يحمل نادي «ستيوا بوخارست» الروماني، الرقم القياسي، في أطول سلسلة مباريات بدون خسارة في عالم كرة القدم: 104 مباريات. امتدت من عام 1986 حتى 1989. وتلحق أندية «لينكون» الإنكليزي و«شريف تيراسبول» المولدوفي و«سلتيك» الإسكتلندي و«ليفاديا تالين» المولدوفي، في المراكز الأربعة التي تليه. هذه اللائحة الشرفية التي لم تتمكن أندية عالمية من اللحاق بها، قد يحجز فريقٌ لبناني مكاناً له فيها.
وصل فريق العهد الأحد الماضي إلى عامٍ كامل بدون خسارة، في جميع المسابقات الست التي شارك فيها: بطولة الدوري، مسابقتا كأس لبنان وكأس النخبة، كأس السوبر، البطولة العربية وكأس الاتحاد الآسيوي. 37 مباراة لم يسقط فيها بطل لبنان. 25 انتصاراً و12 تعادلاً. 76 هدفاً مسجلاً و21 مباراة بشباكٍ نظيفة.
*عامٌ من أهداف أحمد زريق وحسن شعيتو ومحمد قدوح. عامٌ على خط دفاع صلب، عماده نور منصور وخليل خميس وحسين زين وحسين دقيق وعلي حديد، وخلفهم حارسان عملاقان، مهدي خليل ومحمد حمود. وعام، على قيادة مدربٍ لبناني، اسمه باسم مرمر.*
لم يحقق العهد كل الألقاب التي نافس للظفر بها، وبالتأكيد أن أيامه لم تكن كلها «مُبهجة» طوال هذا العام. النادي شهد تخبطاً في جهازه الفني ومشاكل مع لاعبيه وأخرى مع إدارة اللعبة. لكنه نجح بالوصول إلى مرحلة قد تكون هي الأهم، مرحلة الثقة. بات لاعبو العهد متسلحين بالثقة في جميع المباريات التي يخوضونها، حتى الخارجية منها، وتألّقهم أمام «النصر» السعودي و«الزمالك» المصري و«الفتح الرباط» المغربي في البطولة العربية لم يكن محض صدفة، بل بعد عملٍ وجهدٍ كبيرين من قبل الإدارة والأجهزة الفنية، التي أشرفت ليس على الفريق الأول فحسب، بل على جميع فرق الفئات العمرية، التي تخرّج منها عددٌ كبيرٌ من اللاعبين، يُعدّون من بين الأبرز في لبنان في الوقت الراهن.
أمرٌ آخر تميّز فيه العهد خلال السنوات الأخيرة، هو الاستقرار. على الرغم من أن النادي، «مرتاح» مادياً، إلا أن تعاقداته في سوق اللاعبين لم تكن كثيرة. فالنادي اكتفى في الموسم الماضي بالتعاقد مع ستة لاعبين، ثلاثة منهم من الأجانب، في حين كان منافسه النجمة يضم 13 لاعباً، والأنصار 11 لاعباً. الأمر عينه كان حصل في الموسم الذي سبقه. أما جهازه الفني، فلم يتغيّر سوى ثلاث مرات في السنتين الأخيرتين، وهو عددٌ قد يكون كبيراً في الخارج، لكن في لبنان يُعدّ أكثر من مقبول.
تجربة العهد على صعيد الاهتمام بالفئات العمرية والاعتماد على اللاعبين المُتخرجين من فرقها، والاستقرار في الجهاز الفني، يجب أن تُعمّم على سائر الأندية اللبنانية، للتقدّم خطوة نحو عالم الاحتراف في إدارة اللعبة. هذا لا يعني أن نادي العهد كامل، بل تشوبه نواقص عدة، لكن التقدّم خطوة إلى الأمام أفضل من البقاء في المكان عينه، وبالتأكيد أجدى من التراجع إلى الخلف، وهو ما يحصل مع الكثير من الأندية، ومع المسؤولين عن اللعبة أيضاً.