Home / أخبار صور / ياسين: لخطة تنهض بالواقع الاقتصادي وتحفظ المال العام

ياسين: لخطة تنهض بالواقع الاقتصادي وتحفظ المال العام

اعتبر رئيس “لقاء علماء صور” ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين أن “هذه الانتخابات النيابية لا بد أن تكون بمنطق انتخاب المرشح الأنزه والفعال ليرتقي منبر المجلس النيابي”، موضحا أن “هذه الانتخابات المتلازمة والوضع الاقليمي والهجمة الشرسة على محور المقاومة، يستلزم من كل لبناني أن يبادر إلى تفعيل مشاركته في هذه الانتخابات، حفاظا على مصادر قوة لبنان، لاسيما المقاومة، على أمل أن نصل في الانتخابات اللاحقة أن ننتخب على أساس ما يقدمه النواب من خدمات ومشاريع وخطط تنموية للبلد”.

وأكد أن “لبنان بلد العيش المشترك والطوائف فيه نعمة، فلننطلق من تعاليم هذه الطوائف، ولنترك شعارات الطائفيين، بترك الخطابات الحادة، والتركيز على مصالح الوطن والمواطنين، والابتعاد عن المواقف التي تسبب الاستنفار الطائفي أو المناطقي، وأن يكون منطلقنا من اختيار المرشحين منطلقا من المصلحة العامة ومصلحة الأجيال القادمة، وأن تحاسب كل من لا يهتم بمصالح هذا البلد وأبنائه.

وطالب ياسين المرشحين “بوضع خطة للنهوض بالواقع الاقتصادي للبلد، تحفظ المال العام، وتوقف الهدر والسرقة، وتعمل على استرجاع شيء مما تهب، والحفاظ على عوامل القوة في نهضة الوطن والحفاظ عليه، خلاصة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي حررت الأرض، وأبعدت خطر الإرهابيين” .

وختم ياسين بالدعوة إلى “تعزيز العمل اللبناني الفلسطيني لحماية الأمن والاستقرار المشترك بين المخيمات والجوار، مشيدا “بالانتفاضة الفلسطينية المتصاعدة في وجه الغطرسة الصهيونية”.

خطبة الجمعة [ آثارُ الذُنُوبِ] فضيلة الشيخ علي ياسين العاملي [جامع الدينية 9- 3-2018م مدينة صور]

﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
نتقدّم من مقام صاحب العصر والزمان (عج) والأمة الإسلامية بالتهاني والتبريكات بمناسبة مولد سيدة نساء العالمين أمّ أبيها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وانطلاقاً من هذه الذكرى المباركة ندعوا المؤمنين والمؤمنات بالاقتداء بسيرتها وآثارها وتوصياتها الجليلة .
إن الله سبحانه خلق الخلق ليعبدوه، ورسم لهم طُرق الكمال والاستقامة، وأنعم عليهم بالأنبياء والأوصياء، وأمر بالاقتداء بهم والسير على نهجهم، فمَنْ سار على نهجهم كان من المُطيعين المستقيمين، ومَنْ خالفهم وخرج عن طريقهم ونهجهم؛ إمّا أن يصير كافراً، أو منافقاً، فمن انتبه إلى نفسه ورجع عن الخطأ وندم وتاب وأصلح ما بينه وبين الله؛ فإنّ الله يتوب عليه ” فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” .
وقد وعد الله سبحانه المؤمنين بخيرات كثيرة في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا لهم الفلاح والهداية والعزّة والنصر، قال تعالى ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ” وقال سبحانه ” وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ” وقال جلّ شأنه ” وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ” وقال أيضاً ” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ” فلهم العزة والاطمئنان في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة ” وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “، يقول أمير المؤمنين (ع): فَأَمَّا أَهْلُ الطَّاعَةِ فَأَثَابَهُمْ بِجِوَارِهِ وَخَلَّدَهُمْ فِي دَارِهِ حَيْثُ لَا يَظْعَنُ النُّزَّالُ وَلَا تَتَغَيَّرُ بِهِمُ الْحَالُ وَلَا تَنُوبُهُمُ الْأَفْزَاعُ وَلَا تَنَالُهُمُ الْأَسْقَامُ وَلَا تَعْرِضُ لَهُمُ الْأَخْطَارُ وَلَا تُشْخِصُهُمُ الْأَسْفَارُ .
فمن ثبت على الطاعة يعيش في الدنيا سعيداً، ويُحشر في الآخرة حميداً، أمّا الذين اتبعوا الشهوات، وأقاموا على الذنوب؛ فإنّ الله يبتليهم بابتلاءات عديدة في الدنيا، ويلقيهم في جهنّم في الآخرة، إذ أنّ للذنوب آثار تكوينية وتشريعية، ورد في دعاء كميل عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اَللّـهُمَّ اغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّـرُ النِّعَمَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ .
إنّ من الذنوب ما يُعاقب عليها الإنسان في الدنيا قبل الآخرة، عن رسول الله (ص): خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر و لا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت و لا طففوا المكيال إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر . وفي كتاب [معاني الأخبار]: سمعت زين العابدين علي بن الحسين (ع) يقول: * الذنوب التي تغير النعم : البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير ، واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر . قال الله عز وجل : ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ” . * والذنوب التي تورث الندم : قتل النفس التي حرم الله . قال الله تعالى : ” وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْس الَّتِي حَرَّمَ اللَّه “. وقال عز وجل في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله “فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ” . وترك صلة القرابة حتى يستغنوا ، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، وترك الوصية ورد المظالم ، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان . * والذنوب التي تنزل النقم : عصيان العارف بالبغي والتطاول على الناس والاستهزاء بهم والسخرية منهم . * والذنوب التي تدفع القسم : إظهار الافتقار ، والنوم على العتمة ، وعن صلاة الغداء ، واستحقار النعم ، وشكوى المعبود عز وجل . * والذنوب التي تهتك العصم : شرب الخمر ، واللعب بالقمار ، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح ، وذكر عيوب الناس ، ومجالسة أهل الريب .* والذنوب التي تنزل البلاء : ترك إغاثة الملهوف ، وترك معاونة المظلوم ، وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.* والذنوب التي تديل الأعداء : المجاهرة بالظلم ، وإعلان الفجور ، وإباحة المحظور ، وعصيان الأخيار ، و الانطباع للأشرار . * والذنوب التي تعجل الفناء : قطيعة الرحم ، واليمين الفاجرة ، والأقوال الكاذبة ، والزنا ، وسد طرق المسلمين ، وادعاء الإمامة بغير حق . * والذنوب التي تقطع الرجاء : اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله ، والتكذيب بوعد الله عز وجل . * والذنوب التي تظلم الهواء : السحر ، والكهانة ، والايمان بالنجوم ، والتكذيب بالقدر ، وعقوق الوالدين . * والذنوب التي تكشف الغطاء : الاستدانة بغير نية الأداء ، والاسراف في النفقة على الباطل ، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام وسوء الخلق ، وقلة الصبر ، واستعمال الضجر ، والكسل ، والاستهانة بأهل الدين . * والذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية ، وخبث السريرة ، والنفاق مع الاخوان ، وترك التصديق بالإجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها ، وترك التقرب إلى الله عز وجل بالبر والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول .* والذنوب التي تحبس غيث السماء : جور الحكام في القضاء ، وشهادة الزور ، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة و القرض والماعون ، وقساوة القلوب على أهل الفقر والفاقة ، وظلم اليتيم والأرملة ، وانتهار السائل ورده بالليل .
وأمّا في الآخرة؛ فلهم ” جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ “، عن أمير المؤمنين (ع) قال: وأما أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار، وغلَّ الأيدي إلى الأعناق، وقرن النواصي بالأقدام، وألبسهم سرابيل القطران، ومقطعات النيران في عذابٍ قد اشتدّ حرّه وبابٌ قد أُطبق على أهله، في نارٍ لها كَلَبٌ ولَجَبٌ ، ولهبٌ ساطعٌ، وقصيفٌ هائلٌ، لا يظعن مُقيمها، ولا يفادى أسيرها، ولا تفصم كبولها، لا مدّة للدار فتفنى، ولا أجل للقوم فيقضى .
وعن الإمام الصادق (ع): أما إنّه ليس من عرقٍ يضرب ولا نكبةٍ ولا صداعٍ ولا مرضٍ إلّا بذنبٍ، وذلك قول الله عزَّ وجلَّ في كتابه ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ قال، ثمّ قال (ع): وما يعفو الله أكثر ممّا يؤاخذ به . وعن الإمام الباقر (ع): إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً، فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تقضِ حاجته، واحرمه إيّاها؛ فإنّه تعرّض لسخطي واستوجب الحرمان منّي . وعن الإمام الصادق (ع): نّ الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإنّ العمل السيّئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم .
وأحياناً يأتي البلاء من الله رحمةً للمؤمن، والنعمة في الدنيا نقمة على المنافق، ورد في الحديث: إن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يهين منافقاً وعنده حسنة أعطاه المال مقابل تلك الحسنة فإن لم يفعل به ذلك أعطاه الصحّة مقابل تلك الحسنة فإن لم يفعل به ذلك هوّن عليه الموت مقابل تلك الحسنة حتى يموت ولا حسنة له ، وعكسها إذا أراد الله أن يكرم مؤمناً وعليه ذنب فإنّه يقتر عليه الرزق مقابل ذلك الذنب فإن لم يفعل به ذلك ابتلاه في صحّته مقابل ذلك الذنب فإن لم يفعل به ذلك شدّد عليه الموت مقابل ذلك الذنب حتى يموت ولا ذنب عليه .
فإذا صبر الإنسان على البلاء يجعل الله له ذلك ذخيرةً ينتفع بها يوم لا ينفع مال ولا بنون، وإن شكر على النعمة؛ زاده في الدنيا والآخرة، إذا كان الشكر بالفعل لا بالقول، إذ شكر كل نعمة بحسبها .
إنّ سبب المعاصي حب الدنيا، قال أمير المؤمنين (ع): حب الدنيا رأس كلّ خطيئة . كما أنّ حب الله سبحانه يحمل العبد على الطاعات، فإذا أخرج العبد حب الدّنيا من قلبه وملأه حبّاً لله سبحانه؛ فإنّه يخشى الذنوب ويتركها ويبتعد عنها، أمّا إذا مكّن حب الدنيا قلبه ؛ يُصبح عبداً للدّنيا، وخادماً لإبليس، فينسى الله والآخرة، أمّا من كان عاقلاً فيدرك أنّ الدنيا دار زوال وانتقال، وأنّها دار ممر؛ فلا يميل قلبه إلاّ لما يُرضي الله سبحانه، قال أمير المؤمنين (ع): أيها الناس، إن الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفي عليه أسراركم، وأخرجوا الدنيا من قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففي الدنيا حييتم ، وللآخرة خلقتم، إنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه، إن العبد إذا مات قالت الملائكة: ما قدم؟ وقال الناس: ما أخر؟ فقدموا فضلا يكن لكم، ولا تؤخروا كلا يكن عليكم، فإن المحروم من حرم خير ماله، والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه، وأحسن في الجنة بها مهاده، وطيب على الصراط بها مسلكه .
فلنحرّر أنفسنا من الدنيا؛ بأنْ نشتري أنفسنا، يقول أمير المؤمنين (ع): الناس في الدنيا رجلان؛ رجل باع فيها نفسه فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها . وفي الحديث القدسي: ابن آدم! لي عليك فريضة، ولك عليّ رزق، إنْ خالفتني في فريضتي؛ لم أخالفك في رزقك .
لبنان بلد العيش المشترك، والطوائف فيه نعمة، فلننطلق من تعاليم هذه الطوائف، ولنترك شعارات الطائفيين؛ بترك الخطابات الحادّة، والتركيز على مصالح الوطن والمواطنين، والابتعاد عن المواقف التي تُسبّب الاستنفار الطائفي أو المناطقي، وأن يكون مُنطلقنا من اختيار المرشّحين مُنطلِقاً من المصلحة العامة ومصلحة الأجيال القادمة، وأن نُحاسب كل من لا يهتمّ بمصالح هذا البلد وأبنائه .
ونطالب المرشّحين بوضع خطّة للنهوض بالواقع الاقتصادي للبلد؛ تحفظ المال العام، وتوقف الهدر والسّرقة، وتعمل على استرجاع شيءٍ ممّا نُهب، والحفاظ على عوامل القوّة في نهضة الوطن والحفاظ عليه، خاصة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي حرّرت الأرض، وأبعدت خطر الإرهابيين، في وقتٍ تراكضت بعض الأنظمة العربية وبعض الحكّام لكسب ود الشيطان الأكبر أمريكا؛ بدعم مُخطّطاته والتطبيع مع الكيان الصهيوني، حتّى أنّ بعضهم – لولا الخوف- لنقل سفارة بلاده إلى القدس .
وآخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .

 تصوير:رامي أمين

Check Also

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم