ظننا وبعض الظن إثم، أن «نسور قرطاج» سيكسرون حاجز الصمت، وسيهدون العرب الفوز الأول في «المونديال الروسي»، لكن مباراتهم مع الإنجليز لم تكن سوى استكمال لمسلسل الإخفاق بالجولة الأولى، والذي بدأه «الأخضر السعودي» بخماسية الافتتاح، وأكمله منتخب مصر في مباراته أمام أوروجواي، ومنتخب المغرب في مباراته مع إيران، واختتمه منتخب تونس في مباراته مع نظيره الإنجليزي، بعد أن شهدت المباراة سيطرة إنجليزية شبه كاملة، خاصة في شوطها الأول، ولولا براعة حارس المرمى لانتهى الشوط بخسارة تونسية بأربعة أو بخمسة أهداف، بينما تحسن الأداء الدفاعي لـ«نسور قرطاج» في الشوط الثاني، وكاد الفريق ينتزع نقطة التعادل، لولا «لعنة» الدقيقة الأخيرة التي كانت القاسم المشترك في خسارة مصر والمغرب وتونس.
وربما كان خروج الرباعي العربي، دون أي نقطة من الجولة الأولى، وراء التصريح الاستفزازي للنجم السويدي الشهير إبراهيموفيتش الذي قال «لو لعبت المنتخبات العربية الأربعة في مجموعة واحدة، ما صعد أي منها إلى الدور الثاني»، وهو تصريح بقدر ما فيه من استفزاز وسخرية، بقدر ما يمكن التعامل معه على أنه حافز للمنتخبات العربية لإثبات عدم مصداقيته وعدم موضوعيته.
والغريب والعجيب أن خسارة مصر والمغرب وتونس جاءت كلها بضربة رأس، لتضع كل المنتخبات العربية فوق صفيح ساخن في الجولة الثانية، فإما تجدد الطموحات والآمال، وإما الاستعداد لمغادرة المونديال، بعد جولة سياحية رائعة في المدن الروسية!
ولا خلاف على أن «الأخضر» السعودي سيجد نفسه اليوم أمام امتحان صعب للغاية، وهو يواجه منتخب أوروجواي، بقيادة سواريز وكافاني أخطر ثنائي هجومي بالمونديال، خاصة أن سواريز يود الاحتفال بمئويته مع منتخب بلاده على طريقته الخاصة، ولابد للفريق السعودي أن يتجاوز آثار خسارته الثقيلة أمام الدب الروسي في الافتتاح، وما أعقبها من ردود فعل ساخنة على الصعيدين الرسمي والشعبي، ناهيك عن الأزمة التي نشبت ما بين رئيس الاتحاد السعودي وأعضاء الاتحاد، بعد تحميل رئيس الاتحاد الثالوث المعيوف والسهلاوي وعمر هوساوي مسؤولية الخسارة أمام روسيا، مما يشير إلى أن تشكيلة السعودية اليوم ستشهد تغييرات واسعة، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
أما المنتخب المغربي فقد وضع نفسه في مأزق حقيقي بالخسارة أمام إيران بـ«النيران الصديقة»، وباتت مهمته شاقة للغاية، على اعتبار أن مباراته مع إيران كانت في المتناول، عكس مباراته مع البرتغال بطل أوروبا اليوم بقيادة كريستيانو رونالدو هدّاف الجولة الأولى، ثم مواجهة منتخب إسبانيا بطل مونديال 2010، وأحد أقوى المرشحين لنيل اللقب.