وجّه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التحية للمرابطين على حدود غزة، وللشعب الصامد والمقاوم في غزة، الذي منذ أيام زحف بعشرات الالاف الى حدود القطاع بمواجهة جيش الاحتلال وقدّم الشهداء والجرحى، وقال “نوجّه التحية لكل الشهداء والجرحى والمرابطين والقيادات في فصائل المقاومة في غزة التي اتخذت هذا القرار الشجاع والابداعي في شكل من اشكال المقاومة للاحتلال”.
كلام السيد نصر الله جاء خلال مهرجان الوفاء للنصر في النبطية، حيث بدأ خطابه بتوجيه الشكر للحضور الكبير والمتوقع والطبيعي، وقال “أرحب بكم في هذا الاحتفال جميعاً، وأخص بالتحية كل أهلنا المشاركين في هذا المهرجان الانتخابي الذي يخصّ دائرة الجنوب الثالثة”، وأضاف “طبعاً هدف هذا الاحتفال هو اعلان التأييد والدعم للائحة الامل والوفاء في الانتخابات النيباية القادمة، إعلان الدعم والتأييد السياسي والشعبي والجماهيري والتعبير عن التطلعات من خلال لائحة الامل والوفاء في هذه الدائرة وفي كل الدوائر”.
ولفت الى أنه سيتحدث في عدد من الاحتفالات في الايام القليلة المقبلة، وقال “سأقسم الموضوعات في هذه الاحتفالات، لكن قبل أن ندخل الى موضوع المناسبة وهدف الاحتفال أوجه باسمكم جميعاً التحية الى أولئك المرابطين على حدود غزة، الى الشعب الصامد والمقاوم في غزة، الذي منذ أيام زحف بعشرات الالاف الى حدود القطاع بمواجهة جيش الاحتلال وقدم الشهداء والجرحى”، وأضاف “نوجه التحية لكل الشهداء والجرحى والمرابطين والقيادات في فصائل المقاومة في غزة التي اتخذت هذا القرار الشجاع والابداعي في شكل من اشكال المقاومة للاحتلال”.
وكذلك وجّه التحية إلى الشعب اليمني بمناسبة صموده في مواجهة العدوان الغاشم بالرغم من الجرائم والتجويع.
معنى الامل والوفاء
السيد نصر الله اعتبر أن “اسم لائحة الأمل والوفاء اتخذ لما له من دلالات حيث الأمل بالنصر والاصلاح والأمل يرتبط بهذا الشعب الحي الذي اثبت أنه عصي على اليأس، وخاطب شعب المقاومة بالقول “أنتم الأمل حيث صبرتم وصمدتم وواجهتم وما زلتم تقدموا كل التضحيات”.
ولفت سماحته الى أن “الوفاء اليوم هو لشعبنا المضحي الصامد والوفي ولكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن هذا البلد الوفاء لكل شهيد في حركة أمل وحزب الله، وأشار الى أن “الأمل جزء من عقيدتنا ومن ثقافتنا وتربيتنا ونريد أن نعززه في كل مناسبة وحدث ومعركة”.
وأضاف “الوفاء لكل المضحين مع سيدهم وملهمهم الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه والوفاء للشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد”، وخلص الى أنه “عندما ننتخب ومن خلال نتائج الانتخابات نكون مع هذا الأمل والوفاء”.
لماذا ننتخب؟
وحول أهمية الانتخابات والانتخاب، رأى السيد نصر الله أن “أهمية المجلس النيابي في لبنان أنه أم المؤسسات في الدولة اللبنانية وله صلاحيات واسعة ومهمة جداً”، وأضاف “المجلس النيابي هو المؤسسة الوحيدة التي تمتلك تعديل الدستور دون العودة إلى استفتاء شعبي”، وتابع “هذا المجلس لوضع القوانين ورسم صورة البلد ويستيطع أن يحمي البلد وينقذه مالياً أو يخضعه لتبعية قاتلة ويأخذه إلى الإفلاس”، وخلص الى أنه “يجب أن ننتخب لأن عدم الانتخاب يعني التخلي عن المسؤولية وترك حقوق الناس ومستقبلهم وكرامتهم”.
من ننتخب؟
وبخصوص من ننتخب، قال سماحته “بعض الناس يكفيهم العصبية العائلة وآخرون العصيبة العشائرية أو الحزبية أو الدينية، لكن الأهم أن نجيب بطريقة مختلفة عن هذا السؤال”، وأضاف “كل فرد يجب أن يعود إلى تشخصيه للتحديات”، وتابع “لا شك أنه بالنسبة إلى أهل الجنوب بشكل خاص وأهل البقاع الغربي وراشيا، يبقى الملف الأول هو التهديدات “الإسرائيلية” والصراع مع هذا العدو، نحن أمام عدو يمارس العدوان وعدو يطمع بأرضنا وخيراتنا”، ولفت الى أن “الجنوب خصوصاً واجه معاناة كبيرة مع هذا العدو على مدى سنوات طويلة، والأجيال الجديدة في لبنان يجب أن تعرف جيداً هذه الحقيقة”.
وفيما سأل السيد نصر الله “من الذي أخرج المحتل الصهيوني من لبنان هل هناك غير المقاومة؟”، أضاف “إذا كان أحداً على الكرة الأرضية يقول أن عاملاً آخراً غير عامل المقاومة فليقدم الدليل”، وأوضح أن “المقاومين من كل الفصائل الذين قاتلوا وأسروا وضحوا هم الذين أخرجوا المحتل الصهيوني من لبنان”.
وأردف سماحته القول “منذ عام 2000 أدرك الأميركي و”الاسرائيلي” أن هناك قوة في لبنان اسمها المقاومة دخلت إلى وجدان اللبنانيين وصنعت نصراً وأخرجت “الإسرائيلي” من لبنان”،
وذكّر سماحته بأنه “بدأ التآمر على المقاومة منذ عشية الانسحاب وأول مؤامرة كانت بالانسحاب “الاسرائيلي” المفاجئ من زاوية أنه لم يبلغ جيش لحد وشبكات العملاء وعمداً تركهم لمصيرهم”، وأضاف “ترك الصهيانية عملاء لحد لأن تقديره الخاطئ كان يقضي بأن المقاومة عندما تدخل إلى المنطقة في لحظة انهزام العدو “الاسرائيلي” سوف ترتكب المجازر”، وبيّن أن “أهل الجنوب وكل من كان يقاوم من كل المناطق أثبتوا وعيهم وإدراكهم لمؤامرات العدو”.
المؤامرات على المقاومة
وسرد سماحته عدة محطات تاريخية تخللتها مؤامرات على المقاومة وقال “بعد أحداث 11 ايلول أتى مندوب من أميركا كمرسال من ديك تشيني وأبلغني أنهم حاضرون لأي شيء مقابل التخلي عن مقاومة “اسرائيل” والعمل عند الأميركي والصحافي جورج نادر هو الذي أرسله تشيني لتقديم العرض الأميركي”، وأضاف “بعد الأحداث في لبنان عام 2005 عُرض علينا كل شيء يتمناه أي حزب”، ولفت الى أنه “عام 2005 تم إجراء دراسات أميركية حول جهوزية ضباط وعناصر الجيش اللبناني النفسية والطائفية للذهاب نحو قتال ضد المقاومة فوجدوا أن الجيش اللبناني لا يقبل ذلك”، وأوضح أن “الأخطر في كل ما كان يخطط للمقاومة في لبنان هو القتال الداخلي عبر إصطدام الجيش بالمقاومة”.
وتابع سماحته القول أن “الخطير ايضاً أنه عام 2006 هناك من عمل على توجيه الجيش نحو قتال المقاومة ورئيس الحكومة في ذلك الوقت أصدر قراراً للجيش اللبناني لتوقيف أي شاحنة أسلحة للمقاومة”، وأشار الى أنه “تم معالجة هذه الأمور بين الجيش والمقاومة بعد أن كان رئيس الحكومة يصر على مصادرة شاحنات السلاح”، ولفت أيضاً الى أن “أحد الاستهدافات الأساسية لسوريا هو لضرب المقاومة وحركات المقاومة في المنطقة”.
وتابع السيد نصر الله القول “بعد ذلك بدأ التوجيه الأميركي نحو شبكة السلكي للمقاومة ونفذت الحكومة اللبنانية ذلك وتم اتخاذ قرار بايقاف شبكة السلكي للمقاومة”، ونبّه أنه “في لبنان وأميركا والخليج هناك من عاد ليراهن على حصول صدام بين الجيش اللبناني والمقاومة”، وأكد أن “ضمانة عدم التواطؤ على المقاومة هو الدخول إلى الدولة”، ولفت الى أن “الضمانة في حرب تموز كانت الرئيس اميل لحود والوزير يعقوب الصراف لكن الضمانة الاقوى والأكبر كان الرئيس نبيه بري”، واعتبر ان “الذي يمثّل الضمانة هو الجيش وضباطه وجنوده وعقيدتهم الوطنية”، وخلص الى أن “المطلوب التحصين السياسي للمقاومة والحضور بقوة في المجلس النيابي والحكومة”.
وشدد الامين العام لحزب الله على أن “المشكلة مع الصهاينة لم تنته و”الاسرائيلي” يريد البناء على الأراضي اللبنانية”، وقال “هناك تهديدات دائمة للبنان من قبل الصهاينة وهناك ملف النفط الذي ينتظره كل لبنان ولن يتركه “الاسرائيلي” بامان وهناك ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لم ينته بعد ولن يردها “الاسرائيلي” من خلال مفاوضات”، وأضاف “في المقابل هناك المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة ويجب تقوية الجيش إلى جانب الشعب والمقاومة وتثبيت هذه المعادلة الوطنية”، وأوضح “الضمانة الأقوى هي وحدتنا وحدة الشعب اللبناني وخاصة بين حزب الله وحركة أمل”.
وفيما لفت الى أن “الاستهداف اليوم لكل أهل الجنوب لعزتهم وكرامتهم وعنفوانهم وبيوتهم ومزروعاتهم”، أكد سماحته على أنه “يجب إعطاء الاصوات لمن يحمل فكر المقاومة ويحمي المقاومة”.
وفي الملف المالي، رأى السيد نصر الله أنه “اذا استمرينا في هذا الوضع فإننا سوف نذهب إلى كارثة فالدين العام يقارب 80 مليار دولار وسوف يزداد الدين مع القروض الجديدة وخلال سنوات سيصل إلى 100 مليار دولار”.