الرئيسية / ثقافة عامة / غداً سأذكر وجه ابن مدينتي الشهيد ذوالفقار عزالدين ….. ثم اقترع

غداً سأذكر وجه ابن مدينتي الشهيد ذوالفقار عزالدين ….. ثم اقترع

هيثم شعبان|
غداً عندما امشي الى مركز الاقتراع لكي امارس حقي الانتخابي للمرة الاولى في حياتي، سوف تسابق خطواتي مشاهد من الماضي البعيد والقريب لا تسقط من الذاكرة ولا تفارق طي العيون ..

– سأذكر قذائف العميل سعد حداد وهي تتساقط على مدينتي ونحن اطفال صغار لا نجد الملجأ لنحتمي من عشوائيتها، وسأذكر خوف امي وقلق ابي ودموع نساء الحي وعجائزه واطفاله …

– سأذكر اجسادنا المتعبة المتناثرة على شاطئ الاستراحة يوم السادس من حزيران عام 1982 ، سأذكر اننا عطشنا كثيرا في ذلك اليوم ولم نجد قطرة ماء، وجعنا كثيراً ولم نجد كسرة خبز، وسأذكر وجه مدينتي وقد دنسته اقدام الصهاينة ودباباتهم التي حطمت كل شيئ، وسأذكر الشهداء الذين قضوا فوق الرمال الملتهبة، والشهداء الذين سقطوا تحت انقاض منازلهم الفقيرة في حواري صور القديمة ..

– سأذكر الذل على المعابر وتقطع اوصال الوطن، والاف الشهداء الذين سقطوا في كل بقعة من الجنوب والبقاع والجبل وبيروت …

– سأذكر احمد قصير وهو يعلن بأشلائه بداية عصر الاستشهاديين، وسناء محيدلي وهي تعمد عرسها على الجنوب بالدم، وبلال فحص وقلبه الذي ” لم يدفن ” وبقي مع الاثير كما هو، وجمال ساطي و”دابته” المتفجرة، وغيرهم الكثير الكثير …

– سأذكر فرحنا في عرس التحرير عام 2000 وكيف رقص الجنوب حتى الصباح على اهازيج النصر، ولن انسى كذلك انه كان النصر العربي الحقيقي الاول على اسرائيل التي خرجت ذليلة دون قيد او شرط بسواعد ابطال من بلادي.

– سأذكر عذاباتنا في العام 2006 وصمودنا عندما اجتمع كل العالم علينا ليهزمنا ويذلنا ويكسر مقاومتنا، ولن انسى صبيحة الرابع عشر من آب ونحن نسابق نسائم النصر لنصل الى مدننا وقرانا فيما ابطال لنا سقطوا ليعانقوا التراب ويحتضنوه ويحفظوه لنا كي نعود ….

– سأذكر خوفنا من التكفير وارهابه وسياراته الملغومة المجنونة تتنقل بين الازقة والاحياء لتقطف الارواح وتشرب الدماء، وسأذكر وجه ابن مدينتي الشهيد ذو الفقار عزالدين وهو يقاوم السكين بنحره كالحسين عليه السلام، ليقول لنا ان ناموا واهنأوا واطمئنوا انتم واطفالكم وارزاقكم فنحن هنا نذود عنكم بالدم وندفع الارهاب عن مضاجعكم بنور العيون ….

– وسأذكر ان اعداء مقاومتي هم اعداء كل حر شريف على مر العصور، من قوى الاستعمار الى الرجعية العربية الى الارهاب التكفيري الى رأس الافعى الصهيوني، وان كل هؤلاء قد اجتمعوا سابقاً على عبد الناصر وغيبوا الامام الصدر وهم اليوم يحاولون النيل من السيد نصرالله …

– وسأذكر ان كل الفساد والقهر والحرمان في وطني لا يعادله ذل ليلة واحدة نقضيها في العراء مهجرين مذعورين من اجرام الصهاينة، وسأذكر ان السيد وعد، وكذلك الرئيس، بالعمل الجدي على محاربة الفساد واستئصاله.

غدا نذهب لكي لا نكشف ظهر المقاومة ولن نكشفه يا سماحة السيد، نذهب لنكون الاوفياء لمن بذل لاجلنا الدم ولم يقدم لنا فاتورة الحساب، غدا نذهب لنشكركم على امننا واماننا وضحكات اطفالنا وعزتنا وكرامتنا، غدا نذهب لنشكركم لانكم رفعتم رؤوسنا الى السماء وجعلتمونا نقول بفخر اننا من جنوب المقاومة التي اذلت اسرائيل وحطمت الارهاب …

غدا اذهب لاقترع بالحبر لمقاومة حفظتني بالدم، لأقول اني انا الصوري الجنوبي اللبناني صوتي دائماً وابداً للمقاومة والشهداء والمقاومين … فشكراً لكم .
… ملاحظة: الاستعانة بالشهيد ذو الفقار عزالدين ليس لشخصه الكريم ولكن لرمزية الشهادة وكل الشهداء بلا تمييز

موقع ياصور

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم