الرئيسية / أخبار صور / رئيس لقاء علماء صور: الواقع لا يتحمل مناكفات تعطل التشكيل الحكومي

رئيس لقاء علماء صور: الواقع لا يتحمل مناكفات تعطل التشكيل الحكومي

حذر رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي من التأخير في التشكيل الحكومي، “لأن الواقع الاقتصادي والاجتماعي في البلد لم يعد يتحمل مناكفات بعض السياسيين، والتي تسهم في تعطيل التشكيل الحكومي”، مشددا على ضرورة التعاون بين مختلف الأفرقاء السياسيين في البلد “لإنجاز هذا الاستحقاق الوطني دون الرضوخ لأي ضغوط خارجية”.

واستذكر في تصريح “رحيل مفجر الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني”، معزيا الشعب الإيراني “وكل حر ومستضعف برحيل ناصر المستضعفين”. ولفت إلى أن “الإمام الخميني أسس لدولة قوية ضمن محور ممانعة قوي في وجه الاستكبار العالمي، وبالأخص الغطرسة الصهيو- أميركية”، مشيرا إلى “ما أسس له الإمام الخميني من واقع مقاوم من أجل قضايا الأمة وفي مقدمها القضية المركزية فلسطين، في ظل ما نشهده من هرولة مذلة لبعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الغاصب”.

وأكد ياسين ان “الجمهورية التي اسسها على نهج الاسلام المحمدي الاصيل هي دولة محورية قوية انتصرت على كل المؤامرات ضدها، ولن يفلح اي استهداف او تآمر، فلن تضعف ولن تستكين وستبقى سدا في وجهة كل المشاريع الصهيو-اميركية في المنطقة”.

وختم مشيدا باستمرارية مسيرات العودة، ومؤكدا “أهلية الشعب الفلسطيني لما يقدمه من تضحيات جسام دفاعا عن الأقصى والقدس الشريف”.

خطبة الجمعة [ الإِمَامُ المُجْتَبى(ع)] فضيلة الشيخ علي ياسين العاملي [جامع الدينية 1- 6-2018م مدينة صور] ﴿ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾ [73 سورة هود] لقد خلق الله سبحانه الإنسان ولم يكِلْهُ إلى عقلهِ وشهوتهِ؛ وإنما جعل له هُداة يسلكون بهِ سبيل الصالحين، اختارهم الله سبحانه لتولّي مسوؤلياتٍ جسام؛ من هداية العباد وإعطائهم الإرشادات اللازمة في كلّ مرافق حياتهم، وهؤلاء هم الأنبياء وأوصياؤهم، فلم يترك الله سبحانه عباده هملاً دون أن يُقيم الحُجّة عليهم من خلال الأنبياء وأوصيائهم الذين يرشدونهم إلى أحكام الله وشريعته، وتثبيت القيم الأخلاقية في نفوس الأفراد والمجتمعات . ومن أوّل عُمْرِ البشرية قام الأنبياء وأوصياؤهم بتبليغ رسالة الله، وتحمّلوا مشاقّ هذا الطريق الوعر، الذي يسير عكس رغبات الناس وشهواتهم، فبذلوا جهدهم وجهادهم في سبيل تثبيت الإيمان بالله، إلى أن ختم سبحانه النبوات بنبوة خاتم الأنبياء محمد (ص)؛ الذي استطاع خلال سنوات قصيرة – بما تحمّله من أذى، وما أدّاه من جهاد خلال عقدين من الزمن – أن يوصل للبشريّة رسالةً كاملةً فيها ما يحتاجونه من عبادات وأحكام معاملات، تًسعدهم في الدنيا والآخرة إن هم طبّقوها وعملوا بها، فأسّس دولةً تقوم على العدل دون دول الشرق والغرب، ولضمان استمرارية الرسالة وقيامها – وبأمر من الله سبحانه لاستمرار خط القيادة – عمل النبي (ص) على إعداد الصفوة من أهل بيته عليهم السلام، ليتسلّموا قيادة الأمة ومقاليد الرسالة، وبيّن (ص) أسماءهم وأدوارَهم، وهي قيادة الأمة وحماية الرسالة من التحريف، وقد تجلّى هذا المُخطّط الإلهي في حديث الثّقلين؛ إذ خاطب رسول الله (ص) الأمة بقوله: ” إنّي تاركٌ فيكم الثقلين، ما إنْ تمسّكتم يهما؛ لن تضلّوا … كتاب الله وعترتي … فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض “، وقد نزل القرآن الكريم مُبيّناً منزلتهم ومكانتهم في آية التطهير، حيث أجمعت روايات علماء المسلمين أنّ أهل البيت (ع) الذين تحدّث عنهم القرآن هم رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين في بيعة الرضوان، وبيّن رسول الله (ص) في كثيرٍ من الروايات مكانتهم، وأنّهم الأئمة من بعده، وأخذ البيعة من المسلمين لعلي (ع) بعد حجّة الوداع في غدير خم؛ لتأكيد الولاية لعلي (ع)، ومن قبل ذلك في حديث الدار وحديث المنزلة … إلى غيرها الكثير من الروايات شبه المتواترة لدى المسلمين كافة، ففي كل المواقع كان رسول الله (ص) يؤكد على مكانة أمير المؤمنين وإرجاع المسلمين إليه، لأنّ عليّاً مع الحق، والحق مع علي، وأنّه أعلم الناس بعد رسول الله (ص)، كما بيّن رسول الله (ص) أنّ الإمامة للحسن والحسين، قال رسول الله (ص): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا . ثمّ أنّ الإمامة بعد الحسين لوِلْدِهِ التسعة المعصومين من ذريّة الحسين (ع)؛ أوّلهم علي زين العابدين، وآخرهم المهدي الذي تكون له غيبة، يختم الله به الأوصياء ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً نتيجة انحراف المسلمين عن أئمة أهل بيت النبوة (ع) بعد وفاة رسول الله (ص)، إذْ تآمروا في سقيفة بني ساعدة وعلي (ع) منشغلٌ بتجهيز رسول الله (ص)، وبايعوا أبا بكر تلك البيعة التي قال عنها عمر بن الخطاب: كانت فلتة . وتركوا يد علي (ع) خالية، واستمروا بإقصائه عن مكانه الذي جعله الله له، وسكت عليه السلام خوفاً على الإسلام، وقال (ع): لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري، ووالله لاسلمن ما سلمت امور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة، التماسا لأجر ذلك وفضله، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه . وقال (ع): فوالله ما كان يلقي في روعي, ولا يخطر على بالي أن العرب تعدل هذا الأمر بعد محمد (ص) عن أهل بيته ولا أنهم منعوه عني من بعده, فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر وإجفالهم إليه ليبايعوه, فأمسكت يدي ورأيت أني أحق بمقام رسول الله (ص) في الناس ممن تولى الأمر من بعده فلبثت بذاك ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين الله وملة محمد صلى الله عليه وآله وإبراهيم عليه السلام فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما وهدما يكون مصيبته أعظم علي من فوات ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم يزول ما كان منها كما يزول السراب وكما يتقشع السحاب . وبعد مقتل عثمان قبِلَ الإمام (ع) البيعة للحفاظ على ما تبقى من الإسلام وللنهوض به من جديد، وأراد أن يسير فيهم بمسير رسول الله (ص)، لكنّ مَنْ ذاقوا طعم حلاوة الدنيا واغتروا بزخارفها، ولو كانوا من أصحاب رسول الله (ص)، فحاربوا عليّاً (ع)، فكانت حرب الجمل التي جمعت بين الطامحين للخلافة ومن يريدون الحفاظ على مكتسباتهم وامتيازاتهم كطلحة والزبير ومن يحملون العداء لعلي (ع) وتستّروا بالإسلام، وكانوا ممن طردهم رسول الله (ص) من المدينة كمروان، وبعدها حرب صفّين مع معاوية وجيش الشام ثم معركة النهروان مع الخوارج، والإمام علي (ع) مستمر في جهاده للمنحرفين والخارجين عن الإسلام، والاستعداد لحرب معاوية في الشام للقضاء على رأس النفاق والضلال، معاوية الذي رفض أمير المؤمنين (ع) مهادنته وإقراره في منصبه ولو ليومٍ واحدٍ، وقضى (ع) شهيداً في محراب مسجد الكوفة على يد الخارجي ابن ملجم، وعهد بأمر الإمامة الخلافة لولده الحسن المجتبى (ع)، بأمرٍ وعهدٍ من رسول الله (ص) .
وُلد الإمام الحسن (ع) في السنة الثالثة للهجرة، نشأ وأخوه الحسين في أحضان جدّهما رسول الله (ص)، وتغذيا من معين رسالته، وقال فيهما النبي (ص): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، اللهم إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبَّ من يُحبّهما . ولقد اجتمع في الإمام الحسن (ع) شرف النبوة والإمامة وشرف الحسب والنسب، كان صورة عن جدّه رسول الله (ص)، فكان أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً بالنبي (ص)، وقضى طفولته في حضن رسول الله (ص) وحضن أمّه الزهراء (ع) ورعاية أبيه علي (ع)، وكان يأتي من المسجد ويتلو على أمّه خطاب النبي (ص)، وكان له ولأخيه الحسين (ع) رعاية خاصة من رسول الله (ص)، وكان أحدهما يدخل المسجد ورسول الله (ص) يصلّي، فيصعد الحسن (ع) على ظهر جدّه أثناء سجوده، فيُطيل النبي (ص) السجود، وإذا استفسر أحدٌ من المسلمين عن سبب إطالة رسول الله (ص) سجوده فيقول: كان ابني على ظهري؛ فأطلت السجود . وكان النبي (ص) يتحدّث عن فضلهما أمام المسلمين، وفي يومٍ قال (ص) للحسن (ع): أشبهت خلقي وخُلقي . وقال (ص) للحسين (ع): أنت سيد ابن سيد أخو سيد، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام، وأنت حجة ابن حجة أخو حجة، وأنت أبو حجج تسعة . وقال (ص) للحسنين (ع): أنتما الإمامان ولأمّكما الشفاعة . وكان يقول لهما: أنا سلمٌ لمن سالمتم وحربٌ لمن حاربتم . وقال (ص) عن الحسن (ع): هو سيد شباب أهل الجنة وحجة الله على الأمة، وأمره أمري وقوله قولي، مًنْ تبعهُ فإنّه مني، ومَنْ عصاه فإنّه ليس منّي . وكان من حبّ رسول الله (ص) للحسن والحسين أنّه كان يقطع خطبته في المسجد وينزل عن المنبر ليحتضنهما، وورد عن أنس بن مالك أنه قال: دخل الحسن على النبيّ(ص) فأردت أن أميطه عنه, فقال: “ويحك يا أنس! دع ابني وثمرة فؤادي, فإنّ من آذى هذا آذاني, ومن آذاني فقد آذى الله .
وبهما باهل رسول الله (ص) نصارى نجران، وقد حضرا بيعة الرضوان مع رسول الله (ص)، وهذا ما يدل على كمالهما وأهليّـتهما لتحمل المسؤولية، ولم يكن ذلك من رسول الله (ص) من باب العاطفة والمحبة الأبوية، لأنه (ص) لا ينطق عن الهوى؛ إنّما هو توجيه ووحي ربّاني، فلم يكن رسول الله (ص) يعاملهما معاملة الصبيان؛ بل كان يتعامل معهما كشخصيتين إسلاميتين تنتظرهما مسؤوليّات كبيرة وجسيمة، وبعد وفاة رسول الله (ص) بقي الحسنان مع أبيهما أمير المؤمنين (ع)، كانا يحضران مجلس العلم، وكان علي (ع) في بعض الأحيان يُحيل السائل على الحسنين بعد أن كان السائل طرح سؤاله على كبار الصحابة وعلى من تقمّص بالخلافة لبيان فضلهما وأنّ علمهما إلهام من الله سبحانه، ويوماً قال الإمام الحسن (ع) لأبي بكر حينما رآهُ على منبر رسول الله (ص): انزل عن منبر أبي . فقال له أبو بكر: صدقت والله إنه لمنبر أبيك لا منبر أبي . وعندما أمر عثمان بنفي أبي ذر؛ قال له الإمام الحسن (ع) مودّعاً: يا عماه لولا أنه لا ينبغي للمودع أن يسكت، وللمشيّع أن ينصرف لقصر الكلام وإن طال الأسف، وقد أتى القوم إليك ما ترى، فضع عنك الدنيا بتذكر فراقها، وشدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها، واصبر حتى تلقى نبيك (ص) وهو عنك راض . كلمات مُعبّرة ومؤثّرة قالها (ع) لأبي ذر في محضر أبيه وأخيه الحسين وعمّه عقيل وابن عمّه عبد الله بن جعفر وابن عبّاس، قالها لأبي ذر مواسياً ومساهماً في تحقيق ما أرادهُ أبو ذر، إذْ بيّن عميق أسفه لما أصاب أبا ذر، وتشجيعه له، لأنّ رضا النبي (ص) هو رضا الله سبحانه، وكان له (ع) دور الناصح والمرشد للمسلمين، وعندما ثار الناس على عثمان نتيجة ظلم ولاته؛ وقف الحسنان على باب عثمان بأمرٍ من أبيهما (ع) على باب دار عثمان، يدفعون الثوّار عنه، لكنّ الثوار كثُر، صعدوا على سقف المنزل، ونزلوا إلى عثمان وقتلوه، لأنّه رفض تنحية الولاة الظالمين، ورفض سحب ختم الخلافة من مروان الذي كان رسول الله (ص) قد طرده وأبيه، ولم يرجعهما أبو بكر ولا عمر، لكنّ عثمان أعادهما وزوّج مروان ابنته، وصار ختم الخلافة مع مروان؛ يولّي ويعزل، لكنه ترك عثمان يموت ولم يدافع عنه .
لجأ المسلمون إلى علي (ع) يطالبونه بقبول البيعة وتولّي الحكم، فرأى علي (ع) أن لا بدّ من القبول – وإن كانت الخلافة صعبة نتيجة تسلّط الآخرين عليها، يصف الإمام علي (ع) الموقف بقوله: فما راعني إلاّ وانثيال الناس علي كعرف الضبع، حتى لقد وُطئ الحسنان وانشق عطفاي . بايعه المسلمون بما فيهم طلحة والزبير الّذين تأكدا أنّ علياً لا يساوم في أمر الله ولا يفرّط بقيراطٍ من مال الله عندما أطفأ شمعة بيت مال المسلمين وأخرج شمعة من جيبه؛ لأنّهما جاءا لأمرٍ يخصّهما ولا شأن له بأمر المسلمين العام، فهم طلحة والزبير الرسالة وعدلا عن مفاوضة أمير المؤمنين (ع)، فقالا له: جئنا نودّعك نريد العمرة . فقال (ع) لهما: ما العمرة أردتما، ولكن جدّدا البيعة . فبايعاهُ ثانية وخرجا يقصدان مكة، وفي الطريق التقيا بأم المؤمنين، وقد عادت من العمرة ولم يرِقْ لها تولّي علي (ع) الخلافة، وأظهرت الأسف على عثمان – وقد كانت هي المحرّضة دائماً على عثمان، وتخاطبه قائلة: يا عثمان إنّ نعلي رسول الله لم يبليا؛ وقد أبليت سنّته . وتلتفت إلى المصلين قائلة: اقتلوا نعثلاً فقد كفر – فتناست كلّ ذلك ورجعت مع طلحة والزبير والتحق بهم مروان وكل من ثقـُلت عليه خلافة علي (ع)، وكان شعارهم تحت عنوان الطلب بدم عثمان، وهم ممن كان قد ألّب على عثمان، وصلت أنباء مكة للإمام علي (ع) وكان يستعد لاجتثاث الفساد والعمل على إقصاء معاوية، فاضطر مع من بقي في المدينة أن يجتمعوا ويتوجّهوا إلى مكة للقضاء على حركة التمرّد قبل أن تنتقل إلى الأمصار الإسلامية، وعند وصولهم للربذة علموا أنّ الجماعة قد صاروا بالبصرة .
أقام الإمام في الربذة أياماً يدبّر أمره، وأرسل كتاباً لأهل الكوفة، وقد أوفد إليهم محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر، يقول في كتابه: إنّى اخترتكم علي الأمصار ، وفزعت إليكم لما حدث ; فكونوا لدين الله أعواناً وأنصاراً ، وأيِّدونا وانهضوا إلينا ; فالإصلاح ما نريد ; لتعود الاُمّة إخواناً ، ومن أحبّ ذلك وآثره فقد أحبّ الحقّ وآثره ، ومن أبغض ذلك فقد أبغض الحقّ وغَمِصه .لم يتجاوب والي الكوفة يومها أبو موسى الأشعري ومنع الناس من الاستجابة لطلب أمير المؤمنين (ع) فأوفد إليه الإمام رسولاً ثالثاً هو هاشم المرقال، وزوّده برسالة لأبي موسى الأشعري جاء فيها: إنّى وجّهت هاشم بن عتبة ليُنهض مَن قِبَلك من المسلمين إلىّ ، فأشخص الناس ; فإنّى لم أولّك الذى أنت به إلاّ لتكون من أعوانى علي الحقّ .لكنّ أبو موسى الأشعري أصرّ على تمرّده، فبعث الإمام (ع) ابنه الحسن (ع) وعمّار بن ياسر وحمّلهما رسالة بعزل أبي موسى الأشعري، قال فيها: من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلي عبد الله بن قيس: أمّا بعد ; يابن الحائك ! ! والله إنّى كنت لأري أنّ بُعدك من هذا الأمر ـ الذى لم يجعلك الله له أهلا ، ولا جعل لك فيه نصيباً ـ سيمنعك من ردّ أمرى ، وقد بعثت إليك الحسن وعمّاراً وقيساً ، فأخلِ لهم المصر وأهله ، واعتزل عملنا مذموماً مدحوراً ، فإن فعلتَ وإلاّ فإنّى أمرتهم أن ينابذوك على سواء ، إنّ الله لا يحبّ الخائنين ، فإن ظهروا عليك قطّعوك إرباً إرباً ، والسلام علي من شكر النعمة ورضى بالبيعة ، وعمل لله رجاء العاقبة .اجتمع الناس إلى الإمام الحسن بن علي (ع) وأظهروا له الطاعة، فخطب فيهم قائلاً: أيها الناس، إنه قد كان من مسير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما قد بلغكم، وقد أتيناكم مستتفرين، لأنكم جبهة الأنصار، ورؤوس العرب، وقد كان من نقض طلحة والزبير بعد بيعتهما وخروجهما بعائشة ما بلغكم، وتعلمون أن وهن النساء وضعف رأيهن إلى التلاشي، ومن أجل ذلك جعل الله الرجال قوامين على النساء، وأيم الله لو لم ينصره منكم أحد لرجوت أن يكون فيمن أقبل معه من المهاجرين والأنصار كفاية، فانصروا الله ينصركم. ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا أهل الكوفة، إن كان غابت عنكم أنباؤنا فقد انتهت إليكم أمورنا، إن قتلة عثمان لا يعتذرون من قتله إلى الناس، ولا ينكرون ذلك، وقد جعلوا كتاب الله بينهم وبين محاجيهم، فبه أحيا الله من أحيا، وأمات من أمات. وإن طلحة والزبير كانا أول من طعن، وآخر من أمر، وكانا أول من بايع عليا، فلما أخطأهما ما أملاه نكثا بيعتهما، من غير حدث. وهذا ابن بنت رسول الله الحسن قد عرفتموه. وقد جاء يستنفركم، وقد أظلكم علي في المهاجرين والبدريين والأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان. فانصروا الله ينصركم. فقام أبو موسى الأشعري يدعو الناس إلى القعود وعدم نصرة الإمام مُطالباً بمحاكمة قتلة عثمان أولاً، فمنعه الإمام الحسن (ع) قائلاً: اعتزل عملنا أيّها الرجل، وتنحّ عن منبرنا لا أمّ لك . وقام (ع) خطيباً في الناس فقال لهم: يا أيها الناس ! أجيبوا دعوة أميركم ، وسيروا إلى اخوانكم ، فإنه سيوجد لهذا الامر من ينفر إليه ، والله لان يليه أولوا النهى أمثل في العاجلة وخير في العاقبة ، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم . وأن أمير المؤمنين يقول: اني خرجت مخرجي هذا ظالما أو مظلوما ، واني اذكر الله عز وجل رجلا رعى لله حقا الا نفر ، فان كنت مظلوما أعانني ، وان كنت ظالما اخذ مني ، والله ان طلحة والزبير لأول من بايعني ، وأول من غدر ، فهل استأثرت بمال أو بدلت حكما ، فانفروا ، فمروا بمعروف وانهوا عن منكر . فعجّت الكوفة بالنفير ونزح منها الآلاف، وقد بدا عليهم الرضا والقبول وساروا تحت قيادة الإمام الحسن (ع) والتقوا بأمير المؤمنين بذي قار، وسُرّ الإمام بنجاح ولده وشكر له جهوده ومساعيه . وكان للإمام الحسن دورٌ مهمٌ في حرب الجمل التي سُمّيت بحرب الناكثين نسبةً إلى من نكثوا بيعة أمير المؤمنين (ع)، ولم يكن أمير المؤمنين (ع) راغباً بالحرب، فبقي يراسل القوم ثلاثة أيام ليرجعوا عن غيّهم وحقن دماء المسلمين، وراسل طلحة والزبير وعائشة، يقول صعصعة بن صوحان رسول أمير المؤمنين لهم: فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب وأدّيت إليه الرسالة ، فقال : الآن ؟ ! حين عضّت ابن أبى طالب الحرب يرفق لنا ! ثمّ جئتُ إلي الزبير فوجدته ألين من طلحة ، ثمّ جئت إلي عائشة فوجدتها أسرع الناس إلي الشرّ ، فقالت : نعم قد خرجت للطلب بدم عثمان ، والله لأفعلنّ وأفعلنّ !ولم تنفع محاولات الإمام حقن الدماء وبدأ جند الجمل يرمون كل من دعاهم لحقن الدماء، قرّر الإمام (ع) الحرب، وكان على ميمنة جيشه مالك الأشتر، وعلى الميسرة عمّار بن ياسر، والراية عند ولده محمد بن الحنفية، وكان الحسن (ع) في الميمنة والحسين (ع) في الميسرة، ونشبت الحرل وكانت الغلبة منذ البداية لجيش الإمام (ع)، وكان الزبير قد انسحب منها ، وعند المساء أحيط بطلحة ومعه مروان، فرمى مروان طلحة بسهمٍ أصاب به ساقه فأثخنه، التفت مروان إلى أبان بن عثمان فقال له: قد كفيتك أحد قتلة أبيك . وانتهت حرب الجمل عن خمسة وعشرين ألف قتيل من المسلمين على بعض الروايات، عشرون ألفاً من أهل البصرة، وخمسة آلاف من أهل الكوفة . ورافق الحسن (ع) والده إلى الكوفة، وخطب بأهلها بدعوةٍ من أمير المؤمنين (ع) – كما يذكر المجلسي في البحار -، جاء فيها: أيّها الناس اعقلوا عن ربّكم إنّ الله عزّ وجلّ اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريّة بعضها من بعض والله سميعٌ عليم. فنحن الذريّة من آدم والأُسرة من نوح والصفوة من إبراهيم والسلالة من إسماعيل وآل محمّد (ص). نحن فيكم كالسماء المرفوعة والأرض المدحوّة والشمس الضاحية وكالشجرة الزيتونة لا شرقيّة ولا غربيّة التي بورك زيتها، النبيّ أصلها وعليّ فرعها ونحن والله ثمر تلك الشجرة، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن تخلّف عنها فإلى النار هوى. فقال له أمير المؤمنين (ع): يا بن رسول الله أثبتّ على القوم حجّتك، وأوجبت عليهم طاعتك، فالويل لمن خالفك .
رتّب الإمام أمور الدولة في الكوفة، وعمل جاهداً من أجل السلام، لكنّ معاوية أصرّ على محاربة السلطة الشرعية ليُطيح بالخلافة ويُعيد الأمة للجاهلية، فزحف بجيشه نحو صفّين، واجتمع خيرة صحابة رسول الله (ص) مع أمير المؤمنين ليسيروا في مواجهة العدو، فخطب الإمام الحسن (ع) خطبة جليلة في أهل الكوفة دعاهم فيها للوحدة والتعاون لمحاربة الطغاة البغاة، استجاب الناس لدعوته لنصرة الحق والدفاع عن الدين الحنيف، احتشد الجيشان للحرب، بذل أمير المؤمنين مساعٍ عظيمة لحقن الدماء، لكنّها لم تُفلح، مما اضطر الإمام (ع) لخوض غمارها، حرباً استمرت أشهراً، وكان للإمام الحسن (ع) دورٌ بارزٌ فيها، إذ جعل أمير المؤمنين قيادة الميمنة لابنه الحسن ومعه الحسين وعبد الله بن جعفر ومسلم بن عقيل، وأرسل معاوية عبيد الله بن عمر للإمام الحسن يُمنّيه بالخلافة ويخدعه حتى يترك أباه، فجاء عبيد الله بن عمر إلى الإمام الحسن (ع) وقال: لي إليك حاجة؛ فالقني ، فلقيه الحسن (ع) ، فقال له عبيد الله : إن أباك قد وتر قريشاً أولاً وآخراً ، وقد شنئه الناس ، فهل لك في خلعه وأن تتولى أنت هذا الأمر ؟ ! فقال الحسن : كلا والله لا يكون ذلك. ثم قال : يا بن الخطاب ، والله لكأني أنظر إليك مقتولاً في يومك أو غدك. أما إن الشيطان قد زيّن لك وخدعك حتى أخرجك مخلّقاً بالخلوق ترى نساء أهل الشام موقفك ، وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلاً. قال نصر : فوالله ، ما كان إلا بياض ذلك اليوم حتى قتل عبيد الله وهو في كتيبةٍ رقطاء ـ وكانت تدعى الخضرية ـ كانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر. فمر الحسن (ع) فإذا رجل متوسد برجل قتيل قد ركز رمحه في عينه ، وربط فرسه برجله. فقال الحسن (ع) لمن معه : انظروا من هذا ؟ فإذا رجل من همدان ، وإذا القتيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب.
استمرت الحرب أشهراً وكانت الغلبة لأمير المؤمنين (ع) وكانت خديعة ابن العاص برفع المصاحف التي جعلت أهل الكوفة يمسكوا عن القتال، وانتهت بالتحكيم لا غالب ولا مغلوب نتسجة ضعف أبي موسى الأشعري الذي لم يكن يسكت الإمام (ع) عن جعله أحد الحكمين، لولا خوف الفتنة من جيش الكوفة، وقد خرج عدد كبير منهم رفضوا التحكيم وقالوا: لا حكم إلاّ لله . وأعلنوا الحرب على أمير المؤمنين فكانت حرب النهروان، رجع أمير المؤمنين إلى الكوفة وهو يستنهض الناس لحرب معاوية، لكنّهم كانوا يتعلّلون بالحر والبرد، وقد ملّوا الحروب، عدا ثلة قليلة من صحابة رسول الله _ص( وشيعة أمير المؤمنين (ع)، حتى قضى أمير المؤمنين شهيداً بعد أن أوصى لولده الحسن (ع) الذي عمل على تجهيز الجيش لحرب معاوية، وأرسل الفرق، لكنّ بعض القادة انحاز إلى معاوية، وأخذ معاوية يفاوض الإمام الحسن (ع) على الصلح، وأشاع بين أهل الكوفة أنّ الحسن قَبِلَ بالصّلح وحقن الدماء فهجم البعض منهم، ووصلوا للإمام الحسن (ع) بضربة معول على فخذه، وصار الإمام الحسن بين خيارين؛ إما الإستمرار بحربٍ يُقتل فيها جميع أهل البيت والصحابة الصالحون – وهذا ما يريده معاوية -، وإما القبول بالصلح بالشروط التي يريدها الإمام الحسن (ع)، شرط أن يكون الأمر لمعاوية ويبقى الإمام الحسن (ع) مدافعاً عن العقيدة الإسلامية ويرد أباطيل معاوية ويحفظ البقية الباقية من بني هاشم والصحابة الصادقين، فكان الصلح على أن يلي معاوية أمر المسلمين ومن بعده يعود الأمر للإمام الحسن (ع)، فإن كان حدث حادث للإمام الحسن (ع)؛ فللإمام الحسين (ع) وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد، وقّع معاوية على الصلح ووضعت الحرب أوزارها، ودخل معاوية الكوفة وصعد المنبر وقال:يا أهل الكوفة لم أقاتلكم لتصلّوا وتصوموا فإنكم تفعلون ذلك، ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم، وكل شرط شرطته للحسن بن علي هو تحت قدمي .
عاد الإمام الحسن (ع) إلى المدينة ينشر علم رسول الله ويحمي الشريعة، وولغ معاوية بالدماء وقتل كثيراً من الصحابة، منهم حجر بن عدي، وذلك لأنّ معاوية كان متظاهراً بالإسلام من أجل السلطة، لكن هناك ما يدل على زندقته، يقول ابن أبي الحديد المعتزلي: ومعاوية مطعون في دينه عند شيوخنا رحمهم الله، يرمى بالزندقة . وقال: وقد طعن كثير من اصحابنا في دين معاوية ولم يقتصروا على تفسيقه وقالوا فيه أنه ملحد لا يعتقد النبوة وقد نقلوا عنه في فلتات لسانه وسقطات الفاظه ما يدل على ذلك وروى الزبير بن بكار في (الموفقيات ) وهو غير متهم ولا منسوب الى اعتقاد الشيعة لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي (ع) والانحراف عنه :- قال المطرف بن المغيرة بن شعبة – دخل أبي على معاوية وكان ابي يأتيه ويتحدث معه – ثم ينصرف الي فيذكر معاوية وعقله – ويعجب ما يرى منه – اذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتما فأنتظرته ساعة وظننت انه لأمر حدث فينا – فقلت – مالي اراك مغتما منذ الليله ؟ قال يابني جئت من عند (أكفر الناس وأخبثهم) قلت وماذاك؟ قال قلت له – اي لمعاويه – وقد خلوت به – انك قد بلغت سنا يا امير المؤمنين !! فلو اظهرت عدلا – وبسطت خيرا – فأنك قد كبرت ولو نظرت الى اخوانك من بني هاشم – فوصلت ارحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه – وان ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه فقال –هيهات – اي ذكر ارجو بقاءه ملك اخو تيم فعدل – وفعل مافعل – فماعدا ان هلك ذكره الا ان يقول قائل – ابو بكر- ثم ملك اخو عدي – فأجتهد وشمر عشرسنين فما عدا ان هلك ذكره الا ان يقول قائل – عمر- وان ابن ابي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات (أشهد أن محمداً رسول الله) فأي عمل يبقى؟ وأي ذكر يدوم بعد هذا – لا أباً لك؟ لا والله إلا دفناً دفناً !!!! ثم يقول ابن ابي الحديد (اما افعاله المجانيه للعدالة الظاهره من لبسه الحرير – وشربه في انية الذهب والفضه – حتى انكر عليه ذلك ابو الدرداء فقال له – اني سمعت رسول الله (ص) يقول ( ان الشارب فيها ليجرجر في جوفه نار جهنم ) فقال معاوية (اما انا فلا ارى في ذلك بأسا ) فقال ابو الدرداء من عذيري من معاويه انا أخبره عن رسول الله(ص) وهو يخبرني عن رأيه !! لا اساكنك بأرض ابدا ) فهذا الخبر يقدح في عدالته كما يقدح في عقيدته – لأن من قال في مقابل رسول الله (ص) ( اما انا فلا ارى بأسا فيما حرمه رسول الله (ص) فليس بصحيح العقيدة ومن المعلوم ايضا من حالة استشاره بمال الفيء وضربه من لاحد عليه واسقاط الحد عمن يستحق اقامة الحد عليه وحكمه برأيه وفي دين الله واستحاقة زيادا وهويعلم قول رسول الله (ص) (الولد للفراش وللعاهر الحجر) وقتله حجربن عدي واصحابه ولم يجب عليهم القتل ومهانته لأبي ذر الغفاري وجبه وشتمه واشخاصه الى المدينه على قتب بعير وطاء لانكاره عليه ولعنه عليا وحسن وحسين وعبدالله ابن عباس على منابر الأسلام – وعهده بالخلافة الى ابنه يزيد – مع ظهور فسقه وشربه المسكر جهارا ولعبه بالنرد ونومه بين القيان المغنيات واصطحابه معهن ولعبه بالطيور بيهن وتطريقه بني امية للوثوب على مقام رسول الله (ص) وخلافته حتى افضت الى يزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد المتضحين الفاسقين صاحب حبايه وسلامه – والأخر رامي المصاحف بالسهام وصاحب الأشعار في الزندقه والألحاد … ومن أقوال الإمام الحسن (ع): قال رجل للإمام الحسن (ع): مَنْ شرّ الناس؟ فقال (ع): مَنْ يرى أنّه خيرهم . وقال (ع): إن لم تطعك نفسك فيما تحملها عليه ممّا تكره، فلا تطعها فيما تحملك عليه ممّا تهوى . وقال: من عرف الله أحبّه، ومن عرف الدنيا زهد فيها. والمؤمن لا يلهو حتّى يغفل، وإذا تفكّر حزن . قيل له: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ فقال: أصبحت ولي ربّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي لا اجد ما أحبّ، ولا أدفع ما اكره، والأمور بيد غيري فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفى عنّي، فأيّ فقيرٍ أفقر منّي . وكان علية السلام يقول: يا ابن آدم اعف عن محارم الله تكن عابدا ، وارض بما قسم الله لك تكن غنيا ، وأحسن إلى جارك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عادلا .
إننا نحذّر من التأخير في التشكيل الحكومي، لأنّ الواقع الاقتصادي والاجتماعي في البلد لم يعد يتحمّل المناكفات من بعض السياسيين والتي تسهم في تعطيل التشكيل الحكومي، مُشدّداً على ضرورة التعاون بين مختلف الفرقاء السياسيين في البلد لإنجاز هذا الاستحقاق الوطني دون الرضوخ لأي ضغوطات خارجية . ونستذكر رحيل مفجّر الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني (رض)، ونعزّي الشعب الإيراني وكلّ حرٍّ ومستضعف برحيل ناصر المستضعفين، ونلفت إلى أنّ الإمام الخميني أسّس لدولة قوية ضمن محور ممانعة قوي في وجه الاستكبار العالمي وبالأخص الغطرسة الصهيو أمريكية، ونشير إلى ما أسّس له الإمام الخميني من واقعٍ مقاوم من أجل قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين، في ظلّ ما نشهده من هرولةٍ مذلّةٍ لبعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الغاصب . ونختم بالإشادة باستمرارية مسيرات العودة وبزخمٍ أعظم، مؤكداً على أهلية الشعب الفلسطيني لما يقدّمه من تضحياتٍ جسامٍ دفاعاً عن الأقصى والقدس الشريف .
[وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ وَصَلِّ اللّهُمَّ عَلَى ُمحمّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ]

تصوير:رامي أمين

شاهد أيضاً

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم