كأنَ تاريخاً حافلاً بالمنجزات قد استكانَ .. وكأن ريحاً محملةً بالأفكارِ والعطاءات قد آذنت بالإنحسار، هكذا هو الكبير والملهم .. رفيق الدرب : القائد نديم الملاح (أبو محمد) … الذي غادرنا عن عمر يناهز العطاء ويضاهي المحبة وينضحُ بأعمال البرِّ والخير والخدمة العامة، التي تعلمناها منك وتشربناها من سلوكك النيّر وأخلاقك المحببة التي رافقتك وتميزتَ بها خلالَ مشوارِنا معك في الكشفية .. هذه الحركة النبيلة التي كنتَ مدماكاً من مدامِكها وأحد أعمدتها الأساسية في مدينة صور . تعلمنا في نعومة أظفارِنا، منك، الرجولة وتحمّل المسؤولية. وكبرنا بين يديك فكنتَ تصبر على شقاوتنا، وتحل مشاكلنا وتنير عقولنا بحكمة ودراية وتخترع لنا المعجزات والبطولات. فكانت الكشفية معك رحلة عمر وملعب فتوة وميدان معرفة نستلهم من كلماتك وتصرفاتك عمل الخير ومساعدة الغير وتقبل الرأي الآخر وخدمة المجتمع. فلم تترك باباً للخدمة لم تطرقه لنا ولم نطرقه إلا معك … توزيع المساعدات للمحتاجين – انقاذ وإغاثة وإسعاف من خلال (فرقة الطوارئ) التي كانت العلامة المميزة في فضاء هذه المدينة العظيمة – صور – تنظيف الشوارع حملات الرعاية الصحية من تلقيح وتبرع بالدم حتى التضحية بالنفس وإراقة الدماء البريئة في قصف العدو الهمجي لمقر كشافة الجراح في صور خلال التحضير لحفلات نهاية العام لأطفال المدينة … هكذا كنت وبقيت واستمريت نظيفاً بفكرك قوياً في خلقك قويماً في سلوكك مطمئناً في سرك شجاعاً في خياراتك وكبيراً في نظرنا ونظر جميع من عاشروك خبروك وعرفوا طيبة معدنك وأصالة معشرك . أرقد في جوار المولى فإنك اليوم قد أديت قسطك للأجيال وللوطن . في جوار الخلد أبا محمد لن ننساك ولن ننسى رعايتك ولا ابتسامتك الأبوية يا رفيق الدرب وقائد فوج صور الأول في جمعية كشافة الجراح أيها الفهد الصبور .
أسامة رضا – صور – لبنان