الرئيسية / أخبار صور / الدعاء كلام مع الله وهو الأسلوب الوحيد لمخاطبة جبار السموات والأرض

الدعاء كلام مع الله وهو الأسلوب الوحيد لمخاطبة جبار السموات والأرض

خطبة الجمعة ” الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ ”
لفضيلة الشيخ علي ياسين العاملي
2-6-2017م
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾
الدعاء من أعظم العبادات ، كما عن النبي (ص) : أفضل العبادة الدعاء ، الدعاء مخ العبادة .
لقد أمر الله سبحانه وتعالى عبيده بالتوجّه إليه والدعاء بين يديه بخضوع وخشوع وإخلاص ، وتكفّل لهم بالإجابة ، فقال الله سبحانه ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ وقال عزّ من قائل ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ وقال أيضاً ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ .
الدعاء كلام مع الله وهو الأسلوب الوحيد لمخاطبة جبار السموات والأرض الذي سمح لعبده بمناجاته والتوسّل إليه والتضرّع بين يديه ، واللجوء إليه ، ولذا فإنّ الدعاء من أهم العبادات والعبادة لا تصح من دون اللجوء إلى الله سبحانه والتقرّب إليه سبحانه بها ، فالدعاء لبّ العبادة وروحها ، فلا تستقيم الصلاة بدون الدعاء ، عن الإمام الباقر (ع) في قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ : قال (ع) : هو الدعاء ؛ وأفضل العبادة الدعاء . وقال (ع) في قوله تعالى ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ قال (ع) : الأوّاه هو الدّعاء .
العبادات بدون دعاء تبقى جافّة وجامدة بلا روحيّة ، وقد ورد عن الأئمة (ع) ، أحاديث وروايات كثيرة تتحدّث عن القيمة الروحية للدعاء ، وتبيّن دور الدعاء في بناء عقيدة الإنسان ، لذا من اتخذوا الإسلام وسيلة للحكم اقتصروا على ظاهر العبادات ، وألغوا القنوت من الصلاة ؛ كمعاوية ومن سار على خطاه ، مع كثرة الروايات التي تحدّثت عن قنوت رسول الله (ص) في صلواته المفروضة والمسنونة .
الدعاء له شأن عظيم في تربية النفس وإخضاعها للمولى سبحانه ، إذ فيه إظهار الافتقار إلى الله ، من خلال الدعاء يتمكّن الإنسان من إنشاء حالة تواصل مع الله سبحانه تسبّب له التوفيق في مطالبه الدنيوية والأخروية أن تجعل ترابطاً قوياً بين الإنسان وخالقه المنعم والمتفضّل الكثير الإحسان والجزيل العطاء .
فالدعاء إذن هو طلب العبد الحاجة من الله سبحانه ، فالله هو المدعو والعبد هو الداعي والحاجة هي التي يرفعها العبد إلى الله ، فالله المدعو غنيٌ مطلق ، بيده خزائن السموات والأرض ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾ وملكه لا ينفذ ، وهو منبع العطاء والبذل ، قال تعالى ﴿ إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴾ فلا بخل ولا عجز في ساحة المولى سبحانه فلا تزيده كثرة العطاء إلاّ جوداً وكرماً ولا ينقص من ملكه شيء ، وعندما لا تكون الإجابة سريعة تكون لمصلحة يعرفها الله سبحانه وغابت عن العبد ، فيقول العبد : ولعلّ الذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور .
والداعي هو العبد الفقير من كلّ شيء إلى الله تعالى ، لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة ، ويعي تماماً قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ والحاجة المدعو لها بيد الله سبحانه ، سواء كانت للدنيا أو للآخرة ، وسواء كانت صغيرة أو كبيرة ، لا يشعر العبد بالحرج في طلبها ، لأنّه مضطر لأن يلجأ إلى المولى الذي بيده مقاليد الأمور ، فيتضرّع للمولى ويتذلّل له ليقضي حاجته وهو مطمئن بأنّ الله يستجيب له ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ ، ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾.
الدعاء من أهم الطرق وأقصرها للوصول إلى الله عزّ وجلّ ، والآيات والروايات تحدّثت عن أربع مناهل جعلها الله سبحانه للورود عليه ؛ وهي الدعاء والاستغفار والإيمان والشكر ، قال تعالى ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾ وقال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ وقال أيضاً ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾ وفي الحديث عن معاوية بن وهب عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يا معاوية ، من اُعطي ثلاثة لم يحرم ثلاثة : من أعطي الدعاء أعطي الإجابة ، ومن أُعطي الشكر أُعطي الزيادة ، ومن أُعطي التوكّل أُعطي الكفاية ، فإنّ الله يقول في كتابه ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ويقول ( لئن شكرتم لأزيدنّكم ( ويقول ) ادعوني أستجب لكم ) .
وعن الإمام الصادق (ع) : ثلاث لا يضرّ معهن شيء ؛ الدعاء عند الكربات ، والاستغفار عند الذنب ، والشكر عند النعمة . في الحديث النبوي الشريف : افزعوا إلى الله في حوائجكم والجأوا إليه في ملماتكم ، وتضرعوا إليه وادعوه ؛ فإن الدعاء مخّ العبادة ، وما من مؤمن يدعو الله إلا استجاب له ، فإما أن يعجل له في الدنيا أو يؤجل له في الآخرة وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بمأثم .
ما دمت تدعو فأنت في حركة إلى الله ومقبل عليه وقريبٌ منه ، لذا كان الدعاء مخّ العبادة ، وأفضلها فيما يقرّبك منه سبحانه ، وفي الحديث النبوي : الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين . لذا فالدعاء أحب شيء إلى الله ، وأكرم شيء عند الله ، لأنّه يشدّك دائماً إلى الله ، ويشعرك بدوام الافتقار إلى الله ، ورد عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : قلت للباقر (عليه السلام) : أي العبادة أفضل ؟ فقال (ع) : ما من شيء أحب إلى الله (عز وجل) من أن يسأل ويطلب مما عنده . وما أحد أبغض إلى الله (عز وجل) ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل مما عنده .
فلا قيمة للإنسان عند الله إلاّ بالدعاء ، وبمقدار ما يدعو العبد فإنّه يقع تحت نظر الله ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾ فالإقبال على الدعاء إقبال على الله ، والإعراض عن الدعاء إعراض عن الله تعالى ، عن رسول الله (ص) : لتسألن الله أو ليغضبن عليكم ، إن لله عباداً يعملون فيعطيهم داخرين ، يسألونه صادقين فيعطيهم ، ثم يجمعهم في الجنة ، فيقول الذين عملوا : ربنا عملنا فأعطيتنا ، فبما أعطيت هؤلاء ؟ فيقول : هؤلاء عبادي ، أعطيتكم أجوركم ولم ألتكم من أعمالكم شيئاً ، وسألني هؤلاء فأعطيتهم وأغنيتهم ، وهو فضلي أؤتيه من أشاء .
الله جلّ وعلا يكره أن يسأل العبدُ عبداً مثله ، لأنّ سؤال العبد للعبد فيه ذلّ ، ولكنه سبحانه يحب لعبده أن يدعوه ويناجيه ، لأنه بذلك يزيد ارتباطه بالله خشوعاً وتوسلاً ، وهذه هي العبادة ، في النبوي الشريف : إن الله أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه ، أبغض لخلقه المسألة ، وأحب لنفسه أن يسأل ، وليس شئ أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل ، فلا يستحيي أحدكم أن يسأل الله من فضله ولو شسع نعل . وعن الإمام الصادق (ع) : إنّ الله يحبّ العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم ، ويبغض العبد أن يستخفّ بالجرم اليسير .
في السيرة يقول محمد بن عجلان : أَصَابَتْنِي فَاقَةٌ شَدِيدَةٌ وَإِضَاقَةٌ ، وَلا صَدِيقَ لِمُضَيَّقٍ ، وَلَزِمَنِي دَيْنٌ ثَقِيلٌ ، وَغَرِيمٍ مُلِحٌّ فِي اقْتِضَائِهِ , فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ دَارِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ لِمَعْرِفَةٍ كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ , وَشَعُرَ بِذَلِكَ مِنْ حَالِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , وَكَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَدِيمُ مَعْرِفَةٍ , فَلَقِيَنِي فِي الطَّرِيقِ , فَأَخَذَ بِيَدِي , وَقَالَ : قَدْ بَلَغَنِي مَا أَنْتَ بِسَبِيلِهِ مِنَ الْخَلَّةِ , فَمَنْ تُؤَمِّلُ لِكَشْفِ مَا نَزَلَ بِكَ ؟ فَقُلْتُ : الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ, فَقَالَ : إِذًا لا يَقْضِي حَاجَتَكَ وَلا يُسْعِفُ بِطَلَبَتِكَ فَعَلَيْكَ بِمَنْ يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ أَجْوَدُ الأَجْوَدِينَ , فَالْتَمِسْ مَا تُؤَمِّلُ مِنْ قِبَلِهِ , فَإِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ , يُحَدِّثُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ , عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ” أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ فِي بَعْضِ وَحْيِهِ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلَّ مُؤَمِّلٍ أَمَّلَ غَيْرِي بِالإِيَاسِ , وَلأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ فِي النَّاسِ ، وَلأُبْعِدَنَّهُ مِنْ فَرَجِي وَفَضْلِي , أَيُؤَمِّلُ عَبْدِي فِي الشَّدَائِدِ غَيْرِي وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي , أَوْ يُرْجَى سِوَايَ فِي الشَّدَائِدِ وَأَنَا الْغَنِيُّ الْجَوَّادُ ، بِيَدِي مَفَاتِيحُ الأَبْوَابِ وَهِيَ مُغْلَقَةٌ وَبَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي , أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ دَهَتْهُ نَائِبَةٌ لَمْ يَكْشَفْ كَشْفَهَا عَنْهُ غَيْرِي , فَماِلَي أَرَاهُ بِمَأْمَلِهِ مُعْرِضًا عَنِّي وَقَدْ أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي , وَكَذَا مَا لَمْ يَسْأَلْنِي وَسَأَلَ فِي نَائِبَتِهِ غَيْرِي , وَأَنَا اللَّهُ أَبْتَدِئ بِالْعَطِيَّةِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ , أَفَأُسْأَلُ فَلا أَجُودَ ؟ كَلا , أَوَلَيْسَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ لِي ؟ أَوَلَيْسَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ بِيَدِي ؟ فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَأَرَضِينَ سَأَلُونِي جَمِيعًا فَأَعْطَيْتُ كُل مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ , وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَيِّمُهُ فَيَا بُؤْسًا لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يُرَاقِبْنِي ” . فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لا سَأَلْتُ أَحَدًا بَعْدَ هَذَا حَاجَةً , فَمَا لَبِثْتُ أَنْ جَاءَنِي اللَّهُ بِرِزْقٍ وَفَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ .
ورد عن رسول الله (ص) : إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرف الطعام ثم قال ويقول الله جل جلاله وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي إني لأحمي وليي أن أعطيه في دار الدنيا شيئا يشغله عن ذكري حتى يدعوني فأسمع صوته وإني لأعطي الكافر منيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضا له .
وكما لكل عبادة شروط وآداب يجب مراعاتها لتأتي صحيحة ؛ كذلك للدعاء آداب وشروط لتتحقّق الثمرة من الدعاء ، فإذا لم يتأدّب العبد بآداب الدعاء فلا ينتظر الإجابة ، عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : احفظ أدب الدعاء وانظر من تدعو، كيف تدعو، ولماذا تدعو، وحقّق عظمة الله وكبرياءه، وعاين بقلبك علمه بما في ضميرك واطّلاعه على سرّك وما تكون فيه من الحقّ والباطل، واعرف طرق نجاتك وهلاكك كيلا تدعو الله تعالى بشيء فيه هلاكك وأنت تظنّ أن فيه نجاتك، قال الله تعالى ﴿ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً ﴾، وتفكّر ماذا تسأل ولماذا تسأل… فإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تنتظر الإجابة ﴿ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ ، فلعلك تدعوه بشيء قد علم من سرك خلاف ذلك .
ومن آداب الدعاء أن يبدأه العبد بالبسملة وبالصلاة على محمد وآل محمد ، عن النبي (ص) : لا يُرد دعاءٌ أوّله بسم الله الرحمن الرحيم . وعن الإمام الصادق (ع) : من كانت له إلى الله حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد فإن الله أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط .
وأتمّ الأدعية ما ورد عن أهل البيت (ع) الذين علّمونا كيف ندعو ، وماذا ندعو ، فالأدعية المأثورة عن النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع) كثيرة ومثبتة في كتب الأدعية ، وخاصةً أدعية الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين (ع) ، ففي الأدعية التي وردت عن أهل البيت (ع) أصدق تعبير عن العبودية والتضرّع والخضوع لرب العالمين ، ونحن في أيام ذكرى رحيل من عبد الله وناجى الله كثيراً بخضوع وتذلّل ، حتى حقّق الله على يديه ما أراد ؛ من قهر الطاغوت بقيام جمهورية إسلامية ، بالدعاء والإخلاص والصبر والعمل الدؤوب والمثابرة والثبات على الأسس الإيمانية والولاية لأهل بيت النبوة (ع) قامت الجمهورية الإسلامية ، وواجهت الحروب والمؤامرات التي كانت تهدف لإجهاض هذه الثورة المباركة وإسقاطها كنظام إسلامي فريد من نوعه في زمن الطواغيت وانعدام الإنسانية ، وهاهي اليوم تعتبر الجمهورية الإسلامية الرقم الصعب في المنطقة ، لا يخيفها تكالب الأمم عليها ، ولا تآمرهم ضدّها ، ولن يكون لاجتماع الرياض الحاقد أي تأثير على الجمهورية الإسلامية وعلى مسيرتها ، فأشباه الدول التي يدّعي حكّامها الإسلام – والإسلام منهم براء – هم أدوات حقيرة في المشاريع الصهيو أمريكية ، تلك الدول لن تستطيع أمريكا فعل شيء لها ، وقد قالها ترامب صراحةً بوجوه أولئك الحكّام البائسين بأن لا يتوقعوا ولا يأملوا أن تحارب أمريكا نيابةً عنهم ، إنما استطاع النظام الأمريكي أن يضمن لهم بقاءهم على كراسيهم المتسلطة مقابل نهب ثروات شعوبنا العربية والإسلامية ، ولذلك فإنهم أغدقوا على الجشع الأمريكي بتلك الأموال الطائلة في قبال ضمان الأمريكان بأن يبقوا رؤوس تلك الأنظمة ، وعد إبليس بالجنة .
العبد الصالح الإمام الخميني (رض) الذي يقول عن الأدعية المأثورة عن أهل البيت (ع) : إن الأدعية والمناجاة التي وصلتنا عن الأئمة المعصومين هي أعظم أدلة إلى معرفة الله جل وعلا وأسمى مفاتيح العبودية وأرفع رابطة بين الحق والخلق. كما أنها تشتمل في طياتها على المعارف الإلهية، وتمثل أيضاً وسيلة ابتكرها أهل بيت الوحي للأنس بالله جلّت عظمته فضلاً عن أنها تمثل نموذجاً لحال أصحاب القلوب وأرباب السلوك .
وأخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .

شاهد أيضاً

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم