بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية، أقام منتدى الفكر والأدب في مدينة صور ندوة حوارية مع سعادة المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان الدكتور محمد مهدي شريعتمدار، وذلك في قاعة المنتدى بحضور رئيس المنتدى الدكتور غسان فران، وعدد من الفعاليات والشخصيات والمهتمين. بداية الندوة كانت مع النشيدين الوطني اللبناني والايراني، ومن ثم قدم الندوة الإعلامي يوسف مغنية فقال إن ثورة الشعب الإيراني جاءت بقيادة الامام الخميني (قدس سره) في زمن كان شاهداً على حمأة الصراع (الاميركي – السوفياتي) الذي شطر دول العالم بشماله وجنوبه في انقسام عامودي، متخندقا خلف عقليات متصارعة شيوعية اشتراكية و رأسمالية ليبرالية، عندها انبلج تيار ثالث من بين ثنايا الدجى رافعاً شعار ” لاشرقية ولا غربية جمهورية اسلامية”، تقوده الجمهورية الاسلامية بقيادة الامام روح الله الخميني الموسوي. وأضاف تسعة وثلاثون عاما مرت من الصبر والحصار والعمل الدؤوب، انتقلت ايران من درك الدول المتخلفة الى مصاف الدول المتقدمة من خلال انجازاتها النووية والفضائية فارضة نفسها وبقوة امام العدو والصديق دولة اقليمية عظمى، وعزز هذا الحضور انخراطها في الحرب على الارهاب وخصوصاً في كل من سوريا والعراق ومدها يد العون والدعم للمقاومات العربية وخصوصاً اللبنانية والفلسطينية قافزة فوق جدار الطائفية والمذهبية العفنة. وبعدها كانت مداخلة للدكتور شريعتمدار قال فيها إن الثورة الايرانية وفرت الاجواء المناسبة لتنمية القيم الاخلاقية والإنسانية، والعودة الى الذات، عبر ازالة مظاهر الفساد من المجتمع، وعملت على رفع مستوى الوعي العام والمعنويات، من خلال مكافحة الأمية، التي حققت اغراضها الى حد كبير، في سبيل توفير الامن الإجتماعي والقضائي والمساواة لأبناء الشعب، والعمل على تنميه روح الوحدة والإخاء و اشاعة الأدب الثوري – الديني. وعلى صعيد المنجزات السياسية للثورة الإيرانية، لفت الدكتور شريعتمدار إلى أنه لعل من اهم المنجزات السياسية للثورة الاسلامية في ايران، هي القضاء على الحكم الشاهنشاهي ورفع الظلم عن الشعب الإيراني، من خلال الاتكاء على عائدات البترول، والجيش والأجهزة الأمنية، حيث كان الشاه يسعى وبدعم الأجانب له الى اظهار نظامه بشكل مقتدر، مزيلاً من الأذهان حتى مجرد التصور بزلزلته فكيف بسقوطه، لكن ارادة الله سبحانه وتعالى قد شاءت غير ما اراد الشاه اذ تمكن الشعب الأعزل من السلاح من اسقاط الحكم البهلوي المستبد. وتابع الدكتور شريعتمدار لقد حققت الثورة الاسلامية في ايران العديد من المنجزات على الصعيد الاقتصادي ومن هذه المنجزات الحفاظ على موارد الثروة مثل النفط والحؤول دون نهبها من قبل الأجانب الطامعين والحؤول دون الإسراف والتبذير واستغلال بيت المال، والانكباب على العمل والاهتمام بالقرى وتوفير الإمكانات المعيشية فيها، وتدعيم البنى التحتية للتنمية واعداد الكوادر المتخصصة في المجالات المختلفة وتطوير طرق انتاج الطاقة وبناء السدود، وتطوير شبكه الطرق والمواصلات والمواني واشاعة مراكز التعليم في مستويات متعددة، من اجل تحقيق هدف الوصول الى مرحلة الإكتفاء الذاتي في التصنيع العسكري، والطبي والمدني كصناعة السيارات والصلب والتكنلوجيا كتقنية “النانو”، وصولاً الى الفضاء وفي مجالات اقتصادية اخرى. وخلص الدكتور شريعتمدار بالقول إن منجزات الثورة في ايران لم تقتصر على البعد الثقافي والاجتماعي والسياسي انما شملت ايضاً البعد العسكري، حيث شهدت ايران نقلة نوعية على صعيد تطوير الاسلحة لديها لا بل تجاوزت هذه الحقبة رغم الحصار وغاصت في صناعة الاسلحة كافة بمجهودها الذاتي كصناعة وتطوير الصواريخ الباليستسية والاقمار الاصطناعية وصناعة المدرعات والسفن الحربية والمقاتلات الجوية، بالاضافة الى صناعة الرادارات والدفاعات الجوية وصولاً الى امتلاك تقنية التشويش الالكتروني المتطورة، لتصل الجمهورية الاسلامية بفضل ثورتها الصادقة الى مرحلة الجهوزية لخوض الحروب الالكترونية وعلى نطاق واسع.