، ويبتعد عن الحسد، وأن لا يرى نفسه فوق الآخرين، لأنّ هذه الأمور من مُسبّبات الغيبة، فلا يغتاب حتى لا تذهب حسناته إلى الشخص الذي اغتابه، وعليه أن يتذكّر دائماً أنه كما له لسان فللآخرين ألسنة، وكما له عين ينظر بها إلى عيوب الآخرين فإنذ للناس أعين ترى عيوبه، وقد أحسن الشاعر حيث قال:
لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلّك عورات وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك معايباً فصنها وقل يا عين للناس أعينُ
يجب على المُغتاب أن يتوب من هذا الذنب العظيم، ويبادر إلى الاعتذار من الشخص الذي اغتابه وانتقص منه، وأن يستغفر الله سبحانه له وللمغتاب، ويذكر من اغتابه في كل مجلس اغتابه به بخير، ويدافع عنه إذا ذُكر بسوء، لتعود له حسناته، ويحافظ على أعماله الصالحة، وعلى المؤمن أن يُراقب لسانه ويلجمه، ولا يُطلق له العنان، عن الحبيب المصطفى (ص): وهل يكب الناس على وجوههم إلاّ حصاد ألسنتهم؟! . وقال (ص): المرء مخبوء تحت طيّات لسانه لا طيلسانه .
فالعاقل يتبصّر في عواقب الأمور؛ لأنه يرجو لقاء الله سبحانه، فيبتعد عن الذنوب، ليُجنّب نفسه ومن حوله عواقبها الوخيمة، فإذا جاء يوم القيامة ووقف للحساب، يسأل عن حسناته؛ أين ذهبت؟ فيُقال له: ذهبت إلى فلان وفلان … الذين اغتبتهم في حياتك، وتحدّثت عنهم بما يكرهونه من الصفات، ولم تعتذر منهم، ولم تتب ولم تستغفر ربّك .
إننا نُهنّئ الشعب الإيراني وشعوب المنطقة بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ونؤكد على أنّ هذه الثورة المباركة تُشكّل ضمانة للمنطقة في مواجهة المشروع الصهيو أمريكي الرامي إلى تفكيك الدول الإسلامية ونهب ثرواتها من خلال الفوضى المدمّرة بإثارة الفتن الوحشية من خلال أدواته الصهيونية والتكفيرية وغيرهما، واطلاق العنان لهمجية الصهاينة والتكفيريين لتشويه صورة الإسلام المحمدي الأصيل. إننا نؤكّد على أنّ المقاومة وصلت إلى مرحلة التفوق الردعي على الكيان الصهيوني الذي يبني جدران قبره بنفسه، وهذا ما يتطلّب من شعوب المنطقة جميعاً دعم ومساندة أي فعل مقاوم للاحتلال؛ إنّ كان فردياً أو منظّماً، ونُشدّد على أنّ المقاومة ليست وجهة نظر؛ بل هي حالة شعبية مَنْ سار في ركبها انتصر، ومَن خذلها ذُل .
وفي الشأن اللبناني؛ نشيد بالأجواء الإيجابية التي تسود العلاقة بين الفرقاء السياسيين، متمنّين أن تنسحب هذه الإيجابية على مختلف الملفات التي تمسّ حياة المواطن الذي يجب عليه أن ينتصر على أي عصبية انتخابية، ويُغلّب مصلحة الوطن الذي يحتاج لقيادات نهضوية نظيفة الكف، تعبر بالبلد إلى سيادة القانون والعدالة من خلال برامج تنموية نزيهة تُسهم في استخراج الثروة والمحافظة عليها للوطن وشؤونه . ومن جهة أخرى نشير إلى أنّ الحدود البحرية تمثل الكرامة الوطنية قبل أن تمثل مجرد أمتار تحوي ثروة نفطية، ونُدين بعض الأصوات النشاز التي تحاول خرق القوة اللبنانية في موقفها المترابط بين الثلاثية الماسية [جيش شعب ومقاومة] التي لولاها لكان البر اللبناني محتلاً، لكنّها أوصلت لبنان لمرحلة توازن الردع التي تفرض على العالم أجمع وعلى الكيان الصهيوني بالأخص العمل على ايجاد حلول تأخذ مسألة السيادة اللبنانية بالحسبان .
ونختم بتوجيه التحايا للشهيد أحمد جرار وكل شهداء ومنتفضي فلسطين، الذين يسطّرون بانتفاضتهم ملاحم العز والكرامة على طريق القدس، مُتمنّين أن تتسرّع وتيرة تطوير العمل المقاوم في الداخل الفلسطيني، لا سيما في الضفة الغربية التي تُعتبر الآن في مقدمة المواجهة مع الكيان الصهيوني، ونشيد بالشعب الفلسطيني الذي يُقاتل بإرادته كياناً مدعوماً عالمياً وتسعى بعض الأنظمة العربية للتطبيع معه، في حين أنّ الإرادة الفلسطينية المتجدّدة تُجهض مشاريع التطبيع كما أجهضت مشاريع الاستسلام .
وآخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .

 تصوير:رامي أمين

شاهد أيضاً

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم