أعلن الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في “مهرجان الوفا للعز” لدائرة جبيل ـ كسروان في مجمع سيد الشهداء “ع” في الضاحية الجنوبية أن “هدف هذا اللقاء الانتخابي هو التعبير عن التضامن والدعم مع لائحة التضامن الوطني”، ودان المجازر الإرهابية في أفغانستان وقال “نعبر عن حزننا لسقوط ضحايا من أبناء الشعب الأفغاني”. كما دان الجريمة الصهيونية بحق العالم والأكاديمي الفلسطيني البطش، والمجازر التي يرتكبها العدوان السعودي بحق أهالي اليمن، واعتبر أن “ما يحصل يبين الفكر الإرهابي التكفيري المتمثل بـ “داعش” ولو كان لا زال موجوداً في لبنان لما كنا استطعنا إجراء الانتخابات”.
وفيما اعتبر سماحته أن “دائرة جبيل وكسروان باب للحديث عن التعايش الاسلامي المسيحي والعيش المشترك في لبنان”، قال “قناعتنا أنه لا بد من التضامن والشراكة الحقيقية وهذا ما نقوم به ونفعله ومن المفترض أننا في لبنان انتهينا من فكرة الطائفة القائدة “، وأضاف “في جبيل هناك قسم متفقون معه سياسياً ولكن اختلفنا انتخابياً وهناك قسم مختلفون معه سياسياً وانتخابياً وهناك قسم نتفق معه وحالياً نخوض الانتخابات سوياً”.
وأوضح سماحته أنه “الطائفة الشيعية في لبنان لا تسعى لكي تكون الطائفة القائدة بل نحن مع التضامن والتعايش والشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين”، وأضاف “نحن بعد دخولنا في العملية السياسية وإنشاء صداقات وتحالفات كان أول تحدي هو العودة للشراكة وكانت البوابة قانون الانتخاب”، وذكّر أنه “مع اقتراب الانتخابات النيابية عام 2009 حصل نقاش في قانون الانتخابات والمسيحيون طالبوا بقانون الستين مع بعض التعديلات”.
وبخصوص القانون الانتخابي، استطرد السيد نصر الله قائلاً “حصلت الانتخابات وفق قانون الستين عام 2009 ومع اقتراب الانتخابات الجديدة بدأ الحديث عن قانون جديد ينتخب المسيحيون من خلاله نوابهم بشكل أفضل”، وأضاف “البعض قال إن أفضل قانون للانتخابات هو القانون الأرثوذكسي”، وتابع “كنا سوف نذهب نحو القانون الأرثوذكسي لكن القوات رفضوا ذلك وتم تمديد المجلس النيابي إلى أن وصلنا للانتخابات الأخيرة”، وأوضح “كنا نطالب بالقانون النسبي لأنه الأفضل للتمثيل النيابي بحسب الدائرة الواحدة لكن تم التوصل إلى القانون الحالي وإن كانت الدائرة الواحدة أفضل”.
ولفت سماحته الى أنه “في قانون الانتخابات منذ البداية قالوا أن هناك موضوع المغتربين وأغلبهم من المسيحيين وهذا يسمح بالمشاركة ونحن لم نمانع”، وأشار الى أن “كل الحكومات التي تشكلت بعد مؤتمر الدوحة 2008 نحن كنا نتضامن مع المسيحيين وكنا نتهم بتعطيل التشكيل لأننا كنا نطالب بتمثيل مسيحي قوي”.
وحول ما يشاع بخصوص التغيير الديمغرافي، قال سماحته “هناك من يقول أن الشيعة يسعون لتغيير ديمغرافي في جبيل وكسروان علماً أنهم يذهبون إلى قراهم التي ابتعدوا عنها نتيجة الحروب”، ولفت الى أن ”
الشيعة في جبيل وكسروان يبقون بعيدين عن قراهم بسبب الحرب الأهلية والأحداث التي مرت لكن الظروف تغيرت”، وأشار الى أنه “بعد الانسحاب الصهيوني من الجنوب لم يدخل أي أحد من المقاومة إلى جزين ولم يرفع علم لحزب الله أو حركة أمل في جزين”، وأضاف “لم يمس أحد من المقاومة بأي شخص تعامل مع لحد في جنوب لبنان بعد التحرير ولم يحصل أي محاولة لتغيير ديمغرافي لأننا لا نفكر في ذلك”.وخلص الى أنه “ليس هناك أي محاولة للتغيير الديمغرافي ولكن هناك اكتظاظ سكاني كبير ونحن نشجع الناس أن تعود إلى قراها”.
وحول اللجوء الى التخويف الدائم بما يخص سلاح المقاومة، أوضح سماحته أن “هناك تخويفاً دائماً من سلاح المقاومة وهذا يحصل أيضاً في جبيل وكسروان”، وأضاف “المعادلة الذهبية هي التي تحمي لبنان في ظل ما يحصل في المنطقة وهذه المقاومة هي التي حررت البلد وساهمت في حماية البلد في وجه العدو الصهيوني والتكفيري”، ولفت الى أن “الكل مستهدف من قبل الأعداء والتكفيري لا يفرق بين سني وشيعي ومسيحي”، وأشار الى أن “كل سلاح حمله مسيحي في قرى البقاع الشمالي مهما كان مصدره هو سلاح مقاومة لأنه حمله ليحمي بلده”، ورأى أن المسيحيين يعيشون في جنوب لبنان بشراكة وحرية وأمن وحماية بشكل غير مألوف في تاريخ لبنان، ودعا أهالي جبيل لزيارتهم، وخلص الى أن “المقاومة هي مصدر قوة ومنعة وحماية للبنان وليس مصدراً للتهديد وغير مقبول قول ذلك”.
وفي حين سأل سماحته “كيف ستحصل التنمية لو كانت “داعش” في لبنان أو كان العدو الصهيوني يقصف كل لبنان”، لفت الى ان “الدولة هي التي تركتنا وليس الجيش لأن الجيش كان مستعداً لمواجهة العدو الصهيوني وقدّم تضحيات وشهداء أبطال”، وأضاف “نحن ليس قدرنا أن نبقى على السلاح ولدينا أعمالنا وحياتنا ويجب أن يحمينا الجيش لكن هل الجيش اليوم جاهز لهذه الحماية؟”.
وأكد السيد نصر الله الحرص على العيش المشترك وتواصل الناس والبلديات والنخب والقوى السياسية والحرص على النسيج الوطني وتجنب الحساسيات، وقال “نحن نسعى دائماً لعدم إثارة الحساسيات والخصومات وأية مشكلة نسعى لحلها وعلى حساب مصلحتنا لكن هناك ناس لا يريدون هذا التعايش”، وأضاف “هناك من لا يريد معالجة الأزمات لأن مشاريعه تقوم على الشحن المذهبي والطائفي”.