تفاصيل جريمة محطة جزيني: اختلفا بعد تعبئة بنزين بألفي ليرة

” عم تتمسخرني لأني عبيت بألفين ليرة بنزين” عبارة قالها رضى ح. الى عامل محطة جزيني في الزرارية الشاب السوداني حمدي عز الدين محمد، قبل ان يغيب نحو عشر دقائق ليعود بعدها ويناديه، وما إن اقترب منه حتى اطلق رصاصة اصابت عينه اليسرى بشكل مباشر ليفر بعدها من المكان… سقط ابن السابعة والعشرين أرضاً مضرجاً بدمه لا لذنب اقترفه الا أنه كان يقوم بعمله.

حُكم” الأزعر “

حكم “أزعر” على حمدي ان يرى العالم بعين واحدة، منفذاً حكمه عند الساعة الرابعة الا عشر دقائق من يوم السبت الماضي، على الرغم من ان لا معرفة سابقه بينهما، اذ كل ما في الامر كما شرحه صديق الضحية وابن بلده وزميله في المحطة الذي كان معه في مستشفى النبطية الحكومي للاطمئنان على صحته مبارك ياسين لـ”النهار”: “توقف الشاب بسيارة مستأجرة طالبا تعبئة بنزين بألفي ليرة، وبعد ان انتهى حمدي من تلك المهمة، قال له الزبون هل تتمسخر عليّ، اجابه بالتأكيد كلا، انا موظف هنا لتلبية طلبات الزبائن ولو اردت ان تعبئ بخمسمائة ليرة سأنفذ طلبك، اذ لا علاقة لي بالكمية التي تريدها”.

وعما تداوله البعض من ان اشكالا سبق ووقع بين محمد والجاني في بيروت دفعه لمغادرة العاصمة والتوجه الى الجنوب قبل ان يتم التربص له واطلاق النار عليه، نفى ياسين ذلك مؤكداً انها “اشاعات ليس اكثر”.

لقمة عيش مغمسة بالدم

لم يرق للزبون ما قاله حمدي، غاب كما لفت ياسين” عشر دقائق، ليعود ويرتكب جريمته بمسدس اصابه بطلقه من مسافة 20 سنتيمترا”، واشار” ترك محمد السودان قبل نحو 9 سنوات، قدم الى لبنان بحثاً عن رزقه، فهو معيل عائلته المؤلفة من والدته وشقيق اصغر منه وذلك بعد وفاة والده”. مضيفاً “على الرغم من اوجاعه، الا انه يخشى ان تعلم والدته بما حلّ به، وانه فقد عينه بسبب شاب لم يكن على طبيعته عندما اطلق النار عليه ،اذ بدا عليه انه يتعاطى المخدرات”. لافتا “كشفت القوى الامنية عن هوية المجرم، وقد تعرف محمد عليه من خلال صورة عرضها عناصر الامن عليه، كل ما نطلبه الآن ان يتم توقيفه ويتحمل نتائج ما اقترفته يداه مادياً ومعنوياً”.

خسائر جسيمة

اليوم سيخضع محمد لعملية جراحية على يد الاخصائي في جراحة الوجه والفك والترميم الدكتور عدنان جزيني وهو في الوقت ذاته شقيق مالك المحطة، وبحسب ما قاله لـ”النهار”: “انا بطريقي إلى المستشفى لاجراء عملية تثبيت الفك وترميم عظام وجه حمدي عز الدين محمد الذي يعمل لدى شقيقي منذ ستة اشهر”. وعن وضعه الصحي علّق “للأسف تلفت عينه. لا أمل في معاودة رؤيته فيها من جديد، واحتمال كبير ان يتم انتزاعها، كون الرصاصة اصابتها بشكل مباشر، اضافة الى اصابته بكسور في فكه العلوي وتهشم في عظام الوجه بشكل عام، كما ان كرسي العين مهشمة”. لافتاً إلى”أنا وشقيقاي محمد ودرويش تحملنا من ناحية انسانية تغطية العملية الحالية لكن بالمقاييس القانونية على الجاني ان يتحمل المصاريف كما السفارة السودانية أيضاً”، مستطرداً” فتح مخفر عدلون تحقيقا بالقضية، تم التعرف إلى هوية الجاني وهو من جبشيت، مواليد صيدا، ومن سكان بيروت، فار من وجه العدالة وتقوم القوى الامنية بملاحقته”، وهذا ما اكده مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار”.

السفارة السودانية تتابع القضية

السفارة السودانية في لبنان أصدرت بياناً اكدت خلاله انها تتابع “بقلق بالغ وقائع جريمة إطلاق النار على المواطن السوداني حمدي عز الدين عبد الرحمن والذي يعمل في محطة للمحروقات في بلدة الزرارية من قبل شاب مسلح إثر خلاف على تعبئة البنزين، ما أدى إلى إصابته في الوجه بشكل مباشر واقتلاع عينه اليسرى بواسطة مسدس كان يحمله الجاني. إن السفارة إذ تؤكد ثقتها في القوى الامنية اللبنانية التي باشرت التحقيقات، تأمل أن تتسارع الجهود في إلقاء القبض على الجاني إحقاقا للعدالة في دولة العهد. كما تؤكد السفارة أنها تتابع نتائج التحقيقات مع الأجهزة المختصة في بيروت”.