انتظرت الطفلة حوراء جابر العيد، لترتدي ملابسها الجديدة وتتنزه مع عائلتها، إلا أن فرحتها لم تكتمل، فمساء اليوم الاول منه قصدت مع والدتها وأقربائها أحد المسابح في بلدة قاقعية الجسر، حماستها دفعتها إلى القفز في المياه من دون أن ينتبه لها أحد، وكانت النتيجة مصارعتها الموت قبل أن تستسلم له في دقائق.
في اليوم الثاني من العيد كان موعد عائلة عياش مع الكارثة، بعد أن قصد الطفل عبد الكريم منطقة الهرمل مع والدته واقربائها لزيارة أحد معارفهم. جلس على حافة المسبح الموجود في الفيلا يعبئ لعبه البلاستيكية بالماء، وإذ به يسقط في حوض السباحة، من دون أن ينتبه له أحد، دقائق مرّت قبل أن تتبيّن المصيبة وتعلم العائلة بفقدان حبيبها.
تحولت فرحة العيد الى مأساة لدى عائلتي جابر وعياش، وبحسب ما شرحه وحيد سبيتي خال حوراء لـ”النهار”: “يوم الجمعة الماضي قصدت شقيقتي المسبح مع شقيقتها وأبنائها عند الساعة السادسة مساء، ما إن وصلوا إلى المكان حتى ارتدت حوراء البالغة من العمر 5 سنوات (الفواشات) وسارعت إلى حوض السباحة، قبل أن تخلعها وتقفز في المياه العميقة، لم يرَها أحد تقوم بذلك، وبعد مرور 10 دقائق تفقدّتها والدتها، فراح الجميع يبحثون عنها، قبل ان تجدها والدتها في المياه، انتُشلت الصغيرة من الحوض، أجريت لها الاسعافات قبل نقلها إلى المستشفى الحكومي في النبطية. وأشار الطبيب الشرعي في تقريره إلى أن الوفاة حصلت في الماء. وتولى مخفر درك النبطية التحقيق في الحادثة”. وعما إذا كان هناك مراقب للحوض قال: “نعم، لكن ربما زحمة الأولاد حالت دون انتباهه لحوراء، ماذا عسانا أن نقول، كل الكلمات لن تعيدها إلى الحياة، علينا بالصبر، والمطالبة بالاهتمام بالمسابح ومراقبتها بشكل جيد”.
من دون ان تعلم ما تخبئه لها رحلتها الى الهرمل، توجهت والدة الطفل عبد الكريم عياش (4 سنوات) مع أقربائها لزيارة أحد المعارف، وبحسب ما شرحه جار العائلة: “كان الطفل جالساً على حافة المسبح يلعب بدلوه البلاستيكي، قبل ان يقع في الحوض، لم يرَه أحد إلا بعد مرور عشر دقائق، حينها كان قد لفظ آخر أنفاسه. لا كلمات تعبر عن حالة الوالد المفجوع وهو ابن بلدة الخيام، الذي لم يكن معهم في رحلتهم، لا بل كان ينتظر عودتهم، فإذا به يعلم بخسارته ابنه وعودته الى منطقة الجناح مكان سكنه، جسداً بلا روح”. الفيلا التي قصدتها العائلة تعود، كما قال الجار، إلى “عائلة قطايا في منطقة القصر”. وللعلم فإن مخفر القصر لم يتبلغ بالحادثة، بحسب مصدر أمني، “وحتى مخفر الهرمل، نتابع اتصالاتنا لمعرفة تفاصيل ما جرى”.
عمّمت المديرية العامة للدفاع المدني مجموعة من الإرشادات حول الاحتياطات التي يجب أن يتخذها المواطنون لدى الاتجاه إلى الشاطئ أو المسبح. وقد جاءت على الشكل الآتي:
– اخذ اللوازم الضرورية للوقاية (واقي الشمس، مياه للشرب، قبعة للرأس، نظارات واقية للشمس…).
– عدم التعرّض لأشعة الشمس بين الساعة 11 والساعة 15.
– استعمال المستحضرات الوقائية للحماية من أشعة الشمس باستمرار.
– احتساء السوائل الخالية من الكحول خصوصاً المياه بكميات كبيرة ولا سيّما بالنسبة إلى الأولاد الذين لا يساورهم الشعور بالعطش خلال اللعب في المياه.
– مراقبة الأولاد باستمرار وعدم السماح لهم بالسباحة من دون وجود مراقب.
– في حال الإصابة بشدٍّ عضلي، التمدد على الظهر والاسترخاء.
– منع الأولاد من الركض حول أحواض السباحة والقفز في الجهة العميقة منها.
– عدم ممارسة رياضة التزلج على الماء أو قيادة الدراجة المائية Jet Ski ما لم تكن مرتدياً سترة الإنقاذ وبعيداً من المناطق المخصصة للسباحة.
– عدم شرب الكحول عند قيادة القوارب أو الدراجة المائية Jet Ski
– الجلوس داخل القارب مع ارتداء سترة النجاة عند التنزه به.
– عدم القفز من الأماكن العالية خصوصاً في المواقع الصخرية.
– الابتعاد عن ضفاف الأنهر خصوصاً في فصل الربيع حين يكون التيّار سريعاً جراء ذوبان الثلوج.
– الاتصال فوراً على رقم الطوارئ 125 عند حصول أي حادث.