إحتفالاً لمناسبة اليوم العالمي للمر أة في مركز باسل الأسد الثقافي برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رندى عاصي بري وحضور ممثل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون العميد الركن محمد رومية ،رئيس اتحاد قضاء صور المهندس حسن دبوق،قائمقام صور محمد جفال ، ممثل مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال الشيخ عصام كساب ، ممثل مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله الشيخ ربيع قبيسي ، ممثل المطران ميخائيل أبرص النائب العام الاسقفي انطوان رعد ، آمر مفرزة صور في قوى الأمن الداخلي العقيد عبدو خليل ووفود من قوات اليونيفل والصليب الأحمر الللبناني والدفاع المدني ومدارس للمنطقة ٠
بعد النشيد الوطني اللبناني والنشيد الإيطالي وتقديم من الدكتور يوسف
القى قائد القطاع الغربي في اليونيفل الجنرال رودولف سغانغا كلمة ابدى فيها عن فخره كرجل عسكري في ظل وجود العديد من النساء اللواتي التحقن مؤخراً بالقوات المسلحة في العديد من الدول وعلى الرغم من ان اعدادهن ما زالت أقل من الرجال فإن عمليات حفظ السلام هو احد المجالات التي تقود الى هذه المساواة ٠
وقال : كفريق عسكري مؤلف من رجال ونساء نجتمع هنا للإحتفال بإنجازات النساء وبكونهن اصبحن مثالاً يحتذى به في العمل العسكري ٠ وان جنديات حفظ السلام لهن دور اساسي في التواصل مع النساء في المجتمعات المحلية والإستماع اليهن للتعرف على حاجتهن وهواجسهن ، مشيراً الى ان نساء لبنان بشكل عام ونساء الجنوب على وجه الخصوص هن مثال يحتذى بالقوة والصمود والشجاعة ٠
واضاف : ان كل جندي من رجال حفظ السلام يعترف بدورهن في المجتمع اللبناني ودورهن في حفظ السلام والأمن ، لافتاً الى ان النساء اللبنانيات برهن وخلال سنوات الحرب الطويلة انهن اساس بناء مجتمعاتهن ولهن الدور الأساس في الحفاظ على النسيج الإجتماعي ، وقد أظهرت ذلك في مجال التربية ، الإقتصاد والصناعة والعمل الإجتماعي والسياسي ٠
وختم الجنرال سغانغا لكافة نساء لبنان وللنساء المشاركات في اليونيفل يوماً سعيداً في عيدهن.
والقت راعية الاحتفال كلمة جاء فيها:”إنه ليشرفني مجدداً رعاية إحياء يوم المرأة العالمي ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتكريم المرأة العاملة في قوات الطوارئ الدولية ، هذه المرأة التي حملت في قلبها ووجدانها روح السلام ، والتي قدمت على الدوام صورة مشرقة لنجاحات المرأة عبر التاريخ وفي مختلف الأمم ، أحمل إليها اليوم من دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومني شخصياً ، كل التقدير والإحترام لدورها الرائد والمتقدم في صنع السلام … فالسلام أيتها السيدات والسادة ثقافة الأقوياء … والقوة تكون دائما في نشر ثقافة العدل والتسامح والمشاركة والبناء.
أيتها السيدات
الحضور الكريم
أربعون عاماً مرت على وجود قوات اليونيفيل في الجنوب منذ العام 1978 ، خبرها أهل الجنوب في مر الأيام وحلوها ، سنداً وعوناً لهم ، فأصبحت من النسيج الجنوبي ، تتشارك مع أهل القرى الخبز والملح ، الشقاء والتعب ، الفرحة والألم ، الأمل والمستقبل ، وحتى الجرح والشهاده ، فقدمت هذه القوات على أرض الجنوب نحو ثلاثماية جندي وضابط سقطوا من أجل الإنسان .
وها نحن اليوم نكرم ركناً أساسياً من هذه القوات ، فالمرأة العاملة في اليونيفيل تحت أي صفة كانت( عسكرية كانت أم مدنية ) ، تشكل نموذجاً واضحاً ومشرقاً لقدرة المرأة على مشاركة الرجل في تحمل المسؤولية في خدمة السلام العالمي ، فهي التي تحملت عناء الغربة عن وطنها الأم ، من أجل تحقيق ذاتها وإيصال رسالتها في خدمة الإنسان إينما كان .
أيتها السيدات والسادة …الحضور الكريم… لن أدخل اليوم في سرد تاريخي لكفاح المرأة عبر عقود من الزمن ، بل وربما لعقود من التاريخ القديم ، ولا أريد أن نحول هذه المناسبة لتكون محطة ننتصر فيها لقضايا المرأة ، فجهودنا ونضالنا التراكمي لأكثر من ثلاثون عاماً ، وبعزيمتنا وإيمانتا المطلق بقضية المراة وحقوقها ، أسّسا لما وصلنا إليه اليوم ، وما سنصل إليه في المستقبل القريب من تحقيق العدالة الكاملة في المساواة بين الرجل والمرأة ، وليس المقصود هنا عدالة الحقوق بل عدالة الواجبات وتحمل المسؤوليات في صنع القرار و بناء الدولة.
ولأن المناسبة لتكريم المرأة العاملة في قوات اليونيفيل ، هذه المرأة الأم والأخت والإبنة ، لا بد من أن نسلط الضوء على جزء يسير من مساهماتها ونجاحاتها في عمليات حفظ السلام والحفاظ على الإستقرار على مدى عقود ، ولمساعدتها أيضاً للمجتمعات المحلية وخاصة الجنوبية في مجالات التنمية المجتمعية والإقتصادية والثقافية والرعاية الصحية. فقرار مجلس الأمن 1325 لعام 2000 ، شدد على أهمية مشاركة المرأة المتكافئة والكاملة كعنصر فاعل في منع نشوب المنازعات وإيجاد حل لها ، وفي مفاوضات السلام ، وبناء السلام وحفظ السلام. فالجنود والضباط الإناث قادرات على أداء نفس المهام ونفس الصلاحيات التي يؤديها نظراؤهن من الذكور، فوجودهن في الخطوط الأمامية يشكل قيمة مضافة ، وفي هذا المجال أقدر كثيراً ما قاله الجنرال مايكل بيري ، أثناء زيارة تفقدية له لدورية نسائية راجلة في منطقة رميش ، عن دور المرأة العاملة في اليونيفيل ، فقال: “أعتقد بأن القيمة المضافة لدور المرأة أمر رائع . لقد لاحظنا ذلك من خلال هذه الدورية ، ونأمل أن نطور هذه التجربة في منطقة عملياتنا. ان الدوريات تعطي جندياتنا الفرصة للتفاعل مع المجتمع المحلي.” فهذه التجربة تشكل برأيي خطوة متقدمة قامت بها اليونيفيل ، من أجل إبراز قدرة المراة على تحمل كافة المسؤوليات بعيداً عن عامل الجنس أو الجندر، فالنساء العسكريات في قوات اليونيفيل تقدمن القدوة الحسنة في البيئة الجنوبية ، وتعملن على تشجيع المرأة اللبنانية للإنخراط في القوى الأمنية لتحمل مسؤولياتها في الإستقرار الوطني والإجتماعي .
أما لجهة مساهمة المرأة العاملة في قوات الطوارئ الدولية في مجالات الرعاية الصحية والتنمية المجتمعية والإقتصادية والثقافية ، فالحديث يطول عن هذه المساهمات ولضيق الوقت سوف ألقي الضوء على بعضها ، فالبرغم من إن الإسهامات التنمومية والإنسانية ليست من مهامها ، كان لقوات الطوارئ الدولية وخاصة المرأة فيها ، ومنذ عقود وجهتها الإنسانية في معالجة أثار حروب الإحتلال الإسرائيلي وأطماعه في أرضنا ومياهنا وإرثنا وثقافتنا ، فساهمت برعاية وتأهيل قلاع ومواقع أثرية مثل تبنين ودير كيفا وغيرها ، كما قدمت هذه الوحدات مشكورة الخدمات الطبية على مختلف أنواعها لسكان القرى وكان آخرها الحملة الطبية التي قامت بها الوحدة الفلندية والفرنسية بتقديم الدعم الطبي لحوالي ٦٠٠ طفل في بلدة برج قالاوية والتي تهدف الى تقديم كافة الخدمات الطبية لأطفال المدارس الرسمية ، كما وتعمل هذه القوات على إقامة العديد من البرامج التدريبية المختلفة للسكان وبصورة منتظمة ، سواءً من خلال برامج التدريب على أجهزة الكمبيوتر، واللغات ، وثقل المهارات المتعلقة بصنع المنتوجات الريفيىة وحفظها، بالإضافة إلى برامج دعم المرأة الريفية .
أيتها السيدات
الحضور الكريم
ولأن اليوم هو يوم المرأة العالمي ، ومن على منبر لطالما شكل عامل سلام وإستقرار وإنصاف ، لا نستطيع إغفال ما تتعرض له المرأة في الكثير من الدول ، وخاصة المرأة الفلسطينية والمرأة في دول ما يسمى الربيع العربي وأنا أسميه الجحيم العربي للأسف . فالمرأة والطفولة تتعرض لإبشع أنواع الإضطهاد والتنكيل والقتل اليومي والجماعي ، وعلى مرأى جميع المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية والدول الفاعلة والمقررة في مجلس الأمن الدولي ، فلا من يسمع ولا من يرى وخاصة عندما يتعلق الأمر بإدانة عنصرية إسرائيل وجرائمها . ونحن وأنتم تعلمون كيف تعدل التقارير التي تدين إسرائيل بين ليلة وضحاها ، وكيف يعاقب من يقول كلمة الحق في المنظمات الدولية ، وكيف يقلص الدعم المالي عن الصناديق والمنظمات التي تدعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في أرضهم وتراثهم ومقدساتهم . فاليوم أتوجه إليكن أيتها السيدات ، وكما عهدناكن دائماً ، أن تكونوا خير من يوصل الصورة الحقيقية لما تتعرض له المرأة في بلداننا العربية والمشرقية بصورة خاصة .
وفي الختام وأنتن مسكه وعطر زهوره ، إسمحو لي أن أتقدم بالشكر بدايةً لقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال مايكل بيري على حضوره بيننا ، و لقائد القطاع الغربي لليونيفيل والوحدة الإيطالية العميد رودولفو سغانغا ، ولرئيس إتحاد بلديات صور الأستاذ حسن دبوق ، ولكل مساهم في تنظيم وإنجاح هذا الإحتفال ، ولكنّ أيتها السيدات الأنيقات بحضوركن والجميلات بأفعالكن، ألف تحية وتحية ، فأنتن سفيرات سلام لدولكم وللإنسانية ، حجزتن مقعداً لكم في قطار النضال ، فاستمروا في التقدم الى الامام مع أسماء كبيرة من دولكم ، طبعت ورسخت كأعلام متوهجة تضيء درب الباحثات عن صنع السلام ومساعدة الإنسان .
عشتم و عاشت قوات الطوارىء الدولية عاشت المرأة و عاش لبنان.
وتخلل الإحتفال العديد من العروض الفنية والموسيقية والرقصات وفنون التكواندو قدمها مشاركون في قوات اليونيفل.
تصوير:كونت حاجو