لطالما تمنى المعنيون عن الرياضة والأمن على السواء، أن تأتي القمم المحلية بين الأندية الكبيرة على الشكل الذي كانت عليه في مباراة النجمة والأنصار، القطبان الكبيران، اللذان يتنافسان دائمًا على الألقاب المحلية منذ سنوات طويلة.
كانت الصورة معبرة جدًا، وغيرت انطباع الكثيرين ممن كانوا يخافون من التوجه إلى الملاعب بسبب بعض التصرفات البعيدة عن الروح الرياضية، وبسبب ما سبق وشهدته المدرجات من تحطيم وسباب وصلت إلى الرموز في كافة المجالات.
تغيرت الصورة أمس ورست في أذهان اللبنانيين الذين رأوا مدرجات استاد المدينة الرياضية تزداد يومًا بعد يوم إلى أن تعدت في قمة الكأس، (15 ألف متفرج) في أكبر حضور جماهيري هذا الموسم، قياسًا على المباريات السابقة.
يعود جمهور كرة القدم اليوم من بوابة النجمة الفريق الأكثر شعبية، في الوقت الذي كان فيه الأنصار يضاهيه في السابق عندما كان يحصد المسابقات بشكل منفرد.
استعرض آراء بعض الخبراء بخصوص هذا الملف.
عدنان الشرقي
يقول المدير الفني السابق: “لم تصل النسبة إلى ما كانت عليه منذ أكثر من 15 سنة، باستثناء مباريات المنتخب في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014، حيث غصت مدرجات ملعب المدينة الرياضية، ووصلت في مباراة كوريا الجنوبية إلى 40 ألف متفرج”.
وأضاف: “المنتخب سجل إنجازات مميزة، ما يدل على تعطش هذه الجماهير إلى تحقيق المزيد، كان دائمًا الحضور الجماهيري في التسعينيات على مستوى عال، ولم تكن الملاعب جاهزة بهذا الشكل، لكن رغم ذلك فإن مباريات القمة رسخت فكرة كرة القدم في عقول الكرويين بدون إثارة أي نوع من الشغب أو المتاعب”.
إميل رستم
يرى المدرب السابق إميل رستم أنه في السبعينيات وقبل اندلاع الحرب الأهلية، كان الناس يتابعون الدوري بأعداد كبيرة، وعندما اندلعت الحرب شهد ملعب الصفاء بعض الدورات الخاصة التي جذبت الجماهير بسبب المنافسة بين النجمة والأنصار والصفاء.
وأوضح: “ثم غابت الجماهير لتبدأ بالعودة تدريجيًا إلى الملاعب التي كانت لا تستوعب سوى القليل، وعندما شيدت الاستادات كان ملعب المدينة الرياضي في أفضل فتراته، قبل أن تبتعد الجماهير بسبب الشحن السياسي، لكننا اليوم بدأنا نشهد عودة لا بأس بها، خصوصًا أن الناس حاولت الوقوف صفًا واحدًا في مباريات المنتخب وتناست خلافاتها”.
جهاد الشحف
أكد الأمين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم على موقف الخبيرين السابقين، بقوله: “أين كنا وأين أصبحنا كرة القدم بألف خير، لقد مرت علينا فترة منعت فيها الأجهزة الأمنية دخول الجماهير إلى الملاعب، وهذا حصل بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري”.
واستدرك: “لكنه بعد 2010، ومع ارتفاع مستوى المنتخب الفني الذي دخل التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014، عادت الملاعب لتستعيد عافيتها، بحيث بلغت أعداد الذين وقفوا وراء المنتخب في المباراة الواحدة 50 ألف متفرج، وحاليًا تتزايد أعداد الجماهير في مباريات الدوري والكأس، سواء بملعب صيدا البلدي أو المدينة الرياضية أو في الشمال
9