الرئيسية / ثقافة عامة / كيف تعرفتُ الى الحاج عماد مغنية ؟!

كيف تعرفتُ الى الحاج عماد مغنية ؟!

«ألمي على الذين عايشوا فقد الشيخ راغب و السيد عباس و الحاج عماد»

منقول عن أحد المجاهدين :
عام ٢٠٠٥، كنت قد قُبلت بفضل من الله في صفوف التعبئة العامة في المقاومة الاسلامية. في يوم من الأيام وأثناء وجودي في أحد مراكز المقاومة المليئة بالكتب الثقافية والسياسية، جذبني اسمٌ على غلاف مجلة الشراع؛ هو اسم “عماد مغنية”. حملت المجلة وكان لدي علم مسبق بطبيعتها المخابراتية، وقرأت المقال.

«هو شخص أسطوري قادر على فعل أي شيء.» هكذا يعبر المقال عنه. واستنتجت ذلك من التهم التي سيقت إليه. دخل ذلك الاسم قلبي، وزاد فضولي للسؤال عنه. من يكون عماد مغنية؟!.
التوجه البديهي بالسؤال كان لأحد الإخوة المسؤولين المتواجدين في المركز. ذهبت إلى غرفته وكان معه فيها أحد المجاهدين. سألته بطريقة عادية و بصوت عالي «حاجّ، مين عماد مغنية ؟». ساد السكون في الغرفة ونظرات التعجب بين الاخوة كأني قد قلت شيئا محرما لا يجب التحدث عنه. كررت سؤالي وقلت «ايه، مين عماد مغنية ؟!». ابتسم الأخ قائلا :«إسأل الحاج فلان» الذي كانت تصلني به صلة قربى. زاد فضولي بعد أن شاهدت رد فعل الإخوة على تساؤلي. وفعلا، ذهبت إليه وقلت “حاج مين عماد مغنية ؟!”.
نظر إليّ باستهجان مستفهما :«شو لي خلّاك تسألني هالسؤال!». فرويت له ما حدث، فرد عليّ منكرا:«لا أعرف»!.
من هنا، أيقنت أن “عماد مغنية ” هو أحد قادة المقاومة المكتومة أسرارهم وأسماؤهم.
بعد عدوان تموز ٢٠٠٦، تصفحت بضعة مقالات أخرى تتحدث عن “عماد مغنية”. رأيت مرة أحد التعاميم المذيل بتوقيع : “رضوان”. كان هذا التعميم من المعاون الجهادي للامين العام “الحاج رضوان”. وكان المجاهدون عندما يتحدثون عنه يذكرون القائد والفذ المبتكر الذي يضبط إيقاعات المقاومة. وبعد فترة تكاثرت الاحاديث السياسية و الاعلامية عن “عماد مغنية” الذي كان حتى تلك اللحظة بطلا أرعب العدو وأذاقه الذل. أما الحاج “رضوان” فكان قائد المقاومة الجهادي. إلى أن كانت ليلة الثالث عشر من شباط استدعينا على عجل، ولم نعرف ما السبب. الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي، قناة المنار تعلن استشهاد القائد الجهادي الكبير في المقاومة الاسلامية الشهيد “عماد مغنية الحاج رضوان”. صرخت مكبّرا “الله أكبر”. شخصيتان أسطوريتان هما شخص واحد، كأن هذا الخبر كان ثقيلا عليّ. لم اتمالك نفسي وقلت لرفاقي للوهلة الاولى “انكسر ظهر حزب الله”. بكيت و شعرت بالفقد، بالخسارة الكبيرة التي لا تعوض.
الصورة الاولى للحاج عماد كانت غصة أكبر . إذ انكشف لي شهيدا كربلائيا عز نظيره وتعرفت إليه بعد شهادته. زاد عشقي له في كل تسجيل صوتي او مصور له.
تكفي كلماته جيلا أو جيلين. وتنشئ تعطاءاته في المقاومة أجيالا من المقاتلين المجهزين الحاضرين للشهادة. ” رضواننا البطل لله قد رحل ” كلمات هذا الرثاء للآن تؤثر بي. وفي كل تأمل لمسار المقاومة و شهادة قادتها وما أصابني عند استشهاد الحاج رضوان. أقول لنفسي :« ألمي على المجاهدين والقادة الذين عرفوا و عايشوا الشيخ راغب و السيد عباس و الحاج عماد وألمي على قلب سيدي سماحة الأمين العام؛ كيف تحمل كل هذا الفقد؟!».

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم