محمود هلال
لقد توفي اليوم أحد أشهر علماء الفيزياء النظرية (ستيڤن هوكينغ), عن عمر ناهز 76 عام, تلك السنوات التي قضاها هوكينغ في دراسة وتدريس الفيزياء والتي عمل هوكينغ من خلالها لإثبات الكثير من النظريات وكانت أهمها والأكثر جدليةً نظرية إثبات اللا حاجة لخالق للكون, والجدير بالذكر أن هوكينغ لم يستطع حتى يوم مماته أن يحصل على ما حلم به (جائزة نوبل)
ولذلك أحببت أن أشارككم بعض أهم ما قاله ستيفن هوكينغ وأبرز الانتقادات على نظريته, ولهذا كتبت:
قل لمن يدعي في العلم فلسفةً، علمت شيئاً وغابت عنك أشياء.
في مقال انفردت به صحيفة “تايمز” البريطانية يخلص ستيڤن هوكينغ الى القول أن الفيزياء الحديثة لا تترك مجالا للإيمان بأي خالق للكون.
ويقول إنه مثلما أزاحت النظرية الدارونية الحاجة الى خالق في مجال علم الأحياء “البيولوجي”، فإن عددًا من النظريات الجديدة أحالت أي دور لخالق للكون عديمة الجدوى والحقيقة.
ويقول هوكينغ: “لأن ثمة قانونا مثل الجاذبية، صار بمقدور الكون أن يخلق نفسه من عدم. والخلق العفوي هذا هو السبب في ان هناك شيئا بدلا من لا شيء، وفي وجود الكون ووجودنا نحن”. ويمضي قائلا: “عليه يمكن القول إن الكون لم يكن بحاجة الى إله يشعل فتيلا ما لخلقه”.
لقد (((((افترض))))) هوكينغ وجود 500^10 كون !!!! وأن هذا ما يتناسب مع M-Theory التي ستجمع كل قوانين الوجود لتمكننا من فهم كل شيء بعيدا عن الخالق !!
ومن اللافت أن مدعي الإلحاد يظنون أن أي شيء في الوجود يمكن تمثيله باحتمالية رياضية لأنها مهما كانت صغيرة جدا – مستحيلة أو متناهية في الصغر – : فإن الوقت الأزلي كافي لوقوعها.
من جهة اخرى يمكننا القول ان النظريات بمختلفها تبقى في اطار اللا حقيقة ما دامت لم تنتقل الى مرحلة (العملية) اي العمل والتنفيذ والتطبيق بها
كما يُنَّظر ابو الفلاسفة (سقراط).
وعلى هذا النحو فإن الإعتراض بنظريات او عمليات على نظرية معينة اخرى لا يعد انقاصاً منها بل يصوبها.
يقول ماكس بلانك – العالم الألماني والحائز على نوبل 1918م – :
“العِلم الطبيعي لا يستطيع حل اللغز المُطلق للطبيعة، وذلك لأنه في التحليل الأخير نكون نحن أنفسنا جزء مِن الطبيعة، وبالتالي جزء من اللغز الذي نحاول حله”
المصدر :
Max Planck. (1932). Where is Science Going? New York, NY: W. W. Norton & Company, Inc
ويقول الفيزيائي وعالم الفضاء مارسيلو جليسر :
” إدعاء الوصول لنظرية نهائية يتنافى مع أساسيات وأبجديات الفيزياء والعلم التجريبي وتجميع البيانات , فنحن ليس لدينا الأدوات لقياس الطبيعة ككل فلا يمكننا ابدا أن نكون متاكدين من وصولنا لنظرية نهائية وستظل هناك دائما فرصة للمفاجآت كما تعلمنا من تاريخ الفيزياء مرات ومرات . وأراها إدعاء باطل أن نتخيل أن البشر يمكن ان يصلوا لشيء كهذا..أعتقد ان على هوكنج أن يدع الله وشأنه ”
http://en.wikipedia.org/wiki/The_Grand_Design_(book)
إذاً، يا دعاة الإلحاد من أراد منكم الإلحاد عليه بالبحث جيداً، ذلك ان الإلحاد ليس موضة تلبسها اليوم وتخلعها غداً، إقرأ الأضداد وإعتقد بما تشاء، لا تكن تافهاً ولا تكن ممن قيل عنهم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)-سورة البقرة).
والله ولي التوفيق.
المصادر:
كتاب: التصميم العظيم
“Another ungodly squabble”. The Economist. 2010-09-05. Retrieved 2010-09-06.
Max Planck. (1932). Where is Science Going? New York, NY: W. W. Norton & Company, Inc
http://en.wikipedia.org/wiki/The_Grand_Design_(book)
https://ar.wikipedia.org/wiki/ستيفن_هوكينج
(بتصرف)