احيت حركة امل ذكرى الشهداء القادة (محمد سعد، خليل جرادي وحيدر خليل) واخوانهم الذين اغتالهم الكيان الصهيوني الغاصب فيحسينية بلدة معركة في العام ١٩٨٥ . في احتفال حاشد اقيم في الملعب البلدي في بلدة معركة في حضور رئيس المكتب السياسي لحركةامل جميل حايك ، النواب علي خريس وعلي بزي وعبد المجيد صالح وعدد من اعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفذية ، مستشاردولة الرئيس نبيه بري الاستاذ احمد بعلبكي ، مسؤول حركة امل في إقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل، مسؤول حركة امل فيإقليم الجنوب باسم لمع، نائب القائد العام لكشافة الرسالة الإسلامية الحاج حسين عجمي ، قيادات الأقاليم والمناطق والشعب وكما حضررئيس ادارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية المهندس ناصيف سقلاوي، المدعي العام في الجنوب رهيف رمضان ، رئيس إتحاد بلدياتقضاء صور المهندس حسن دبوق وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وممثلين عن القوى الامنية اللبنانية في الجيش اللبناني وقوىالامن الداخلي والامن العام وامن الدولة وممثلين عن الأحزاب السياسية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد من رجال الدين المسلمينوالمسيحيين وعوائل الشهداء والجرحى وحشد من الجماهير.
بدأ الاحتفال مع عزف النشيد الوطني اللبناني ونشيد حركة امل عرفتهم الفرقة الموسيقية لكشافة الرسالة الإسلامية ثم رتل الشيخ عباسسلمان ايات بينات من القرأن الكريم ثم قدم كورال تلامذة ثانوية الشهيد محمد سعد انشودة بعنوان نور ونار… قدم للاحتفال الاعلامييعقوب علوية…
وألقى كلمة حركة امل النائب علي خريس وجاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم، “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا”
السلام على الشهداء، شهداء العهد والصدق الذين مشوا في الطريق الالهي يرجون النصر أو الشهادة، فنالوا مجد الاثنين معا.
السلام اليكم وعليكم
وأنتم ربيع حضورنا الذي لا يعرف اليأس، أيتها القمم والقامات الشامخة، يا أطهر الناس، ها نحن نأتيكم في اذار الدم والشهادة، ناتيكم لانأتي الى غائب بل الى سادة الحضور، الى الشهداء ملوك الارض وأمراء السماء
نأتي الى معركة، من بوابة القرى المسكونة بالرفض وأساطير المقاومة الشعبية التي لبت نداء الامام الصدر في تكوين مجتمع الحربوالمقاومة، فكانت قلاعا عصية على الاحتلال، دخل العدو الى عواصم عربية لكنه سقط على أعتابها، على أعتاب معركة والقرىالجنوبية، دخل العدو الى عواصم عربية لكنه سقط على أعتابها، لكي تبقى تلك المحطات حكايات لا تنتهي، عن نساء ورجال وأطفالوشيوخ جمعهم حبهم للامام القائد السيد موسى الصدر ولغرسته المباركة، أمل، ذابوا في التراب أو استحالوا مواسم خير لا تعرفالبوار، بل تفقه سر الانتصار، ندخها من بوابة محمود خليل، وحسين سعد، وسامي مصطفى وأخوانهم، ندخل الى معركة بوابة المجدالبطولي في الرابع والعشرين من شباط، حيث معركة تتحول كما وصفها الاعلام الدولي الى احدى عواصم الحروب الكبرى، تخرج عنصمتها تبوح كما عطر الورود في أريجها تلون الارض بالدم القاني يضفي حمرة على اقحوان الحقول، والحديث عن أم القرى واخواتهايطول ويطول.
ندخل من بوابة الشهيد محمد سعد قائد المقاومة في الجنوب الذي أسقط عروش الطغاة واخذ مكانه في عرش القلوب، ذلك الثائرالحسيني الذي شكل مدرسة جهادية في القيادة والثقافة والمقاومة والتعبئة الثورية حتى تحول الى رقم صعب في معادلة الصراع،وعندما اتخذ القرار في مواجهة الاحتلال، تحداهم بلغة الواثق من نهجه وايمانه، اعلموا ان الام لهذه الارض والرقم الصعب الذييستحيل تجاوزه، قال سنلاحقكم، في مواقعكم في نومكم، سنحول أحلامكم الى كوابيث، محمذ سعد الذي تسابق اليه الاعلام الحربيوالدولي ليتعرف الى الرجل الاسطورة الذي أرعب المحتل، حتى قال أحد قادة العدو، أن القضاء على محمد سعد، يعادل القضاء على مئةقرية جنوبية وأكثر، كان جيشا في جسد نحيل كما كان امامه أمة في رجل، محمد سعد الذي اتخذ قرارا بتوجيه وتنسيق يومي أو شبهيومي مع دولة الرئيس المقاوم الاستاذ نبيه بري، قرارا باسم الوطن كله ليواجه الاحتلال بامكانات متواضعة، وارادة فولاذية قائدا مقاوماموجها للمقاومين مجهزا للاستشهاديين، حسن قصير وأحمد قصير، والمنفذ مع اخوانه للعمليات التي فرضت الإنسحاب الأول للصهاينةعام 1985 ، وسقوط نظرية الإجتياح النزهة ، وصولا الى التحرير عام 2000 . وهذه الروحية أسقطت فيما بعد كل اشكال العدوان .
ندخل الى معركة من بوابة خليل جرادي ، القيادي المقاوم والعقائدي العنيد الذي بث فكر وروح المقاومة صوتا وقبضة حسينية ، يمسكبجمر القضية ، يمجد الشهداء ويقول الشهداء هم أمراء أهل الجنة ، هم الذين يعطون النصر والعزيمة والقوة . سألوا خليل جرادي مابديل 17 أيار ، فأجاب دمي بديل 17 ايار . لقد علمنا دروس العزة والإباء وهو يقول اننا أعزاء ما دمنا نهب دماءنا لهذه الأرض .
نعم هؤلاء هم قادتنا وشهداؤنا ، هم عناوين تضيء فكرا وجهادا .
الشهيد القائد حيدر خليل كان في كل الساحات ، وكان يترجم حلم ووصايا الإمام الصدر بمواجهة الإحتلال و لا تكتمل الصورة الا بكلالوجوه الكضيئة التي أنارت ليل الوطن وفتحت نوافذ صبحه لآفاق المجد والحرية والكرامة . شركاء الدم والعطاء والتضحية حسينشعيتلي ، علي عباس ، الدكتور خليل عطوي ، علي عندور ، أحمد رومية ، أحمد فواز ، السيد أحمد حسين خليل ، محاسن حيدر وطفلها.
أيها الأعزاء ، ايها الأباء أيتها الأمهات ، الإخوة والأخوات جئتم وجئنا جمعيا لنجدد العهد للشهدا اننا لن نتهاون بدمهم وبهذا الرصيدالكبير والامانة التي اودعونا اياها في ان نعمل من أجل الجنوب القوي المقاوم . نستند الى هذا المخزون الجهادي والى تكامل الجيشوالشعب والمقاومة . ان هذا العدو الذي سما هذه الأرض وادي الآلام والدموع يعرفنا جيدا ، وقد خَبِرَنا وخبر بأسنا ، مهما توّعد وهددوبعث بوفود وبوسطاء ، لقد كان موقف الأخ الرئيس بري واضحا وجليا هذه التسويات كل التسويات في ما يتعلق بنفطنا ومياهنا وغازنامرفوضة ولن نرضى يوما بالتسويات وأنصاف الحقوق ، وليكن هذا واضحا لهذا العدو ولكل من يحاول مؤازرته على حساب حقوقناوثرواتنا .
أيها الأعزاء هذه المنارات المضيئة من شهدائنا وقادتنا علمتنا أن نكون أقوياء و لا نستجدي حقوقنا وكرامتنا ، فلا مكان للضعفاء تحتدالشمس كما علمنا الأمام موسى الصدر .
إن العدو الإسرائيلي لطالما حاول النفاذ من سياسة الوهن والإنكسار ، وقوة لبنان في ضعفه ، فتحول لبنان الى حقل رماية للإعتداءاتومسرح للمؤامرات ، لكن حمايته بقرار المقاومة والمواجهة قسقطت أحلام العدو الذي اعتب ان الجنوب دفرسوارا ومعبرا لضربالتركيبة اللبنانبة وتطبيق النظرية التي تتحكم بالعقل الصهيوني . ( إن العربي الجيد هو العربي الميت ، ولبنان الجيد هو لبنان المشوه،لبنان الحرب ، المأزوم والمهزوم والذي يشكل مدى حيوي للأطماع الإسرائيلية على مدى التاريخ .
أيها الأعزاء ، تعالوا ننطلق من جنوب المقاومين الأحرار ، وجنوب الانتصار لنبني دولة حقيقة على قدر التضحيات المجاهدين وآمالالاجيال التي تتطلع إلينا، الدولة التي نتشكل ضمانة للجميع ، كما أن هذه الدماء التي سالت ، الدولة التي نفتش عنها كل يوم لم نعثر عليابعد في حياتنا السياسية وفي شؤوننا وفي يوميات المواطنين .
أيها الأعزاء إن قوة لبنان ليست في ضعفه ، بل قوة لبنان في وحدته ومقاومته وفي شعبه وجيشه ، وإننا في حركة أمل لم ولن نتأخريوما في بناء هذه الدولة ، دولة المواطنة والمؤسسات التي تتجاوز آفة الطائفية الى رحاب الوطنية الجامعة ، مهما حاول البعضاستحضار العناوين الطائفية المذهبية ، لأهداف شعبوية عابرة ، نريد الدولة التي تقوم على شراكة سياسية حقيقة ، ونحن أحرص ماننكون على ذلك ، وتجربتنا في حركة أمل ، وتجربة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية أصدق تعبير على ذلك”، نحن لم نترك وطننافي ساعة الشدة حين أراده البعض ان يكون بيتا لمنازل كثير .
نعم أيها الأعزاء ايها الأوفياء للشهداء ، ان اللبنانيين قادرون على النهوض بوطنهم وأخذ العبر من المراحل السابقة ، لنبني معنابوحدتنا وبوفاقنا الوطني لبنان القوي على اسس سياسية واقتصادية وادارية سليمة فيها صفة الديمومة والإستمرارية. ولكي لا نظلأسرى واخر الأمل والضوء ولا نحصد سوى الظلام في بلد النور والحرف ، حيث نسينا للأسف أن سفن ابداعنا رست يوما على مرافئالعالم .
ايها الأعزاء نحن قادمون على استحقاق سياسي انتخابي وهو محطة في سياق تعاطينا مع أهلنا ووطننا . فهذا الجنوب ، لم يبخل يومافي الدماء ، انتصارا لمبادئه وخياراته ، سيكون منحازا دائما كما كل جهات الوطن لهذا الخيار الوطني الإنمائي المقاوم الذي صنع مجدلبنان وكرامة أبنائه .
أيها الاعزاء في هذه الانتخابات تحدثنا عن مشروعنا الذي أطلقه دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري في اعلان اللائحة وهو برنامج يشكلاستكمالا لنهجنا ومسيرتنا في تقديم كل ما هو ممكن لوطن يليق بهذه التضحيات وطموح انسانه، حيث اننا أعلنا بوضوح تحالفناالانتخابي والاستراتيجي مع الاخوة في حزب الله وقدمنا نموذجا يحتذى به في مسار التفاهمات الانتخابية، لان هذا التحالف هو قوةللبنان وحماية للبنان وضمانة لمستقبله ليس على حساب أحد على الاطلاق، او الغاء لاحد، لاننا لسنا فقط مع لائحة واحدة فليكن هناكعدة لوائح، فليعرف الجميع عن هذا الامر، ويعرف الجميع هذه الحقيقة، اننا ننظر لهذه الانتخابات كمحطة وفرصة لاعادة صياغة نظامناالسياسي وتعزيز منطق الدولة لا سيما أننا في وضع لا نحسد عليه في واقعنا الاقتصادي والاداري وكل مستويات بنية الدولة، ان اقرارالموازنة يشكل قوة دفع أساسية لتقديم صورة أفضل لوطننا وصورة لبنان أمام العالم، حيث أننا مقبلون على استحقاقات ومؤتمراتدولية لها علاقة بدعم لبنان وتقوية عناصر قيامة الدولة اذا صدقت النوايا الدولة القادرة والمتأهبة دائما.
أيها الاوفياء للشهداء وللقائد السيد موسى الصدر، ولحامل الامانة دولة الرئيس نبيه بري نقرا في رسالة الدماء والشهداء واقع عربيأفضل لمغادرة حفلة الجنون التي تعصف بأوطاننا، وأن نعود خير أمة أخرجت للناس، نستعيد وحدتنا وأخوتنا، عدونا اسرائيل والارهابالتكفيري والعقل التفتيتي انها أعداء كافية وعلينا أن نفكر أكثر فأكثر بفلسطين وبالقضية الفلسطينية، هذه القضية التي هي بحاجة اليناجميعا، ليس فقط الى الكفاح المسلح والى المقاومة في العدو الاسرائيلي بل دعم عربي ووضع كل الامكانيات من أجل تحرير فلسطين.
في تقييم للشهيد القائد خليل جرادي لمواجهة 24 شباط 1965 في معركة قال: هي انتفاضة على طريق القدس وفلسطين، نعم هذهانتفاضة نحن معها قلبا وقالبا.
في الختام نجدد العهد للشهداء القادة الذين استشهدوا من أجل أن نحيا جميعا ومن أجل أن يحيا الوطن.